على وقع الأزمة الاقتصادية التي رافقت تهاوي الليرة السورية، وعقب الفلتان الأمني غير المسبوق الذي تشهده مدينة حلب شمالي سوريا، ازدادت وتيرة السرقات في المدينة بشكل كثيف مؤخّراً.

ويشتكي مدنيون يعيشون في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، والتي خسرتها المعارضة قبل ثلاث سنوات، من انتشارٍ واسع لحوادث #السرقة بكل أنواعها “سرقة منازل، سرقة سيارات، #تشليح على قوارع الطرقات” في ظل تدهور حال المدينة أمنياً.

وفي ذات الوقت، يتحدّث “فرع الأمن الجنائي” بين الحين والآخر عن قبضه على عصابة تقوم بالسرقة في مدينة حلب، غير أن جميع هذه الإعلانات المتكرّرة لا يبدو أنّها تمكّنت من إيقاف السرقات في المدينة.

سرقات المنازل وتشليح في الطرقات
خلال توجّهها إلى دوامها في جامعة #حلب، تعرّضت الشابّة (فاطمة شماس) لعملية “تشليح” قرب دوار الشعار في الجزء الشرقي من مدينة حلب، وفقدت محفظتها وجميع أموالها وأوراقها الرسمية وهاتفها المحمول.

تقول (فاطمة) لـ “موقع الحل”: “كنت أنتظر باص النقل الداخلي، وأحمل حقيبتي بيدي، عندما مر شابٌ بالقرب منّي كان يمشي بشكلٍ طبيعي دون أن يثير أي انتباه”.

وأضافت أن الشاب توقّف بالقرب منها فظنّت أنّه ينتظر الحافلة ولكن المفاجئة أنّه سحب محفظتها وهرب مسرعاً ولم تتمكّن من اللحاق به.

تضيف الشابّة العشرينية: “كانت محفظتي تحتوي على مبلغ 23 ألف ليرة وهي مصروفي الجامعي طيلة شهر، وهاتفي المحمول من نوع أيفون 7 بلاس، إضافةً إلى هويتي الشخصية وبطاقتي الجامعية وبعض الأوراق الضرورية المهمّة.”

توجّهت فاطمة فورًا إلى قسم #الشرطة وحرّرت ضبطاً هناك ولكن الشرطي أخبرها أن هذا الضبط لن يكون له أي فائدة، ومن الممكن أن يفيد في حال تم القبض على السارق مستقبلاً وأقرّ بهذه السرقة تحديداً، ولحين ذلك يكون قد تصرّف بمحتويات المحفظة.

ورغم مضي أسابيع على حادثة السرقة، ما تزال فاطمة حتّى الآن في رحلة شاقّة ومكلفة لإصدار هوية بديلة وبطاقة جامعية جديدة، في حين أنّها لم تتمكّن من شراء هاتفٍ جديد حتّى الآن، موضحةً أنّها طالبة جامعية وليس لديها دخلٌ ثابت يساعدها على شراء هاتفٍ باهظ الثمن بهذه البساطة.

ومن جهةٍ أخرى، تتكرّر حوادث #سرقات المنازل في مدينة حلب، وفي بعض الأحيان في وضح النهار دون أي رادعٍ للسارقين.

في حي #ميسلون بمدينة حلب، غابت عائلة (أبو رشيد) عدّة ساعات عن المنزل فعادت ووجدته مسروقاً.
يتحدّث الأربعيني عن الحادثة قائلًا: “تم سرقة كل شيء، بما في ذلك أثاث المنزل والأدوات الكهربائية وأموال نقدية وأوراق مهمّة، فلم يترك السارقون أي شيء” موضحًا أن الغريب في الحادثة أن بعض سكّان الحي شاهدوا السارقين ولكنّهم لم يتمكّنوا من إيقافهم خوفًا من تعرّضهم لأذية.

سرقة السيارات
بحسب ما لاحظ “موقع الحل”، فإن حوادث سرقة السيارات حملت وجهين اثنين، الأوّل تكسير زجاج السيارة وسرقة جميع محتوياتها، والثاني يتمثّل في تشغيل السيارة وسرقتها بشكلٍ كامل أملاً في بيعها بسعر مخفّض لأحد تجّار قطع التبديل ليبيعها كـ “خردة”.

قبل فترة، ذكرت (شبكة أخبار حي الزهراء) وهي من أكثر الصفحات الفيسبوكية انتشاراً في حلب، أنّه خلال 48 ساعة تم تسجيل 7 حالات لسرقة محتويات السيارات عبر تحطيم نوافذها أو خلع أبوابها.

وأوضحت الشبكة، أن رسائل وصلت إلى صفحتها من مواطنين يوجهون فيها نداءات إلى قيادة شرطة النظام في حلب، من أجل تكثيف الدوريات الليلة والحد من عمليات السرقة.

وقال أحد سكّان حي الأشرفية في مدينة حلب لـ “موقع الحل”: “سيارتي من طراز كيا ريو، تركتها أمام باب منزلي ليلًا وفي الصباح التالي وجدت نوفذها مكسورة ومحتوياتها مسروقة”.

وأوضح أنّه تم سرقة المسجّلة ومجموعة الصوت كاملةً، إضافةً إلى معطفه الشخصي الذي تركه في السيارة، مشيرًا إلى أن السارقين حطّموا السيارة من الداخل بعد سرقتها.

تدهور الوضع الاقتصادي
خلال الأيام الماضية، تدهورت الليرة السورية ووصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة إلى 1550، وهو الأمر الذي انعكس بشكلٍ مباشر على الأسواق، حيث ارتفعت الأسعار فجأة بشكلٍ جنوني، وبات تحصيل القوت اليوم للحياة أمراً في غاية الصعوبة.

هذا الواقع، ترافق مع استمرار الدخل المنخفض على ما هو عليه، فبمجرّد حسبةٍ بسيطة، فإن المواطن الذي يتراوح دخله بين 50 و75 ألف ليرة، بات راتبه يعادل فقط 40 – 60 دولار أمريكي.

ويربط مراقبون وخبراء اقتصاديون، بين “الفقر المدقع” وانعدام الأمان الذي تعيشه المدينة بسبب سطوة ميليشيات غير رسمية على المدينة، وبين زيادة حوادث السرقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.