شهدت قرى وبلدات ريف الرقة مؤخراً، انتشاراً لوباء «داء نيوكاسل» أو ما يسمى بطاعون الدجاج، والذي تسبب بنفوق آلاف الدواجن من المداجن في المنطقة، إذ تتراوح نسبة نفوق الطيور التي تصاب بالداء ما بين 10 إلى 100% من المجمل، ما أثر بشكل سلبي على مربي الدواجن الذي تكبدوا خسائر مالية فادحة، وعلى الأهالي أيضاً من ذوي الدخل المحدود الذين يعتمدون في غذائهم بشكل أساسي على مشتقات الدواجن ولحومها، ولا يملكون القدرة المادية على شراء اللحوم الحمراء.

يقول محمود الناصر (صاحب مدجنة في مدينة #الطبقة) لموقع «الحل نت» إن «خسارة مربي الدواجن هذا العام لا تعوض، على الرغم من العناية الكبيرة التي نقوم بها تجاه الدواجن بدءاً من مرحلة التفريخ وصولاً إلى نضج الصيصان الصغيرة، من خلال اختيار المكان والبيئة المناسبة، وإجراء عمليات تعقيم مستمرة للمدجنة، وتقديم اللقاحات وأفضل أنواع الأغذية للصيصان الصغار، إلا أن انتشار هذا المرض الجديد وعدم درايتنا بطرق الوقاية منه، قد عرضنا للضرر والخسارة» على حد تعبيره.

انتقال العدوى
أما مشعل العبدالله (من سكان مدينة الطبقة) فقال لموقع «الحل نت» إن «أهالي مدينة #الرقة يعتمدون في الغذاء والعمل بشكل أساسي على الزراعة والثروة الحيوانية بأنواعها كافة، وانتشار مرض #طاعون_الدجاج لم يؤثر على مربي الدواجن فحسب، بل وعلى الأهالي أيضاً، فالخوف من انتقال المرض للإنسان دفع بالعديد من العوائل للانتقال مؤقتاً إلى مناطق لا تحتوي على مداجن، خوفاً من انتقال العدوى لأبنائهم، كما أثر بشكل سلبي على حاجة السكان للحوم البيضاء التي تستهلك بشكل كبير في #السوق، والتي تأتي في المرتبة الثانية بعد اللحوم الحمراء. وانتشاره زرع الخوف في نفوس الأهالي، إذ تراجعت نسبة استهلاك #مشتقات_الدواجن لأقل من 3%، ما أثر بشكل سلبي في عمل أسواق اللحوم والاقتصاد بشكل عام» على حد قوله.


الوباء وطرق الوقاية

تحدث راغب العلي (طبيب بيطري دواجن من الرقة) لموقع «الحل نت» عن هذا الوباء قائلاً: إن«طاعون الدجاج (نيوكاسل) هو مرض فيروسي، ويعد من الأمراض الخطيرة التي تصيب الدواجن إلى حد أن تصل نسبة النفوق لـ 100%، وينتج عن عوامل عدّة منها، #التلوث_البيئي وتلوث العلف ومياه الشرب وتلوث ملابس #العمال التي تقوم على رعاية الدواجن وتلوث السيارات التي تنقل الدواجن بالإضافة لنقص #الرعاية_الطبية وعدم الالتزام باللقاحات الدورية، وانتشار خزانات المياه المكشوفة على الأسطح، فتقوم الطيور المصابة المهاجرة بالشرب منه ومن ثم يتنقل للدواجن عن طريق الشرب».

يتابع «العلي» إن «للوقاية من الوباء يجب على #مربي_الدواجن الالتزام باللقاحات الدورية الأسبوعية لتحصين الدواجن، كما يجب تهوية المداجن بشكل دوري، والالتزام بدرجات حرارة معينة، وتعقيم #العلف والمياه بالإضافة للتخلص من #الطيور المصابة عبر الدفن أو الحرق».

أعراضه
للوباء أعراض عدّة تظهر على الطيور تحدث عنها #إبراهيم_غزال (طبيب بيطري من الطبقة) لموقع «الحل نت» موضحاً أن «علامات إصابة الطيور بطاعون الدجاج، تبرز بشخير في صوت الطير وانحناء رقبته إلى الأمام، وخروج إسهال بلون أبيض وأخضرو تلون عرفه لأزرق أو أحمر داكن مع خروج لعاب من فمه أيضاً، إلى جانب شلل الطائر وارتعاشه وفقدانه القدرة على الوقوف والتحرك، وينصح بعزل الطائر المصاب بهذه الأعراض، بمكان منعزل بالسرعة القصوى، لكي لا ينقل العدوى للطيور الأخرى».

الدعم للحد من انتشار الوباء
عمل #مجلس_الرقة_المدني على مساعدة أصحاب المداجن وتوعيتهم للحد من انتشار الوباء، بحسب عمر العبدالله (من قسم #الثروة_الحيوانية) الذي تحدث لموقع «الحل نت» عن ذلك بالقول: إن «المجلس قام بتشكيل لجنة مختصة للوقوف على مشكلة انتشار #وباء_طاعون_الدجاج، وتتألف اللجنة من أعضاء في مكتب حماية البيئة ولجنة #الزراعة والصحة بالتعاون مع بلدية الشعب، حيث أطلقت اللجنة جولات عدة على المداجن وأعطوا إرشادات ونصائح للمربين كما نفذت اللجنة جولات على محلات بيع الفروج والمسالخ لزيادة الوعي لدى البائعين» مشيراً إلى أن «اللجنة بصدد تجهيز حفر في مناطق نائية للتخلص من الطيور المصابة بطريقة آمنة».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.