إستراتيجية إيران وتمددها في ديرالزور أطبقت على القرار السيادي

إستراتيجية إيران وتمددها في ديرالزور أطبقت على القرار السيادي

يتصاعد التوتر يوماً بعد الآخر بين الميليشيات الإيرانية في محافظة ديرالزور، لا سيما في المدن التي يكثر فيها تواجد تلك الميليشيات كمدينتيّ البوكمال والميادين على وجه الخصوص، إذ تحاول كل منها فرض سيطرتها على حساب الأخرى، وأن تكون صاحبة اليد الطولى في المنطقة.

صراع النفوذ
وفي آخر التطورات، دخلت ميليشيا «فاطميون» فصول هذا الصراع قبل أيام قليلة، من خلال اشتباكات عنيفة شهدها حي «السماكة» وسط مدينة #الميادين، استمرت لساعات بين دورية لـ«حرس الثوري الإيراني» من جهة، وبين عناصر من هذه الميليشيا التي يترأسها المدعو «أبو مجاهد»، أسفرت عن وقوع جرحى من الطرفين، ومقتل عنصر للجيش السوري كان على مقربة من مكان الاشتباك، وفق مصادر خاصة لموقع «الحل نت» من داخل المدينة.

وبحسب المصادر، حاول الجهاز الأمني التابع للحرس الثوري، القبض على «أبو مجاهد»، لتدور بينهم اشتباكات عنيفة كردة فعل على ذلك، استخدمت خلالها القنابل اليدوية، أسفرت عن وقوع أكثر من 15 إصابة من الطرفين بعضهم في حالة حرجة، تم نقلهم إلى المراكز الطبية #الإيرانية في المدينة.

تحدث (م.ح) لموقع «الحل نت» وهو متطوع في مليشيا «فاطميون» من مدينة الميادين، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، قائلاً: إنّ «تصاعد التوتر وحدوث الاشتباكات الأخيرة، كان نتيجة لازدياد تسلط عناصر #الحرس_الثوري، على بقية الفصائل الأخرى التابعة لهم، إذ يحاول قادة تلك #الفصائل التمرّد على قيادات الحرس، كتحذير لهم بأن يقوموا بمحاسبة عناصرهم وخاصة عناصر الحواجز»، لافتاً إلى أن «بعض قادات الفصائل وعلى رأسهم (أبو مجاهد)، يسعون لتجاوز سلطة الحرس الثوري المفروضة عليهم، ليكونوا أصحاب كلمة وجولة في المنطقة دون سلطة تقيدهم»، وفق تعبيره.

حملة اعتقالات
وأشار المصدر إلى أن «المدينة شهدت خلال الأسبوعين الماضيين، حملة #اعتقالات بدأها #الجهاز_الأمني التابع للحرس الثوري، ضد عناصر تتبع لمليشيا (حزب الله) #اللبناني، على خلفية اشتباك بين عناصر من الطرفين استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة»، وكانت ردة الفعل الطرف الآخر بمستوى ما حدث، إذ أمر المدعو #جعفر_هلال (أبرز قادة الحزب في المدينة) باعتقال أيّ عنصر يتبع للحرس #الإيراني، إذا دخل للأحياء التي تحت سيطرتهم.

وأوضح «محمد» (ناشط في مدينة الميادين)، لموقع «الحل نت»، أنّ «المدينة تشهد استنفاراً أمنياً وحملة #مداهمات واعتقالات يومية، بين تلك المليشيات، يتخللها بين الفترة والأخرى إطلاق رصاص بين الطرفين»، مشيراً إلى استمرار وجود #حواجز #القوات_النظامية أيضاً، والتي تقوم بالتدقيق الكبير على مداخل ومخارج المدينة».

وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت #اعتقالات للعديد من أفراد هذه المليشيا أبرزهم المدعو «طياوي» أبرز عناصر الحزب في المنطقة، والمسؤول عن أكبر عمليات التعفيش السابقة في المدينة، إذ قام الجهاز الأمني التابع للحرس، باعتقاله من منزله، بعد أيام قليلة من اعتدائه على أحد قاداته لحظة مروره بحاجز للحزب بالقرب من #دوار_الطيبة، لتدور بعدها #اشتباكات عنيفة بين الطرفين، نجم عنها أكثر من 14 إصابة، تدخلت #قوات_حفظ_النظام لوقفها.

ولفت المصدر إلى أن «عناصر الدورية عمدت على ضرب (#الطياوي) وإذلاله أمام أعين سكان المدينة، وعناصر المليشيات الأخرى، في محاولة منهم لترهيب الجميع، وتحذير أيّ أحد يحاول التمرّد على قيادة الحرس الثوري الإيراني في المنطقة».

فقدان القرار
كل ما حصل على أرض الواقع، سببه تخاذل السلطات السورية وقواتها، التي فقدت هيبتها وقرارها حتى أضحت بيد الروس تارة والإيرانيين تارة أخرى، ولم تبق للسيادة شيء سوى اسمها، الأمر الذي جعل الأهالي يتأقلمون مع الحالة خوفاً على حياتهم، والاعتماد عليهم كمصدر دعم عند أيّة مشكلة تواجههم مع عناصر الميليشيات الأخرى التي توغلت في غالبية قرى وبلدات ريف #دير_الزور، وأهم مدنها، يوماً بعد الآخر، مهيمنة بذلك على تواجد القوات النظامية. ولم يعد خافياً من أن ميليشيا «فاطميون» و«حزب الله» اللبناني، تعد من أبرز تلك #الميليشيات المتغلغلة والمسيطرة بشكل لافت بعد الحرس الثوري الإيراني، والذي يعتبر ذراع #إيران في عموم المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.