يهتم معظم اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا بالحصول على الجنسية التركية، باعتبارها وسيلة للخلاص من مشاكل كثيرة تواجههم كلاجئين مقيمين في البلاد، ولعل من أبرزها حرية التنقل داخل تركيا والابتعاد عن شبح ترحيلهم قسراً إلى سوريا.

وارتفع عدد اللاجئين الذين حصلوا على الجنسية التركية إلى 110 آلاف سوري، منهم 53% من البالغين و57% من القاصرين تحت سن الـ 18 سنة، وفق ما أكده وزير الداخلية التركي، (سليمان صويلو)، أواخر السنة الماضي.

وبات هناك العديد من الطرق التي يسلكها سوريون، بعضها قانوني وبعضها الآخر يعتبر تحايلاً على القانون بغية نيل الجنسية، في الوقت الذي مضى على استقرار الكثير من السوريين في #تركيا أكثر من سبع سنوات، ولا يزالون يحملون وثائق الكيملك.

وتتعدد طرق نيل الجنسية ومنها التسجيل في الجامعات التركية أو ترشيح أسماء المتقدمين عن طريق مديرية الهجرة عبر السماسرة، أو الحصول عليها عبر الأقارب الأتراك.

ويقول سوريون التقينا بهم خلال إعداد التحقيق، إنه ليس هنالك عدل في ترشيح أسماء السوريين لنيل الجنسية والعملية تحصل عشوائياً، بينما يريد معظمهم الحصول على الجنسية لغايات من بينها السفر خارج تركيا أو للعمل بمهن يحظر على الأجانب العمل بها في تركيا أو لأسباب أخرى.

ليس بهدف الدراسة
سجل آلاف من السوريين في تركيا بالجامعات بقصد إكمال الدراسة الجامعية، ولكن هناك فئة من بينهم سجلت  بالجامعات بهدف رفع احتمالية ترشيحهم لنيل الجنسية التركية.
ومن بين الطلبة (فادي) الذي سجل بجامعة (مرعش) ليس بهدف الدراسة، حيث يقول لـ (الحل نت) خلال اتصال هاتفي: “أحمل شهادة في الحقوق وحدثت بياناتي أنا وأخي، لكن كون أخي طالب جامعي تم ترشيح اسمه للجنسية وبات يحملها الآن، أما أنا فلم يتم ترشيحي وجاء ترشيح أخي كونه طالب جامعي لذلك سجلت”.

ويتابع، نسبة كبيرة من #الطلاب السوريين المسجلين بالجامعات التركية تم ترشيحهم لنيل #الجنسية، حيث يتم إنجاز ملفات الطلاب بسرعة تفوق ملفات باقي المرشحين، أخي باعتباره طالب، نال الجنسية بعد حوالي سبعة أشهر من التقديم.

ولم يقتصر الأمر على (فادي) بل سجل العديد من اللاجئين السوريين في #الجامعات التركية بهدف الحصول على الجنسية بأسرع ما يمكن، لذا اختار بعضهم فروعاً دراسية بشكل عشوائي.

وأكد وزير الداخلية التركي، أواخر العام الماضي، أنهم مستمرون في تجنيس السوريين من أصحاب الكفاءات العلمية، حيث قال: إن “السوريين الذين تم منحهم الجنسية التركية هم معلمون وأطباء ومهندسون ورجال أعمال وتجار وعلماء وأعضاء هيئات تدريسية.

ولغير الطلاب، يرى البعض من السوريين أنه لا بد أن يكون بحوزة #اللاجئ إذن عمل أو لديه شركة باسمه، حتى تزداد فرصته بالترشح للجنسية بينما يؤيد آخرون ما يشاع حول الطريقة العشوائية بانتقاء أسماء المرشحين.

وحول ذلك تقول الناشطة الإعلامية (مرح الشامي) للحل نت: “من خلال اطلاعي على أوضاع الذين تم تجنيسهم وأولئك المرشحين لنيل الجنسية التركية فإن نسبة  منهم تم ترشيحهم مع أنهم لا يحملون شهادة جامعية أو إذن عمل كما أن قسم منهم لا يتقن اللغة التركية”.

لماذا الجنسية التركية
تعتبر الجنسية التركية للاجئ السوري، ضمانة لاجتياز عدة عقبات والتخلص من بعض المخاطر المفروضة عليه، وخلال إعداد التحقيق التقينا بثلاثة لاجئين كانوا قد حصلوا على الجنسية لنعرف كيف تغيرت حياتهم بعد أن أصبحوا مواطنين أتراك.

ومن بين هؤلاء (فواز أوغلو) الذي يقول لـ (الحل نت): “حصلت على الجنسية كوني طالب جامعي، لم استفد كثيراً منها سوى ببضع أشياء مثل الاستقرار في تركيا دون مخاوف من الترحيل وزيارة أهلي في سوريا، حيث يسمح لي كمواطن تركي أن أقدم على طلب للدخول إلى سوريا ضمن مدة محددة”.

ويكمل، “أول فعل قمت به ذهبت إلى قارقاميش وقدمت طلباً لزيارة سوريا كمواطن تركي وكان الأمر يسيراً جداً، وعدت لتركيا بهدف إكمال دراستي، أما الأمور التي تغيرت لدي فمن بينها مشاركتي بالانتخابات التركية الأخيرة والتنقل بين الولايات دون الاضطرار لمراجعة الهجرة وطلب إذن سفر، وإمكانية السفر إلى خارج تركيا وهذا ما أخطط له بالمستقبل القريب.”

أما (محمد) وهو أحد السوريين الذين التقينا معهم بالصدفة في إحدى مقاهي مدينة غازي عنتاب خلال الأيام الماضية، وكان قد نال الجنسية التركية منذ حوالي سنة ونصف، يقول: “حالياً جميع أصدقائي من الأتراك وأعمل ضمن شركة دعاية وإعلان تركية ومتقن للغة بشكل تام، حتى أن نقاشاتي مع أصدقائي الأتراك تتركز على الأمور السياسية والأوضاع المعيشية في البلاد”.

ويتابع حديثه، “منذ أن أخذت الجنسية التركية وأنا أفكر بالاندماج بشكل كلي بالمجتمع التركي وهذا ما أنجزته ولكن بالمقابل أتوقع أنني لن أعود إلى سوريا ولو في المستقبل البعيد”.

وتتزايد أعداد اللاجئين السوريين في تركيا رغم عمليات الترحيل القسري التي يتعرضون لها مؤخراً، حيث وصلت أعداد مواليد السوريين في آخر تصريح رسمي صدر عن (صويلو) أواخر العام الماضي، إلى 450 ألف مولود سوري على الأراضي التركية.

ويرى متابعون أن مواليد السوريين في تركيا بالإضافة للأطفال، هم جيل كامل تنظر تركيا إلى تجنيسهم لاحقاً، خاصة أن قسماً كبيراً منهم يتلقون التعليم في المدارس التركية وبات البعض منهم يتحدث التركية بطلاقة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.