ترجمة خاصة- الحل العراق

أجرت صحيفة (لاكروا) الفرنسية لقاءاً صحفياً مع “عادل باكاوان” مدير مركز علم الاجتماع في العراق والباحث في معهد البحوث والدراسات في الشرق الأوسط في باريس، الذي عاد لتوّه من إقامةٍ غير طويلة في العراق.

ويوضح “باكوان” أن تنظيم #داعش «لا يزال حاضراً في #العراق بالرغم من تغيير سياسته التكتيكية، لا بل إنه يزدهر ويتمدد في المناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد».

وعند سؤاله عن إمكانية الحديث عن عودة تنظيم داعش من جديد في العراق؟

يجيب باكاوان:  «نعم بالتأكيد! لا يمر يوم واحد دون تسجيل هجوم ينفذه التنظيم في المناطق المتنازعة عليها في محيط #الموصل وكركوك أو في محافظتي #صلاح_الدين وديالا».

فـ #السلطات_العراقية «أعلنت رسمياً نصرها على تنظيم داعش في شهر كانون الأول عام 2017، لكن ومنذ ذلك الحين، يعيد داعش تنظيم نفسه. فقد أدرك قادة التنظيم خطأهم وتجرعوا الهزيمة وفهموا أنهم قد فقدوا السيطرة على أراضي “الخلافة”، فانتقلوا إلى مرحلة جديدة من جهادهم».

«لقد عاد التنظيم ولكن بطريقة أخرى، لقد تبنى طرق وأساليب تنظيم القاعدة معتمداً على التفجيرات والخطف وأخذ الرهائن والعمليات الانتحارية بهدف استنزاف قوة #الجيش_العراقي والبيشمركة وباقي الميليشيات العراقية. نحن نعرف حتى أين يختبأ عناصر التنظيم وقادته، في #جبال_حمرين، عند التقاطع بين #إقليم_كردستان والعراق العربية».

«لقد ولّى زمن عرض الكتائب الكبيرة وسيارات الدفع الرباعي. فمنذ الآن وصاعداً، باتت الهجمات تنفذ من قبل ثلاثة رجال أو خمسة كحد أقصى والذين ينظمون نفسهم بنفسهم، فهم من يخططون لعملياتهم بأنفسهم ويختارون الهدف والوسيلة دون أي اتصال بالقيادة العامة. ورسالتهم موجهة إلى الشعب كذلك وفحواها: نحن حاضرون وإن لم تعودوا ترونا».

وعند سؤاله هل لا يزال تنظيم داعش يمتلك الأسلحة والعتاد؟

يجيب باكاوان: «ليس لدى تنظيم داعش أية مشكلة اقتصادية في الوقت الراهن، ففي منطقة تتميز بتوازن القوى بين #السعودية #تركيا #قطر وروسيا.. الخ، فإن هناك دائماً أموال تتدفق. وتنظيم داعش يمكن أن يخدم مصالح إحدى هذه القوى ضد الأخرى».

«كما أن التنظيم لا يزال يمتلك مخزون كبير من الأسلحة ولديه ما يكفي من الإمكانيات لاستكمال ما يلزمه. فلا يجب أن ننسى أن الكثير من قادة التنظيم هم مسؤولون كبار سابقون في #حزب_البعث. وفي بلد يسوده الفساد مثل العراق، يمكن لأي شخص أن يفعل أي شيء، وبالتالي يمكن للتنظيم أن يستخدم عملائه في الجيش والإدارات وحتى في الميليشيات ليتدبر أمره ويسد النقص في الذخيرة والسلاح».

وهل لا يزال التنظيم يتمتع بدعم من السكان السنّة في العراق؟

يجيب باكاوان: «منذ العام 2017، وسكان مدينة #الموصل ومحافظة #نينوى يعانون من وجود #الميليشيات_الشيعية والتي يعتبرونها قوة احتلال أكثر منها قوة تحرير. إن عرض الصورة العملاقة لـ آية الله خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، في الموصل، المدينة السنيّة، يعتبر من قبل سكان المدينة بمثابة “اعتداء معنوي دائم”. كما أن هذه الميليشيات قد ارتكبت الكثير من الفظائع من قتل وخطف وتعذيب.. الخ».

«وفي محافظة #بابل، ذات الأغلبية الشيعية جنوبي بغداد، أُفرغت مدينة #جرف_النصر السنيّة من سكانها خلال الحرب ضد تنظيم داعش. ومنذ ذلك الحين، لا يحق لأحد من سكان هذه المدينة العودة إليها. وقد استولت الميليشيات الشيعية على كامل المدينة وحولت “جرف النصر” إلى مركز للتدريب وحقل للرمي».

«وهذه ليست سوى بعض الأمثلة، لكنها تظهر استياء السكان السنّة والذي من المرجح أن يستثمره تنظيم داعش لصالحه».

ولكن إذا كانوا يعرفون أماكن تواجد مقاتلي التنظيم، فلماذا لا يجتمع الجيش العراقي والبيشمركة الكردية للقضاء عليهم؟

يجيب باكاوان: «قادة #البيشمركة واضحون جداً بهذا الخصوص. إنهم غير مستعدين لتقديم آلاف الشهداء لمحاربة تنظيم داعش واجتثاثه من المناطق التي ستحتلها الميليشيات الشيعية فيما بعد. إنهم يريدون أولاً اتفاقاً سياسياً واضحاً. ومع ذلك، فإن الحكومة في بغداد، والمشغولة اليوم بقمع الانتفاضة الشعبية وتطويقها، ترفض التفاوض مع الأكراد».

«كما أن الدول الأعضاء في #التحالف_الدولي ضد داعش ليست كذلك أكثر حماساً. ففي حديثه، اعترف “جان إيف لودريان”، وزير الخارجية الفرنسي، بأن التنظيم لا يزال يمثل تهديداً دائماً وحذر من عودة ظهور التنظيم في #سوريا أو في أماكن أخرى، إلا أنه وعلى أرض الواقع فإن البيشمركة تسمع جعجعةً ولا ترى طحيناً».

«حتى أن بعض الجنرالات الكرد باتوا يتساءلون عما إذا كانت عودة تنظيم داعش، التي ستضعف الميليشيات الشيعية حتماً، لا تخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية؟ حيث أن هذه الأخيرة تسعى حثيثةً لتفكيك هذه الميليشيات المدعومة من إيران، وفي الانتظار، فإن أيادي التنظيم تبقى طليقةً اليوم في العراق.

ترجمه الحل العراق عن صحيفة (La Croix) الفرنسية- بتصرّف

تحرير- فريد إدوار


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.