كثّفت خلايا تنظيم «داعش» مؤخراً من نشاطها بشكل ملحوظ في محافظة دير الزور، حيث نفذت هجمات وعمليات استهداف ممنهجة ضد القوات النظامية السورية والمليشيات الرديفة المساندة لها والمتواجدة ضمن مناطق سيطرتها في المحافظة. الأمر الذي أثار قلق تلك القوات ودفعها إلى وضع خطط جديدة للقضاء على جيوب التنظيم المنتشرة في منطقة البادية أو الحد من تحركاتها.

ظهورٌ في وضح النهار
وقال (أ، ح) أحد قادات الدفاع الوطني في الريف الشرقي من #ديرالزور، لـ”موقع الحل نت”: إنه “سُجل في الأيام القليلة الماضية نشاطات وتحركات كثيفة لخلايا التنظيم في بادية المنطقة”، مبيناً أن “فلول #داعش بدأت بتنفيذ هجمات هنا وهناك، واستهدفت دوريات للجيش ومليشيات رديفة له، واشتبكت معهم في وضح النار”.

وأكد المصدر أن “تلك الهجمات التي شهدتها بادية #الميادين و #البوكمال، واستهدفت عدداً من الحواجز الأمنية لقوات الجيش و #المليشيات_الإيرانية، وأسفرت عن مقتل العشرات منهم، تؤكد أن بقايا خلايا التنظيم قد عادت لنشاطها وأعادت ترتيب صفوفها حتى تتمكن من الخروج والتحرك وتنفيذ الهجمات بهذه القوة”.

في الصفوف الأمامية
وقال المصدر السابق : إن “ذلك يستدعي تحركاً من قبل قيادة الجيش، وعدم إسناد عميات ملاحقة تلك الخلايا لعناصر #الدفاع_الوطني وحدهم، أو زجهم في مقدمة عمليات التمشيط، خاصة أن غالبيتهم غير مهيئين أو مدربين على استخدام السلاح بشكل صحيح، فنسبة كبيرة منهم، تم تجنيدهم بالإجبار عند عودتهم إلى المنطقة بعد نزوحهم عنها في وقت سابق”.

وأثارت عمليات الاستهداف التي نفذتها خلايا “داعش” في ريف المحافظة خلال الشهر الفائت، قلق القوات النظامية وكافة المليشيات الموالية لها، كما تسببت بزرع الخلفات بينهم، فعدد كبير من عناصر المليشيات وعلى رأسهم الدفاع الوطني وبعض المنتسبين إلى المليشيات الإيرانية من أبناء المنطقة، بات يرفض الأوامر بالتوجه إلى البادية لملاحقة فلول التنظيم ، خوفاً من التعرض للقتل أو الأسر، الأمر الذي عرضهم للاعتقال والمحاسبة من قبل قاداتهم، وفق المصدر ذاته.

خطط فاشلة وخسائر متزايدة
وكشف (س.ن) أحد قادة الدفاع الوطني في الريف الغربي، في حديثه لموقع”الحل نت أن “القيادات الأمنية في المنطقة، بحثت الهجمات الخيرة للتنظيم، والتي تنشطت في منطقة الممتدة إلى بادية #البوكمال، وقد وضعت خططاً للسيطرة على الموقف”، مبيناً أن “الخطط تركزت على زيادة عمليات المتابعة وتمشيط جيوب داعش، في أطراف المحافظة، وعدد من قراها، وتحديداً في منطقة #الكم ونواحيها، إلا أنها لم تثمر عن نتائج مرضية، لأن من توكل إليهم تلك المهام، أما مراهقين تم إغرائهم بالمال والسلطة أو مدنيين جندوا بالجبار” وفق تعبيره.

وتعتمد خلايا التنظيم، على استخدام أسلوب الكمائن واللغام في عملياتها، إذا نفذت خلال الأسبوعين الأخيرين من الشهر الفائت تسع هجمات، أسفرت عنها مقتل قرابة 36 عنصر من الدفاع الوطني وعناصر من الجيش أيضاً، كما أسر أكثر من 13 آخرين، وفق المصدر ذاته.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن “خمسة عناصر من الجيش السوري، قتلوا في مطلع الشهر الجاري، جراء انفجار لغم أرضي بهم، من مخلفات تنظيم #داعش في قرية #الغبرة بريف مدينة البوكمال”.


هجمات متزامنة اتشتيت الانتباه
على صعيد متصل تحدثت شبكة “فرات بوست” المعنية بنقل أخبار المنطقة الشرقية في #سوريا عن اختفاء عدد من الضباط الإيرانيين برفقة عناصر من الجيش النظامي في البادية السورية مطلع الشهر الجاري ويعتقد أنهم وقعوا في كمين لتنظيم “داعش”.

وأوضحت “فرات بوست” أن المجموعة اختفت خلال توجهها  من مدينة البوكمال إلى مركز مدينة دير الزور عبر الطريق الدولي في البادية.

 ويرى مراقبون أن اعتماد «داعش»  لأسلوب الكمائن المكثفة مؤخراً، يقوم على مقولة مفادها: “إذا انتشرت الجيوش فقدت فاعليتها، وإذا تمركزت فقدت السيطرة”، لذلك تعمد خلاياه على إنهاك قوات الجيش والمليشيات الموالية له، عبر ضربات متلاحقة بهدف التشتيت، إذ تهاجم مواقع عسكرية أقل أهمية في وقت واحد، بهدف إشغال القوات النظامية عن الهدف الساسي للهجوم على الموقع المستهدف، وهو ما أفصح عنه التنظيم في صحيفته الناطقة باسمه “النبأ”، وهو تكتيك يكشف خطورة خلاياه النائمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.