يتساءل معظم الأجانب الراغبين بالاستقرار في الأراضي التركية عن الفرص المتوفرة أمامهم والالتزامات المترتبة عليهم، وأحياناً يتفاجأ بعضهم بسوء تقدير الأوضاع خاصة، أن #تركيا لا تعيش حالة استقرار اقتصادي طويل الأمد بالتزامن مع عدم ثبات قيمة الليرة التركية.

ورغم أن تركيا تشترط منح العاملين الحد الأدنى للأجور، وتحدّث قيمة الحد الأدنى للأجور باستمرار بشكل يتناسب طرداً مع التضخم والغلاء الذي يسيطر على قيمة المنتجات والخدمات، ولكن هذا الحد لا يغطي كامل الالتزامات المالية التي تقع على كاهل العامل وحده.

الحد الأدنى للأجور لعام 2019 يعادل حالياً 2020 ليرة تركية، ومن المتوقع أن يتغير بعد مطالبات من اتحادات العمال الثلاثة وهي (Türk-İş, Hak-İş, DİSK) من أجل رفع الحد الأدنى للأجور.

وهناك بعض المعايير التي يجب أن يطلع عليها الوافد الأجنبي الراغب بالاستقرار في تركيا قبل الإقدام على تنفيذ مثل هذه الخطوة.

المعيشة والسكن
تتوفر في تركيا بيئة مناسبة للمعيشة والاستقرار، ولكن في ذات الوقت يحتاج الأمر لتكاليف مرتفعة بنظر البعض في الوقت الراهن خاصة بعد أن لامس الغلاء كل جانب من جوانب الحياة في تركيا، بسبب انخفاض قيمة #الليرة_التركية وتأثر السلع والخدمات بذلك.

وللحديث عن ذلك تواصلنا “علاء الأحمد” وهو شاب سوري درس إدارة الأعمال ويقيم في تركيا منذ عام 2013، وجرب السكن في عدة ولايات، حيث يقول لـ “الحل نت”: تكاليف المعيشة في تركيا تتوقف بالبداية على الشخص المقيم فيما إذا كان سيستقر لوحده أو مع عائلته، في حال كان يريد السكن لوحده يكفيه أن يستأجر استوديو وهذا سيناسب جيبه، حيث يتراوح إيجارها الوسطي بين 400 إلى 1000 ليرة تركية ما يعادل وسطياً 160 دولار أمريكي، أما إذا كان سيسكن مع عائلته فيحتاج لمنزل أكبر يتراوح إيجاره بين 700 إلى 2000 ليرة تركية أي ما يعادل وسطياً حوالي 400 دولار أمريكي.

الاستوديو: عبارة عن شقة صغيرة المساحة تصلح للسكن من قبل شخص أو شخصين، وفي غالب الأحيان تتألف من غرفة أو غرفة وصالة أو غرفتين مع المنتفعات.

وفيما يخص تكاليف المعيشة، يمكن للمقيم شراء حاجياته من المتاجر الضخمة مثل (BIM وA101 وŞok)، أما بالنسبة لشراء الخضروات، ففي تركيا هناك ما يسمى بالبازار وهو تجمع لبائعي الخضار يحدث كل أسبوع بإحدى أحياء المدن التركية.

ويرى الأحمد، أن تكاليف المعيشة بالنسبة للفرد الواحد وسطياً تعادل حوالي 250 دولار أمريكي، وبذلك سيكون قد غطى جميع التزاماته كفرد، أما في حين كانت عائلة من خمسة أشخاص فعلى الأقل يحتاجون إلى 600 دولار أمريكي.

العمل والدراسة
قلة من القادمين إلى تركيا يهدفون إلى الاستقرار بقصد المعيشة، بل غالباً ما يقصدون تركيا بقصد الدراسة أو العمل، وهذا ما يمكن ملاحظته عند الإقامة بتركيا ومعرفة أسباب إقامة معظم الأجانب على الأراضي التركية.

وحول هذا الموضوع تواصلنا هاتفياً مع “كريم العلي” وهو أحد الطلاب السوريين الذين يكملون دراستهم بتركيا وعلى أبواب التخرج، حيث يقول: “بالنسبة للدراسة غالباً ما يحتاج الطالب سنة ونصف حتى يجتاز اللغة ويعتاد على نمط الدراسة”.

ويكمل حديثه، يمكن للطلاب أن يسكنوا فيما يسمى بـ “Yurt” وهو سكن خاص ولكنه يشبه السكن الجامعي ويقدم خدمات كثيرة، يمكن للطالب من خلاله أن يدفع ما يعادل 100 دولار ليغطي إيجاره وطعامه وشرابه والخدمات الأخرى ضمن هذا السكن.

أما بالنسبة للعمل فيجيب، بالعادة الطلاب هنا يعملون في العطلة الصيفية كي يؤمنوا تكاليف دراستهم في وقت الدوام، ولهذا يمكن ملاحظة أزمة البحث عن عمل في فترة الصيف بسبب اتجاه الطلاب للبحث عن عمل.

بالمقابل، يقول “أونور” وهو شاب تركي يعمل في مقهى بغازي عنتاب حيث يقول: “بالنسبة للعمل فالدوام طويل بالعادة ويتراوح بين 8 ساعات حتى 10 ساعات أما الأجور فتدفع في غالب الأحيان بشكل يومي أو أسبوعي، وتتراوح بين 60 ليرة إلى 150 ليرة حسب نوع العمل”.

ويكمل حديثه، معظم الشباب يعملون في وظائف مؤقتة ولكن غايتهم الحصول على وظيفة حكومية أو ضمن شركة خاصة وهنا ترتفع قيمة الأجور وتتراوح بين 2500 حتى 12 ألف ليرة حسب الاختصاص والوظيفة وطبيعة العمل.

الجدير ذكره، أن عدد الأجانب العرب المقيمين في أنحاء تركيا وصل إلى حوالي خمسة ملايين، منهم 3،6 مليون #لاجئ_سوري، وفق الجمعية العربية في إسطنبول، أما البقية فينحدرون من جنسيات أخرى أبرزها العراقية والمصرية وجنسيات دول المغرب العربي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.