كثفت #روسيا حملاتها لتوسيع نفوذها وفرض سطوتها على منطقة #ريف_دمشق، وذلك بالاعتماد على سلسلة من التحركات الميدانية بالتعاون مع حلفاء من المعارضين للنظام في المنطقة.
وشهدت المنطقة اجتماعات متوالية لضباط روس مع ممثلين من #فصائل_المعارضة “سابقاً” ولجان المصالحة التي عملت على تثبيت المصالحات مع قوات النظام في المنطقة بدعم وتوجيه روسي .

اجتماعات وتوجيهات
عقدت القوات الروسية اجتماعات عديدة في ريف دمشق بشكل غير مسبوق، خصوصاً في الغوطة الغربية، حيث اجتمعت مع ممثلين من المعارضة ولجان المصالحة في بلدة #كناكر الشهر المنصرم، لبحث تهدئة في المنطقة على خلفية حصار إحدى نقاط النظام داخل البلدة والتهديد باقتحامها بعد اعتقال أحد “شرعيي” المعارضة رغم تسوية وضعه في وقتٍ سابق.
كما اجتمعت قبل ذلك مع مسؤولين في النظام، ووجهت بتحويل ملف مدينة معضمية الشام إلى “شعبة المخابرات العسكرية” بعد سنوات من سيطرة الفرقة الرابعة عليه بشكل كامل، ليتم إخراج حواجز الفرقة و “الدفاع الوطني” من المدينة بشكل كامل. وفق مصادر من المدينة.

كما علم “الحل نت” من مصادر محلية، بعقد اجتماع قرب مدينة الكسوة جمع ضباطاُ روس وعدداُ من القياديين السابقين في المعارضة من مدينتي الكسوة وزاكية، نوقشت خلاله السبل الممكنة لتشكيل مجموعة مسؤولة عن المنطقة تشمل كافة مدن الريف الغربي لدمشق وتتبع بشكل مباشر للروس.

حراك مسموم واستغلال ذوي المعتقلين
ما إن انتهت هذه الاجتماعات حتى انفجرت الأحداث الميدانية في المنطقة، فتحركت حملات البخ على الجدران، وبعض الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات للمطالبة بالمعتقلين، والتنديد بالوجود الإيراني في سوريا، دون التطرق لما تمارسه روسيا من انتهاكات بحق السوريين في الشمال السوري وقبله في ريف دمشق نفسها.

وبحسب مصادر “الحل نت” فإنّ حاجزاً لقوات النظام في محيط بلدة كناكر، تعرّض للهجوم بالقنابل الصوتية، في حادثة هي الأولى من نوعها في المنطقة منذ سيطرة قوات النظام عليها، واشتركت مدن “جديدة عرطوز، بيت جن، دير ماكر، كناكر، زاكية” بهذا الحراك، مع وجود رابط مشترك بينها، وهو وجود عناصر لأحد الفصائل المعارضة التي تتفاوض مع القوات الروسية في المنطقة.

وأشارت المصادر إلى أنّ فصائل المعارضة التي قامت بالمصالحة في وقتٍ سابق تستغل الحراك الشعبي وتخدع الأهالي بملف المعتقلين، في الوقت الذي تطالب فيه بعدد من قياديها المعتقلين بسبب تقارير تهريب سلاح بعد المصالحة فقط.

النظام “شاهد ما شافش حاجة”
دخلت القوات الروسية إلى كناكر دون إخطار قوات النظام، وعقدت اجتماعها مع الفصائل والأهالي بدون أي تنسيق مع “فرع سعسع” المسؤول عن المنطقة، على الرغم من مرور الوفد الروسي على الحواجز الخاضعة لسيطرته.
وبعد انقضاء الاجتماع الذي عقد بالقرب من الحاجز الرئيسي للفرع في البلدة، اتصل رئيس الفرع واستفسر من الأهالي ووجهاء البلدة عن الاجتماع، حيث أكدّوا عدم معرفتهم بأنّ دخول الضباط الروس لم يكن بتنسيق مع النظام، ونقلوا مجريات الاجتماع الذي حاول فيه مندوبي المعارضة المسلحة “سابقاً” تحصيل السقف الأدنى من المطالب العامة وهو إخراج اثنين من قياداتهم من المعتقلين، لاستمرار ما وصفوه “التفاوض مع الروس”.

وهدد رئيس الفرع أهالي البلدة بتطبيق سياسة صارمة تجاههم في حال استمرار “التجاوزات الأمنية” في المنطقة، وطالبهم بوضع حد لما يقوم به عناصر المعارضة “للحفاظ على بلدتهم”، لتقع البلدة بين مطرقة النظام وسندان فصائل المعارضة “غير المسؤولة” والتي تتصرف دون أي اعتبار لأمن المنطقة التي يقطنها عشرات الآلاف من المدنيين، وفق الأهالي.

أوامر روسية والنظام ينفذ قسراً

تعهد الضباط الروس للمتفاوضين في المنطقة بالإفراج عن المعتقلين في حال التوصل لنتائج إيجابية في المفاوضات المستمرة بينهما، وأكدّوا أنّهم وجهوا النظام للإفراج عن المعتقلين في كلٍ من القنيطرة ودرعا بعد مطالب شعبية مدعومة بنشاط معارض للنظام.

وبحسب مصادر “الحل نت” في المنطقة، فإنّ النظام عاجز عن اتخاذ أي إجراء ضد المحتجين والمعارضين في المنطقة كونهم على تواصل مستمر مع روسيا، التي أمرت بتهدئة المنطقة ومنع انتهاكات النظام فيها لإتمام عملية التفاوض بشكل جيد فيها، حيث تسعى القوات الروسية لإنشاء قوة تكون مسؤولة عن المنطقة وتتبع بشكل مباشر لها.

بين رغبة روسية جامحة في السيطرة على المنطقة ومحاولات من أبناء المنطقة لتحصيل بعض المكاسب من هذه الرغبة، يبدو أنّ منطقة ريف دمشق مقبلة على تطورات كبيرة، قد يتمخّض عنها تحجيم للقوات الإيرانية المنتشرة في المنطقة بشكل كبير وصولاً إلى إقصائها نهائياً، وهو أمر ترحب به روسيا، وحليفتها الأخرى في المنطقة إسرائيل، بحسب متابعين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة