تعتمد إمكانية المرأة في سوريا بالحصول على العناية الطبية والصحية، على المدينة التي تعيش فيها، حيث أن نسبة الدمار في المدن والقرى السورية هي التي تحدد إمكانية وجود مراكز طبية فيها من عدمها.

استهدفت الحكومة السورية وحلفاؤها بشكل ممنهج المرافق الصحية والعاملين الصحيين في إطار استراتيجية عامة للحرب هدفها تحطيم السكان المدنيين وإجبارهم على الخضوع. لقد وثقت منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان” منذ بداية النزاع 583 اعتداءاً على المرافق الصحية، تتحمل الحكومة السورية وحلفاؤها مسؤولية أكثر من 90% منها.

وبسبب هجماتهم المتعمدة على المرافق الصحية، حرمت الحكومة السورية وحلفاؤها المناطق الخارجة عن سيطرتهم المباشرة بشكل ممنهج من الحصول على #الرعاية_الطبية، وقاموا باضطهاد العاملين الصحيين الذين يقدمون هذه الرعاية. كل هذا ينعكس سلباً على #النساء_السوريات اللواتي لم يعد بمقدورهن في كثير من المحافظات السورية إيجاد الطبابة النسائية الأساسية التي تحتجنها.

تنعدم الرعاية الطبية للنساء كلياً في بعض الأماكن المحاصرة ولا توجد مراكز للعناية بمضاعفات #الحمل حيث أن العديد من النساء الحوامل تحتجن إلى ولادة قيصرية دون التمكن من الحصول عليها مما يؤدي إلى وفاتهن هن وأطفالهن. كما يمكن أن تحدث مضاعفات في الولادة الطبيعية فتنزف #المرأة حتى الموت في فترات القصف أو يمكن أن تفقدن أجنتهن أثناء الحمل بسبب شدة الخوف.

ويتجلى هذا بشكل أوضح في المناطق المعارضة للحكومة السورية، حيث قام النظام بتدمير المراكز الصحية التي تحتوي على غرف للتوليد، مما أجبر النساء على الولادة في ظروف غير صحية في خضم الهجمات العنيفة تحت النار. حتى في الحالات القليلة التي يمكن فيها للنساء الولادة بأمان، لا يمكن الوصول إلى اللقاحات الوقائية الأساسية لحديثي الولادة. ومع انتشار سوء التغذية ونقص المياه النظيفة، تقلصت إلى حد كبير قدرة الأمهات على الرضاعة الطبيعية، مع صعوبة تأمين حليب اصطناعي للأطفال.

تعاني النساء السوريات أيضاً في بعض المناطق من انعدام توفر الفوط الصحية ومستلزمات النظافة مما يضطرهن إلى استخدام خرق بدلاً من الفوط النسائية أثناء الدورة الشهرية ولكن بسبب عدم وجود مياه نظيفة دائماً لغسل الخرق، تسبب هذه الممارسة  التهابات في الكلى والمجاري البولية بالإضافة إلى التهابات تناسلية وفطريات. وعلى الرغم من أن الرزم الصحية التي قد تصل من المنظمات الدولية إلى المناطق المحاصرة، إلا أن الكميات غير كافية.

ليست النساء السوريات اللاجئات في المدن المجاورة مثل لبنان، الأردن، العراق، أو تركيا أكثر حظاً من اللاتي بقين في #سوريا. حيث تعاني اللاجئات من عدم توافر موارد مالية تمكنها من الحصول على العناية الطبية التي تحتجنها، بالإضافة إلى وضع المخيمات القاسي الذي يزيد من نسبة انتشار #الأمراض والمشاكل الصحية.

ما هو الطب النسائي؟
#الطب_النسائي هو أحد تخصصات الطب البشري ويقوم بالعناية الصحية بجسد المرأة مع التركيز على الأعضاء الجنسية والتكاثرية. يساعد الطب النسائي الجيد على منع العديد من الأمراض والسرطانات، وذلك عن طريق الكشف المبكر لهذه الأمراض. إن الكشف المبكر للأمراض هو أمر مهم للقيام بالإجراءات الاحترازية وللعلاج.

متى يجب أن تقوم المرأة بزيارة طبيب النسائية؟
لقد اختفت الرعاية الوقائية للمرأة في سوريا في أغلب المناطق. أساسيات مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية وفحوصات سرطان عنق الرحم لم تعد متوفرة، ولم يعد هناك إلا عدد قليل من العاملات الطبيات النساء في سوريا، مما يشكل صعوبة أيضاً على بعض النساء اللواتي ممن لا تقبلن (هن أو أزواجهن) الذهاب إلى طبيب رجل.

منذ سنوات عديدة قبل بدء الثورة في سوريا، تلجأ النساء عادة إلى طبيب النسائية حصراً في حال حصول حمل لديها، وفي حال تأخره، بينما يتم تجاهل الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية لعدم الشعور بأهميتها وخاصة قبل الزواج.

تعد زيارة طبيب النسائية أمراً هاماً بغض النظر عن عمر الأنثى، وضعها العائلي (عازبة أو متزوجة)، أو نشاطها الجنسي. لذا فمن الضروري جداً طلب المساعدة الاختصاصية في حال كان هناك إمكانية لذلك، حيث تدل الدراسات الحديثة على وجوب زيارة الطبيب النسائي مرة سنوياً على الأقل بعد بلوغ المرأة سن الثمانية عشر وحتى في حال عدم وجود أي شكوى لديها.

متى تكون زيارة طبيب النسائية أمراً ضرورياً؟
بالإضافة إلى الزيارة السنوية التي تم ذكرها مسبقاً، تعد زيارة طبيب النسائية ضروريةً بغض النظر عن العمر في حال التخطيط للحمل والإنجاب، عند وجود أمراض جنسية لدى المرأة أو شريكها، في حال تعرض والدة المرأة أو أختها لسرطان الثدي، عند ملاحظة كتلة على الصدر أو سماكة في الصدر أو تحت الإبط، أو حدوث نزف أو إفرازات من حلمة الصدر. كما أنه من المهم جداً مراجعة الطبيب في حال وجود ألم أو انتفاخ أو تهيج أو التهاب في المناطق التناسلية، أو وجود نزيف مهبلي غير طبيعي أو إفرازات تناسلية غير طبيعية. يجب أيضاً سؤال الطبيب إذا حدث تأخر، انقطاع، أو عدم انتظام في الدورة الشهرية.

الكشف المبكر عن سرطان الثدي:
يتيح الكشف المبكر لـ #سرطان_الثدي فرصة العلاج المبكر وبالتالي فرص أكبر بالنجاة وتجنب العلاج القاسي. من الأفضل أن تذهب المرأة للفحص السريري في حال توفر مركز صحي قريب منها. ومن الجيد أن تذهب للفحص بالماموغرام أيضاً، وهو تصوير للثدي بالأشعة السينية، ويعتبر أدق وسيلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي. ينصح بإجرائه كل سنة ابتداءً من عمر الأربعين وخاصة عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض السرطان.

أما بالنسبة للنساء اللواتي تعشن في مكان لا تتوفر فيه المراكز الطبية، فلا بد من اللجوء إلى طريقة الفحص الذاتي حيث يجب على كل امرأة أن تقوم بفحص ثديها بنفسها شهرياً للكشف المبكر عن عدم وجود أية تغييرات في شكله أو في نسيجه. هناك الكثير من الفيديوهات الطبية على الانترنت التي تشرح كيفية القيام بهذا الفحص والتي قد تكون مساعدة لتعلم الفحص الذاتي.

الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم:
يعد سرطان عنق الرحم ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً لدى النساء بعد سرطان الثدي. يتم الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم عن طريق قيام الطبيب المختص بأخذ مسحة (عينة صغيرة) من عنق الرحم وفحصها في المخبر من أجل التحقق من عدم وجود تغييرات غير طبيعية في الخلايا. للأسف لا يمكن أن تقوم المرأة بهذا الفحص بنفسها، لوجوب فحص العينة مجهرياً، وبالتالي هناك كثير من النساء في سوريا تصبن بهذا المرض دون وجود إمكانية لاكتشافه في الوقت المناسب.

المرأة نصف المجتمع
إن القضاء على كل أشكال الرعاية الصحية النسائية للمرأة في سوريا هو جزء من منهجية أكبر تسعى للقضاء على المجتمع المدني. أثبتت تجارب الدول الأخرى التي تعرضت لحروب كبيرة أو كوارث إنسانية عظيمة أن المرأة تلعب دوراً أساسياً من بناء المجتمع المدني والحفاظ عليه خاصة في مرحلة ما بعد الحروب. تدعم المرأة قدرة الأسر والمجتمعات على الصمود، وبقضاء النظام السوري على المرأة من خلال عدم توفير الرعاية الأساسية التي تحتاجها صحياً، فهو يمارس أحد أنواع الانتهاكات العظيمة بحق الشعب، من خلال إضعاف هذه الفئة القادرة على العمل والإنتاج والمساهمة في إعادة إعمار البلاد، ناهيك عن كونها “الأم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.