صراع واشنطن وطهران ينذر بخسارة العراق لمليارات الدولار واستمرار دمار المحافظات المحررة

صراع واشنطن وطهران ينذر بخسارة العراق لمليارات الدولار واستمرار دمار المحافظات المحررة

خاص – الحل العراق

مازال الحديث والسجال مستمراً، حول تبعات اغتيال قائد #فيلق_القدس الإيراني #قاسم_سليماني، ويلقي بظلاله على المشهد العراقي، وذلك بعد التهديدات الإيرانية باستهداف المصالح الأميركية في المنطقة، انتقاماً لسليماني ورفاقه، الذين قتلوا في الغارة الأميركية قرب مطار #بغداد الدولي.

لا يخفى أن العراق، سيكون أبرز الدول التي ستقع في عين العاصفة، حيث بات جلياً الضرر الذي سيلحق به، بعد تصاعد نُذر الحرب والصراع بين #الولايات_المتحدة_الأميركية وإيران، من جميع النواحي العسكرية والسياسية والاقتصادية.

شركات النفط توقف أعمالها

موظفون وشركات نفطية ومنظمات دولية أعلنت مغادرتها العراق، فيما علقت شركات أخرى أعمالها داخله، خوفاً من التهديدات الإيرانية وحفاظاً على سلامة العاملين فيها نتيجة توتر الأوضاع الأمنية.

مصادر محلية أكدت أن جميع الموظفين في الشركات النفطية غادروا محافظات #البصرة و #ميسان و #كركوك، فيما توقفت أعمال 3 شركات مختصة بالتنقيب عن النفط في #نينوى، بسبب الأوضاع الأمنية الأخيرة.

المصادر قالت لـ”الحل العراق“:  إن «الشركات النفطية المختصة بالتنقيب والحفر في نينوى،علقت أعمالها في المحافظة الشمالية، خوفاً من التهديدات الإيرانية المحتملة، وتوتر الأوضاع الأمنية بعد عملية اغتيال سليماني».

المحافظات المحررة هي الأكثر تضرراً

محمد الألوسي، وهو مسؤول إحدى منظمات #المجتمع_المدني في محافظة #الأنبار، يقول: إن «المنظمات الدولية وخاصة الأميركية، أبلغتنا عبر أيميل رسمي بأنه سيتم تعليق الأنشطة والأعمال التي تقوم بها في المناطق المحررة بشكل مؤقت».

لافتاً خلال حديثه “للحل العراق”، أن «المنظمات الدولية لديها مشاريع تقدر بملايين الدولارات في الأنبار ونينوى و #صلاح_الدين، وساعدت كثيراً في عملية إعادة الاستقرار والخدمات، وإيقاف أعمالها يعني كارثة كبيرة بحق أبناء هذه المحافظات».

وأضاف أن «موظفي تلك المنظمات غادروا #بغداد وبقية المحافظات التي كانوا يعملون بها إلى محافظات #إقليم_كردستان، خوفاً من الأوضاع الحالية وحفاظاً على سلامة حياتهم».

نينوى تستغيث

الصحافي والإعلامي أنس الشمري، أكد أن محافظة نينوى والتي خرجت للتو من حرب مدمرة بعد سيطرة تنظيم داعش عليها لأكثر من ثلاث سنوات، ماتزال تعاني من الدمار والخراب، ولم تلتفت لها الحكومة الاتحادية، ولم تخصص لها الموازنات الكافية لإعادة الأعمار.

مبيناً في اتصال مع “الحل العراق”، أن «أعين أهالي محافظة نينوى على المنظمات الدولية، وهي تقوم بأعمال كبيرة من ناحية إعادة الخدمات، سواءً في بناء المدارس والجسور والمراكز الصحية وغيرها، وهي خدمات فشلت الحكومة من تقديمها للمواطنين».

وأشار إلى أن «استمرار التهديدات الإيرانية والتوترات الموجودة، سيدفع بتلك المنظمات لإيقاف أعمالها بشكل نهائي، بعد أن أوقفتها بشكل مؤقت، وهذا يعني أن الوضع الخدمي سينهار في نينوى بشكل كبير، في حين فشلت حكومة المركز في تقديم أي شيء للمحافظة المنكوبة، وهذا مؤشر خطير لمحافظة ماتزال تستغيث وتحتاج إلى الكثير».

كردستان: غير مستعدين لتحمل حماقات وتصرفات الأحزاب الشيعية 

القيادي في الحزب #الديمقراطي_الكردستاني #عماد_باجلان، قال: إن إقليم كردستان يريد السلام وهو يقيم علاقات ممتازة مع #إيران والولايات المتحدة، ولن نقبل بمن يريد توريط الكرد بصراعات النفوذ وبعيدة عن مصلحة العراق.

باجلان أشار، خلال حديثه لمراسل “الحل العراق”، أن «إقليم كردستان هو الآن بمثابة منطقة آمنة للجميع من الشركات والمنظمات والبعثات الدبلوماسية، ونحاول أن نكون على مسافة واحدة من الجميع، ولدينا علاقات واسعة تجارية وصداقة مع إيران ومثلها مع #الولايات_المتحدة».

وأوضح أن «شعب إقليم كردستان غير مستعد، لتقبل حماقات وتصرفات سريعة وعاطفية وغير محسوبة من #الأحزاب_الشيعية، فاستمرار التوترات سندفع ضريبته نحن الكرد أيضاً من خلال خسارة استثمارات تقدر بمليارات الدولارات، والتي ستتوقف في حال لم تنته التوترات الأمنية المستمرة عُقب مقتل سليماني».

هذا ما سيخسره العراق جراء التهديدات الإيرانية

الخبير الاقتصادي خالد العاني، أكد أن الدول التي لديها رعايا في العراق لن تسمح لهم بممارسة نشاطهم في العراق، وهذا يعني إيقاف جميع المشاريع الخدمية والاقتصادية.

العاني قال لـ”الحل العراق“: إن «الولايات المتحدة وحدها لديها مشاريع استثمارية في محافظات متعددة تقدر بحوالي 4 مليار دولار بمجال #النفط ومجالات أخرى، كما أن لديها مشاريع خيرية تابعة لمنظماتها المختلفة تقدر بأكثر من 400 مليون دولار، تنفذ في مناطق متعددة، وخاصة في المحافظات المحررة».

وأضاف أن «الشركات الاستثمارية التي ستتوقف أعمالها، ستُحملْ الحكومة العراقية والحكومات المحلية مسؤولية إيقاف أعمالها من الناحية القانونية، لأن الحكومة تعهدت قبل توقيع عقود #الاستثمار بتوفير الحماية الأمنية اللازمة لهم، وهذا لن يحدث، بسبب التوترات الموجودة وسيطرة الفصائل المسلحة الموالية لإيران على المشهد العراقي، وتهديدها المباشر لتلك الشركات والمنظمات وخاصة الأميركية منها».

تقرير: علي الحياني – الأنبار

تحرير: سيرالدين يوسف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.