مع حلول الشتاء واقعٌ مزري يعيشه الأهالي في مناطق «الجيش الوطني» شمال الرقة

مع حلول الشتاء واقعٌ مزري يعيشه الأهالي في مناطق «الجيش الوطني» شمال الرقة

يعاني الأهالي القاطنون ضمن مناطق سيطرة الجيش التركي والفصائل السورية المسلحة بريف الرقة الشمالي، ظروفاً إنسانية غاية في الصعوبة، تزامناً مع حلول فصل الشتاء، فالواقع المعيشي لغالبيتهم ازداد سوءاً مع الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية والأساسية وفقدان معظمها، في ظل النقص الحاد بالمحروقات ومواد التدفئة أيضاً، والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، يضاف إلى ذلك الانتهاكات والتجاوزات المستمرة المرتكبة بحقهم من عناصر الفصائل المسيطرة على المنطقة.

كل ما سبق ولّد ردّات فعل غاضبة لدى السكان، الذين خرجوا بتظاهرات منددة بسوء أحوالهم، مطالبين المسؤولين بتأمين المواد الغذائية لهم وتوحيد أسعارها، وتحسين الواقع الخدمي والمعيشي أيضاً.

شح المواد الغذائية
محمد الصابر (ناشط من مدينة تل أبيض) يقول لموقع «الحل نت»، إن «المدينة تعاني من نقص حاد للسلع الغذائية كافة، وارتفاع بأسعارها للضعف إن وجدت، نتيجة توقف مصادر الإنتاج الداخلية عن العمل وإغلاق «الجيش الوطني» جميع الطرق المؤدية لمدينة #الرقة وعدم إدخال البضائع عبر معبر #تل_أبيض الحدودي رغم افتتاحه، إذ بلغ سعر كيلو السكر 700 ل.س، وكيلو الشاي 4000 ل.س، والبيض 1600 ل.س، كما بلغت سعر تنكة الزيت إلى 20 ألف ل.س، كما عملت الفصائل المسلحة على نقل جميع محتويات #صوامع_شركراك من المدينة باتجاه الأراضي #التركية، مما ضاعف الحاجة لدى الأهالي وساهم بنسبة كبيرة في ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأخرى» وفقاً لقوله.

يضيف «الصابر» خلال الحديث للموقع: «أما الخبز فقد انخفضت كمياته بشكل كبير وتضاعف سعر الربطة الواحدة، وذلك بسبب شح المحروقات والطحين والخميرة بالإضافة لممارسات عناصر الفصائل بحق عمال الأفران، إذ يُفرض على الفرن 50 ربطة بشكل يومي إتاوة لإطعام العناصر وعوائلهم، كما تفرض حواجز فصيل «الجبهة الشامية» ضريبة على شاحنات الطحين القادمة من #ريف_حلب، ورافق ارتفاع #أسعار_الخبز وتكلفة إنتاجه، إغلاق مخابز عدّة بالإضافة لعدد كبير من محلات الوجبات السريعة ومطاعم المدينة».

الخضار
وفيما يخصّ الخضار، تحدث مشعل حمام (صاحب محل خضار) لموقع «الحل نت»، قائلاً: إن «أغلب المزارعين في المدينة توقفوا عن زراعتها، بسبب التكلفة العالية وارتفاع أسعار #المحروقات ونقص المياه والبذور والأدوية اللازمة، واستيرادها من ريف حلب تُفرض عليه #ضرائب كثيرة؛ هذا وإن لم تتعرض الحمولة للمصادرة أو للنهب أثناء عملية الاستيراد، لعدم تأمين الطرق الرئيسة، فكل ما سبق ساهم بنقص الخضار وارتفاع أسعارها في المدينة، إذ بلغ سعر كيلوا البندورة 700 ل.س، والبطاطا 400 ل.س، والبصل 200 ل.س، والملفوف 450 والسبانخ والقرنبيط لـ 350 ل،س».

التدفئة
يقول عمر الحافظ (من سكان #بلدة_سلوك) لموقع «الحل نت»، إن «أهالي البلدة يعتمدون في التدفئة بشكل أساسي على الحطب، فبعد فقدان المحروقات وارتفاع أسعارها قام أهالي البلدة الذين يملكون مدافئ تعمل على المازوت بتحويلها لمدافئ تعتمد على خشب بساتينهم وأشجار أراضيهم ورّوث حيواناتهم، وأيضاً أثاث المنزل والملابس القديمة إذ تتراوح تكلفة اقتناء مدفأة مع الأنابيب (البواري) بين الـ 15 إلى 20 ألف ل.س، في ظل استمرار انقطاع الكهرباء عن البلدة، كما تفرض #حواجز_الفصائل_المسلحة المنتشرة على #الطريق_الدولي (M4)،إتاوات بلغت 2500 ل.س، على كل برميل #مازوت يدخل إلى البلدة» وفقاً لقوله.

الكهرباء
أحمد الأحمد (من سكان تل أبيض) تحدث لموقع «الحل نت»، عن معاناتهم مع الانقطاع المستمرّ للكهرباء، على الرغم من قربهم لخطوط التوتر، فقال إننا «نعاني في مدينة تل أبيض من انقطاع شبه دائم للكهرباء على الرغم من انتهاء المعارك بها، إلا ان المدينة لم تزود بالكهرباء النظامية إلى الآن، ونعتمد على الاشتراكات (الأمبيرات)، إذ ندفع مبلغ 2000 ل.س، مقابل تشغيل الكهرباء لمدة لا تتجاوز الـ 7 ساعات، نقوم خلالها على قضاء حاجاتنا الأساسية، ولا تتوفر الاشتراكات الكهربائية في جميع أحياء المدينة، ومع ارتفاع أسعار المحروقات، ارتفع #سعر_الأمبير الواحد ليصبح 2500 ل.س، ما دفع بالعديد من الأهالي لإلغاء الاشتراك بسبب التكلفة العالية» وفق تعبيره.

المحروقات
عملت الفصائل المسلحة على مصادرة جميع كميات المازوت في المدينة عقب سيطرتهم عليها في 13 تشرين الأول 2019، بحسب ق.خ (صاحب صهريج مازوت في المدينة) والذي تحدث لموقع «الحل نت»، مفضلاً عدم ذكر اسمه، قائلاً: «منذ الأيام الأولى من سيطرة (الجيش الوطني) على المدينة عمل عناصره على مصادرة جميع كميات المازوت والبنزين الموجودة في منازل المدنيين ومزارعهم والمحطات العامة والخاصة،، وتم بيع الكميات المصادرة بأسعار متصاعدة بلغ فيها سعر البرميل 70 ألف ل.س، مما خلف أزمة محروقات لم تشهدها المدينة من قبل، كما صادرت الفصائل كافة أنابيب #الغاز المتواجدة في المدينة، واعتدوا على من يقاومهم أو يخالفهم بالضرب، كما الحال في قرية خربة الرز، إذ تعرض شاب لإصابة بطلق ناري من عنصر من فصيل #الجبهة_الشامية وذلك بعد إخبارهم بعدم توفر اسطوانات غاز لديه». واختتم حديثه قائلاً: إن «دورية تتبع لفيلق المجد، أفرغوا 150 ليتر مازوت من صهريجي، قمت بتعبئتهم قبل أيام عدّة، ولم استطع أن أبدي أيّ ردة فعل تجاه ذلك، لأن #الاعتقال والسجن سيكون مصيري».

وكانت المنطقة شهدت مظاهرات عدةّ خلال شهر كانون الأول الجاري، خاصة في القرى التابعة لمدينة تل أبيض مطالبة بتأمين مادتيّ الطحين والخبز، بعد أن تراجعت الكميات وسجلت نقصاً حاداً بالتزامن مع اتهامات للفصائل التابعة لتركيا بسرقة محتويات عدد من #الصوامع الموجودة في الريف الشمالي لمحافظة #الرقة، ونقل قسم منها لتركيا، والقسم الآخر لتجار يعملون لمصلحة الحكومة السورية، مما زاد من صعوبة تأمينها بسبب ارتفاع أسعار المحروقات أيضاً التي تعتمد عليها الأفران لتشغيل المولدات الكهربائية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.