خاص – الحل العراق

تُعد المظاهرات السلمية إحدى أهم وسائل الاحتجاج في العالم، كما يعد أحد أبرز الأساليب التي تستخدم للتغيير السياسي، وعلى هذا الأساس هو تعبير جماعي عن الرأي، يهدف إلى الضغط على جهة معينة، من أجل تحقيق مطلب معين.

وتضمنت المواثيق الدولية والقوانين المحلية بحق التظاهر السلمي، باعتباره جزءً لا يتجزأ من حق الأفراد والجماعات للتعبير عن الرأي أو المشاركة السياسية، وقد أقرت أغلب دول العالم بحق التظاهر السلمي.

ويحدثنا التاريخ عن نجاح التظاهرات السلمية بتغيير العديد من أنظمة الحكم في العالم، لكن الواقع ربما يختلف كثيراً في #الدول_العربية، التي كان التغيير فيها يحدث بعد صراعات طويلة وانقلابات عسكرية أو تدخلات لدول أخرى، وقلما ما نجحت التظاهرات السلمية بإحداث تغييرات على المشهد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.

تظاهرات أكتوبر أحيت الروح الوطنية

الناشط المدني أحمد الشمري، أكد أن التظاهرات نجحت في #العراق، وحققت الجزء الأهم من مطالبها وهي الكرامة، التي كنا نفتقدها طوال السنوات الماضية.

الشمري قال لـ “الحل العراق“: إن «تظاهرات تشرين أحيت الروح الوطنية بين أبناء الشعب الواحد، واستطاعت توحيد أبناء الشعب العراقي من كل الأديان والقوميات والمذاهب، فهتفوا جميعاً بصوتٍ واحدٍ في الساحات باسم العراق بعيداً عن كل المسميات».

لافتاً إلى أن «المتظاهرين يطلبون بالوطن الذي سرقته #الأحزاب_الفاسدة، لذلك شجعوا على إعادة إحياء #الصناعة_العراقية والمنتج المحلي، ونظموا حملات ثقافية وأدبية بشكل عفوي».

وأضاف أن «خيار السلمية، قد لا يحقق أهدافه المنشودة بصورة سريعة، لكنه أفضل الخيارات المتاحة لدينا، ورغم السلمية التي ننادي بها إلا أن التظاهرات أدخلت الرعب في صفوف الأحزاب والحكومة، وهزت عروشهم وعكست صورة حضارية للعراق أمام #المجتمع_الدولي حتى أكسبتها تعاطفاً كبيراً».

المتظاهرون لم يعتدوا أو يسرقوا 

من جهته، يقول الناشط حسين عبد الكريم: إن «الممارسات التي قمنا بها في ساحات التظاهر، من الموسيقى والجلسات الأدبية والمسابقات الرياضية وغيرها، دليل على أن ساحات التظاهر تحمل فكراً واعياً، على عكس ما كانت تروج له وسائل الإعلام الحزبية والتابعة للميليشيات والتي حاولت شيطنة #التظاهرات».

مبيناً في اتصال مع “الحل العراق“، أن «المتظاهرين حافظوا على السلمية، وطيلة فترة وجودهم في الساحات والشوارع العامة لم يسرقوا أو يعتدوا على أحد، فمثلاً في #ساحات_التحرير التي تتوسط العاصمة #بغداد، ويقع بالقرب منها العديد من الشوارع والأسواق التجارية، لم تسجل حالة اعتداء واحدة إطلاقاً».

وأضاف أن «الحكومة حاولت اختبار صبرنا معولة على عامل الوقت، وقدوم فصل الشتاء في أننا سنضعف أو تفتر عزيمتنا، لكننا وجهناهم بالصبر والمحافظة على السلمية رغم محاولات #ميليشيات السلطة إلصاق مجموعة من التهم بنا».

الصبر سيحقق النجاح لتظاهرات أكتوبر 

من جانبه، يوكد الكاتب والصحفي محمد البغدادي، أن «عقدة الحريات المجتمعية في #الوطن_العربي، محكومة بلغة الانقلابين منذ زمن ليس بالقصير في #مصر و #سوريا والعراق، حيث كانت أهم محاور التحول السياسي منذ خمسينيات القرن الماضي من حال إلى حال بفضل #الانقلابات_العسكرية، فيما يبقى العامل المجتمعي محفزاً للتظاهر والتحشيد والاستنكار، عندما تسمح له الفرصة للتعبير عن ذاته الوطنية».

لافتاً خلال حديثه لـ الحل العراق، أن «المجتمع العربي منفك يبحث عن لغة المواطنة والوطن المعافى، لكن دون جدوى، ففي كل يوم تتسع مساحة الشرخ بينه وبين حكامه لعوامل استراتيجية متعددة».

وتابع بالقول: حسب وجهة نظري فإن «كل من جاء إلى السلطة في هذا الوطن انقلب على الشرعية وأعلن البيان رقم واحد، واستمر على عرش الحكم لعقود من الزمن، إن لم يطاح به بعوامل خارجية».

وأضاف أن «فرصة التظاهرات التي شكلتها حركة الاحتجاجات في 1 أكتوبر تشرين الأول الماضي، أسست لبداية خلاقة في صياغة معالم الدولة عقب ما حدث في العام 2003، فطيلة فترة الـ 16 سنة، كان العراق بلا دولة في واقع الامر، بل مجموعات تتحكم بواقع الحال لها أذرع وقوى خارجية».

مشيراً إلى أنه «إذا ما استمرت التظاهرات في الضغط السلمي على الساسة الحكام والأحزاب الفاسدة، فأنها ستحقق مرادها في الوصول للدولة العادلة، لكن بشرط الصبر ووحدة الصف في جميع ساحات التظاهر».

تقرير – علي الحياني – بغداد

تحرير: سيرالدين يوسف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.