نتيجة خضوع حكومة #بغداد لـ #طهران فإن ما حصل سيحصل مثله الكثير والكثير في الأيام القادمة، لأن البلاد بلا سيادة. #العراق يحتاج إلى عراقيين، وليس إلى أفراد متحزّبة، وذلك لن يحصل بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى تقديم الكثير من القرابين من أجل التخلص من #ولاية_الفقيه التي تخنقه.

—————————————————-

علي الكرملي

انتهَكَت إيران سيادة العراق كثيراً، لا سيما في السنتين الماضيتَين، بدأتها فعلياً شتاء ٢٠١٨، حينما توغل #الجيش_الإيراني بمسافة /٢٥/ كم داخل أراضي #إقليم_كردستان بالتحديد عند #جبل_سورين شمال #السليمانية.

كان توغلها يومذاك بحجة ملاحقة المعارضة الكردية الإيرانية، وهو انتهاك صارخٌ في الحقيقة، تلتها مؤخراً وبصورة غير اعتيادية، عندما دخلت قوات #الحرس_الثوري عبر منفذ #بدرة الحدودي في #واسط للتوغل داخل أراضي العراق بمسافة نحو /١٢٠/ كم، بحجّة حماية الزوار الإيرانيين في أربعينية #كربلاء.

آخرها، والتي أثارت الضجة الكبيرة نحوها، حينما قصفت قاعدتين عراقيتين في #الأنبار وأربيل مطلع العام الجاري، بالتحديد قاعدتي #عين_الأسد وقاعدة #الحرير في #أربيل بإقليم كردستان، كان ذلك رداً على مقتل سليماني في #بغداد في الثالث من يناير الحالي.

وطالما نحن في الحديث عن السيادة، وقبل الولوج في عالم الحرب، لابد من تذكير القارئ بنقطة رئيسة ومهمة، ماذا تعرف عن السيادة؟ ما هو مفهومها؟ كيف تنظر إليها من مفهومك الخاص؟ لن نُجيب على ذلك، نترُككَ تبحث عن ذلك في غوغل.

العراقُ لديه تُراب والحكم إيرانيًّ بَحت

لكن، يبدو أن مفهوم السيادة في العراق لا يحتاج لتوضيح، فالعقل سيد الخطيئة إذا وشى عن بيانات الولادة. في السلم تختبئ الوجوه خلف أقنعة من العاج، ويمارس الشيطان القتل بأيادي أبناء جلدتك.

تلك خديعة #الأحزاب_الإسلامية التي اعتلت عرش السلطة، واتخذت موقعها من لعبة الشطرنج بجدارة، وفي الحرب نرى الوجه الحقيقي للشيطان، فتهزم ملامح الشعوب، ويبقى الشيطان سيد النرد ولعبته.

«الانتهاكات الإيرانية الأخيرة للأرض والسيادة العراقية، كانت واردة بأي وقت، وهذا لا يسبب لنا الدهشة أو يثير عندنا عنصر المفاجأة»، تقول الكاتبة ”آلاء الفريجي“ لـ ”الحل العراق“.

لكن لماذا؟ «لأن الذين اعتلوا عرش السلطة، هم تتلمذوا وتعلموا على يد الفقيه لعبة الدمار، العراق لديهم تراب والحكم إيراني بحت، وهذا ما نراه في السنوات الـ /١٦/ المنصرمة»، تُجيب الفريجي.

تقول آلاء، إن «ما حصل منذ فترة من قصف واعتداء على قاعدة عين الأسد العسكرية، هو انتهاك لسيادة العراقيين فقط، وليس السلطة الحاكمة، هذا الأمر يزعج كل عراقي أصيل، لكن ليس باليد حيلة، لأن الحكم بيد أحزاب إيران».

تشكيكٌ بجديَّةِ بغداد

قانونياً، شكى العراق إيران لدى #الأُمَم_المتحدة لكن شكواها تلك ليست ذو قيمة فعليَّة، هي قيمة شكليّة لا غير، حسب القانوني ”محمد جمعة“، الذي بيّنَ ذلك لـ ”الحل العراق“، بقوله، إن «الأُمَم المتحدة لا تحتاج لتلك الشكوى، فهي ستسجلها من تلقاء نفسها».

«لكنها ليست ذو قيمة، أقصى ما تفعله الأمم المتحدة، هو رفع تقرير إلى #طهران مُطالبَةً إياها بتوضيح، وانتهى الأمر»، مُشَكِّكاً بجديَّة بغداد في تعاملها مع طهران، قائلاً، «لو أن #الحكومة_العراقية تعلم بأن تلك الشكوى ستضر طهران لَما فعلَتها، لكنها تعلم حق العلم أنها صورية لا أكثر».

ما يعلمه الجميع، والذي لا يُخفى على أحَدٍ، أنّهُ وبكُل أسَفٍ، إن تدخّلات طهران في شأن بغداد ليست وليدة اليوم، فهي ذا باع طويل في التدخل بالشأن العراقي، وإن صحَّحنا تعابيرنا وأفكارنا، سنجدها ليست متدخلة فحسب، بل هي من تحكم، والعراقيين إن حاوَلوا التدخل في هذا الحكم، قُمعوا.

تداعياتٌ بالجُملَة وحكومَةٌ خاضِعَة

تقول الباحثة السياسية ”ليلى إبراهيم“، ما مفاده، إنَّهُ «من المضحك الحديث عن سيادة العراق المنتهكة»، ففي الحقيقة، «لا وجود لسيادة في العراق ليتم انتهاكها، على أقل تقدير هي سيادة غير مفعلة»، وفق إبراهيم، مُستدركَةً، «ولكن لنساير ونقول أن الضربات الإيرانية انتهكت السيادة العراقية، فإن التداعيات خطيرة».

من بين تلك التداعيات، أن الميليشيات العراقية الممجّدة لتلكُم الضرَبات الإيرانية، ستشن هجمات جديدة على القواعد الأميركية، لكنها غير مدركة أنه في ساعَةٍ ما ستُثير غضب #واشنطن لترُد عليها بضربة قاضية.

وما يُرَجِّحُ ذلك السيناريو حسبَ إبراهيم، أن تلك الميليشيات تحاولُ توسيع نفوذها على حساب السلطة في العراق بكل ما تستطيع، هذا غير سعيها لإبقاء عبد المهدي بعد مواقفه الأخيرة حول أميركا، هذا ما ترمو إليه تماماً.

«عبد المهدي أفضل خيار، فهو من يلم شمل جميع الأطراف المتخاصمين ويلبي مطالبهم على حساب الشعب، لذلك هو يعد الخيار الأمثل لتلك الميليشيات والفصائل وإيران»، تَحكي ليلى إبراهيم لـ ”الحل العراق“.

ما هُوَ واضِحٌ، نتيجة خضوع حكومة بغداد لطهران، أن ما حصل سيحصل مثله الكثير والكثير في الأيام القادمة، لأن البلاد بلا سيادة. العراق يحتاج إلى عراقيين، وليس إلى أفراد متحزبة، وذلك لن يحصل بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى تقديم الكثير من القرابين من أجل التخلص من #ولاية_الفقيه التي تخنقه، وتحرير البلاد من أسرها.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.