على الرغم من تحسن الكهرباء قليلاً في معظم أنحاء محافظة دير الزور، إلا أن أغلبية سكانها لم يتخلوا عن (الليدات) التي كانت معينهم، وأضاءت عتمة بيوتهم في أسوء الظروف خلال سنوات الحرب.

وفي الوقت الذي استغنى فيه البعض عن شراء المزيد من “الليدات الكهربائية” زاد شراؤها لدى آخرين منهم.

دفع الإرباك المتكرر في جداول توزيع #الكهرباء، وانقطاعها لساعات طويلة، معظم أهالي #دير_الزور إلى شراء #الليدات، وهي عبارة عن #مصابيح صغيرة تضاء عبر بطاريات يتم شحنها في فترة وصل الكهرباء.

ورغم عدم إيفائها بالمطلوب واقتصار نفعها فقط على #الإضاءة، لكنها تعتبر أكثر أماناً من الشمع والمصابيح القديمة التي تعمل بـ “الغاز”، والتي تسببت بإحداث حرائق لبعض المنازل، ما أدى إلى سقوط ضحايا معظمهم أطفال.

الليدات بديل آمن للشموع

(عيسى سعد الدين)، أحد سكان حي الموظفين في دير الزور، يعيش في أحد المنازل البسيطة برفقة زوجته وأولاده الخمسة عبر لموقع (الحل نت) عن سخطه من أزمة الكهرباء قائلاً “لا نستطيع تحمل أكثر من ذلك، الكهرباء عصب الحياة ونحن محرومون من أبسط المقومات منذ عدة سنوات على الرغم من وصولها لبعض المناطق ومنازل الضباط ومقار المليشيات المنتشرة في كافة أنحاء المدينة… هل يعقل ذلك؟”.

وتابع سعدالدين “أعمل في الخياطة وبسبب انقطاع الكهرباء لا أتمكن من العمل يومياً، فالعمل قليل وشحيح في المدينة والكهرباء تجعله أقل شحاً بسبب الانقطاع اليومي والمتكرر”.

وعن استخدام الليدات، قال “كنا نستخدم الشموع في الليل، وحين شاهدت الليدات بالأسواق اشتريت مجموعة منها مع بطاريات يتم شحنها على الكهرباء عند وصول التيار، وفي الليل حين تنقطع الكهرباء نقوم بإنارتها حتى يتمكن أطفالي من متابعة واجباتهم المدرسية، لكن أسعارها تضاعفت مؤخراً، لكثرة الطلب عليها”.

(محمود الابراهيم)، صاحب محل لبيع الأدوات #الإلكترونية والكهربائية في حي الجورة، أشار إلى أن “أسعار الليدات والبطارية المشغلة لها ارتفعت كثيراً، بسبب التكلفة الكبيرة في جلبها إلى المحافظة، إلى جانب الانهيار الكبير الذي تشهده #الليرة السورية”.

وأوضح أن “سعر الليد العادي الذي يعمل على البطارية وصل إلى حوالي 1200 ليرة سورية، بعد أن كان سعره 400-500 ليرة، ووصل سعر البطارية ذات الاستطاعة 7 أمير إلى 13 ألف ليرة بعد أن كان سعرها 7 آلاف، كما ارتفع سعر البطارية 9 أمبير إلى 15 ألف بعد أن كان سعرها 9 آلاف”.

ولفت إلى أن “الطلب على الليدات يختلف بين مركز المدينة وريفها، إذ أنه بشكل عام انخفض طلب سكان أحياء مركز المدينة إلى النصف، فيما لم تتأثر نسبة الطلب من أهالي الريف لاستمرار انقطاع التيار الكهربائي هناك”.

وتابع أنه “تم تحويل الليدات لأشكال تعمل على الكهرباء النظامية مباشرة فبعض أصحاب المحال الكهربائية، باتوا يستوردون نيونات ولمبات تشبه الموجودة سابقاً، ولكنها تحتوي بداخلها أشرطة ليد، وبدل أن يتم وصلها على بطارية منفصلة يتم توصيلها مع كهرباء البيت العادية 220 فولط، والهدف من ذلك توفير استهلاك الكهرباء وبالتالي تخفيض الفواتير، فهي أقل استهلاكاً للكهرباء”، على حد تعبيره.

الليدات “المؤقتة” باتت حلولاً دائمة

(عبد اللطيف السليمان) صاحب ورشة للتمديدات الكهربائية، قال لموقع (الحل نت) إن عدداً من الزبائن طلبوا وضع جميع أدوات الإضاءة في الغرف أو الحمامات أو الصالونات “نيونات ليد” الجديدة بشكل دائم، وترك فقط البراد والغسالة والتلفاز على توصيل الكهرباء العادية، وآخرين كانوا يطلبون أن أمدد كلا النوعين احتياطاً في حال عاد انقطاع الكهرباء.

فيما حاول (م.ص) أحد سكان حي الجورة، حل مشكلة انقطاع الكهرباء في منزله عبر مد خط آخر لمنزله من أحد المراكز الحكومية القريبة منه رغم أن هذا الإجراء غير قانوني وقد يعرضه للمساءلة وغرامة مالية عالية، قائلاً إنه لجأ إلى هذا الحل من أجل تخفيف وطأة أزمة الكهرباء، التي لم تحل بتركيب شبكة “ليدات”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.