«كم وصل سعر الدولار؟» هي الجملة الأكثر تداولاً ربما في شوارع مدينة حلب كغيرها من المدن السوريّة، بعد أن واصلت الليرة السوريّة رحلتها في الانهيار لتسجل ظهر اليوم الخميس، سعراً وصل إلى 1200 ل.س للدولار الأمريكي الواحد.

فأسعار صرف الليرة السوريّة، أصبحت حديث الساعة؛ أو ربما الدقيقة لأهالي مدينة #حلب، لا سيما وأن التغيّر اللحظي في أسعار الصرف ينعكس مباشرة على أسعار السلع والخدمات التي حلّقت هي الأخرى عالياً خلال الأيام القليلة الماضية.

هنا؛ في أحد أسواق المدينة، الجميع يسأل عن سعر صرف الدولار، صغاراً وكباراً، منتجون ومستهلكون وحتى الباعة المتجولون، فأسواق المدينة عاشت خلال الـ٤٨ ساعة الماضية حالة من «الشلل»، نتيجة الانهيار المتسارع لسعر #صرف_الليرة، فأغلقت عشرات المحال التجاريّة أبوابها وامتنعت عن بيع السلع والبضائع.

لا حركة في الأسواق

يقول «حسام العبد» وهو صاحب محل يعمل بتجارة المواد الغذائية، إنّه أغلق متجره في سوق حي #بستان_القصر، بسبب تذبذب أسعار السوق، موضحاً لـ«الحل نت»: «لا أستطيع فتح البيع في هذه الظروف، أغلب المواد لدي هي مواد مستوردة، بالتالي شرائها يتم عبر #العملات_الأجنبيّة، لا أحد هنا يتقبل الأسعار الجديدة، إذا تم بيع البضاعة وذهبت للتسوّق من جديد سأدفع بالدولار بشكل غير متوازن عن #الليرة_السوريّة، أنا الآن إلى جانب العشرات من أصحاب المتاجر ننتظر استقرار سعر الصرف الذي يتغير من دقيقة إلى أخرى».

وأضاف «العبد» أن أسواق المدينة شهدت خلال الأيام الأخيرة توقفاً تاماً في عمليّات البيع والشراء، لا سيما فيما يخص السلع والبضائع غالية الثمن منوهاً «نستطيع القول، إن الخضار وبعض محال المواد الغذائية فقط؛ ما تزال تعمل، المحال التجاريّة الخاصة بالبضائع غالية الثمن كالأدوات الكهربائية والمفروشات وغيرها توقفت بشكل كامل».

حلم الراتب 

ويعيش الأهالي في مدينة حلب حالة من التخبّط نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأساسية المستهلكة بشكل يومي، ما سبب أوضاع إنسانيّة صعبة وضعف في القوّة الشرائية لدى المواطنين.

معاناة «أحمد العلي» وهو أب لعائلة مكوّنة من أربع أفراد، تبدأ يوميّاً مع ذهابه لشراء احتياجات المنزل ليكتشف أن الأسعار ارتفعت عن اليوم السابق، يقول «أنا أعمل في ورشة للخياطة، الأجر الذي أتقاضاه لا يزيد وهو لا يكفي لشراء احتياجات الأسرى اليومية من الغذاء فقط».

وحسب «العلي» فإن جميع أسعار السلع والخدمات ارتفعت بنسبة ١٠٠٪ خلال الشهرين الماضيين، مشيراً إلى أن «أسعار الكهرباء زادت، البارحة ذهبت لشراء بعض المواد الغذائية والخضروات من أجل الطعام، عدت إلى المنزل بالخضروات فقط التي استهلكت جميع الأموال التي كانت بحوزتي بعد الارتفاع الكبير في الأسعار».

لقمة العيش

وفي عموم المناطق السوريّة، يعيش المواطن السوري حالة من عدم التوازن بين الموارد والحاجات، ونتحدث هنا عن الحاجات الأساسية من غذاء وتعليم وصحّة، إذ أن رواتب العمّال والموظفين تكاد لا تكفي لأيام قليلة لعائلة صغيرة، مع الارتفاع الهائل في الأسعار الذي لا يقابله ارتفاع في #متوسط_الدخل لفئة العمال الموظفين الذي تشكل النسبة الأكبر للأهالي في مناطق #الحكومة_السوريّة.

وإن كنّا سابقاً في الحديث عن أسباب اختفاء الطبقة المتوسطة،  فيبدو أن جميع طبقات وشرائح الشعب السوري وصلت لمرحلة الفقر- والفقر المدقع- وتقديرات المسؤولين وتصريحاتهم ما تزال كالتي كانت تطرح قبل 2011، ولا حلول واقعية في الأفق، وكل ما يقدمه المصرف المركزي الممثل لحكومة #دمشق التفنن في زيادة حجم الأزمة، لتترك المواطن يواجه مصيره بسياسة كل يوم بيومه في تأمين لقمة العيش، عسى يأتي الفرج الذي بات حلماً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.