يقف سالم أبو أحمد (أب في عائلة من ستة أفراد) لساعات طويلة أمام مركز توزيع أسطوانات الغاز الحكومي، حيث من المتوقع قدوم سيّارة الغاز لتوزيعه على أهالي حي الكلاسة بعد انقطاع دام أكثر من أسبوعين.

يضطر بعض الأهالي إلى الذهاب فجراً للوقوف أمام المركز لضمان الحصول على أسطوانة الغاز، مما يعني الوقوف لأكثر من ١٠ ساعات ربما لتأمين مادة الغاز، والتي لا تكفي أسبوعاً واحداً، فيما إذا كان يتم استخدامها في التدفئة المنزليّة أيضاً.

يقول «سالم» في حديث لموقع «الحل نت» هكذا نعيش منذ سنوات، «ولكي تستطيع ضمان حصولك على #جرة_الغاز يجب أن تحضر إلى المركز باكراً، فمن المؤكد أن السيارة المخصصة للمنطقة التي أسكن فيها لن تكفي جميع الأهالي، بسبب الحاجة الكبيرة التي سببتها أزمة ندرة مادة الغاز في #حلب».

وتشهد مدينة حلب كما غيرها من المدن الخاضعة لسيطرة #الحكومة_السوريّة، أزمة خانقة في توفير #المحروقات لا سيما مادة الغاز، إذ يعتمد بعض الأهالي على #الغاز كوسيلة للتدفئة بسبب غلاء مادة #المازوت، والانقطاع المتواصل للتيّار الكهربائي بدعوى «التقنين»، حيث يتم توزيع الغاز عبر ما بات يعرف بـ«البطاقة الذكيّة» وإرسال سيارات الغاز إلى الأحياء بشكل دوري، إلا أن ذلك لا يكفي حاجة الأهالي في فصل الشتاء.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر العديد من أهالي مدينة حلب عن غضبهم من جراء العجز الحكومي عن تأمين حاجة الأهالي من المحروقات، حيث علّق «أحمد جابر» في صفحة #مجلس_محافظة_حلب «بس بدي اعرف ليش شارع طارق مفرق الثكنة ما في توزيع غاز صرلنا أكتر من شهر مافي غاز شو السبب، وقفنا على الدور من السته الصبح للساعه ١١ وماعطونا هي القصه من اسبوع واكتر ومن يومها بالفرشه من البرد والوقفه وطبعا متلنا أمتال شكراً وزيرنا».

يضطر الأهالي في كثير من الأحيان إلى ترك أعمالهم لتحصيل الحاجات الأساسية المنزليّة، فالحصول على أسطوانة من الغاز بات يتطلب الكثير من الوقت والجهد في المدن السوريّة، من الوقوف لساعات طويلة على طوابير الغاز، إلى ملاحقة تحصيل #البطاقة_الذكيّة، فضلاً عن الحصول على المواد الأخرى التي يطول الحديث عن طرق الحصول عليها.

ويضيف «سالم» في ختام حديثه «لدي دوام أسبوعي يقدّر بـ١٢ ساعة للحصول على #أسطوانة_الغاز، وأحياناً لا أستطيع الحصول عليها، العالم وصلت للقمر وبيوصلها الغاز إلى المنزل، ونحنا منركض ورا سيارات الغاز لناخد عالجداول!».

ونشرت العديد من الصفحات الموالية، صوراً تظهر العشرات من أهالي مدينة حلب في أوقات الفجر، منتظرين وصول سيارات الغاز في ظل هذا البرد الشديد، ووصفت تلك الصفحات الصور بأنها من «وسط الأوضاع المأساوية التي يعاني منها أهالي #مدينة_حلب».

الصورة من مدينة حلب

من جانبها لم تعلق الحكومة على تلك الأزمات سوى بإطلاق الوعود عبر منابرها الرسميّة باقتراب حل جميع الأزمات المعيشية، إلا أن الأزمات ما تزال تتوسع لتشمل تقنين الكهرباء مدة تصل إلى ١٦ ساعة يوميّاً!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.