أنفاق «داعش» في ديرالزور المأوى الأخير لخلايا التنظيم وتهديداته

أنفاق «داعش» في ديرالزور المأوى الأخير لخلايا التنظيم وتهديداته

لم تستطع القوات التابعة للحكومة السورية، التي سيطرت على معظم محافظة ديرالزور منذ أواخر 2017 إلى اليوم، من طي صفحة أنفاق «داعش» المنتشرة في غالبية أنحاء المنطقة وخاصة في البادية، والتي تستخدم من خلاياه النائمة، مخابئ لها، ونقطة انطلاق لتنفيذ هجماتها التي تستهدف مواقع وأفراد #الجيش_السوري والمليشيات الموالية له.

إذ كثفت خلايا التنظيم من هجماتها مؤخراً على نقاط تجمع ومواقع الجيش وحلفائه في منطقة البادية الممتدة من مدينة #دير_الزور وصولاً إلى مدينة #البوكمال المحاذية #للحدود_السورية_العراقية شرقاً، موقعةً عشرات القتلى والجرحى منهم وأسر آخرين، في عمليات بدأتها من أنفاقها المنتشرة في عمق #البادية، إذ كان لمدنييّ المنطقة نصيب منها أيضاً.

عمليات عنف

ويؤكد أهالي ريفيّ ديرالزور (الغربي والشرقي) على ضرورة التخلص من هذه الأنفاق، منتقدين قلّة وعدم نجاعة الحلول التي تقدمها قوات الجيش والمليشيات الموالية لها، بين الحين والآخر، والمتمثلة في البحث عن هذه الأنفاق ومحاولة إيجادها، لتدميرها والقضاء على من فيها، الأمر الذي يهدد بعدم إمكانية عودة الاستقرار الكامل للمنطقة، على أقل تقدير، في الأشهر المقبلة، ومع تزايد نشاط هذه الخلايا مؤخراً بشكل لافت.

وقال (ل.خ) أحد عناصر الفرقة الرابعة في ديرالزور، لموقع «الحل نت»، إنّ «بادية الشامية، وجبال التبني (غربي المدينة)، ما يزالان يضمان عدداً كبيراً من الأنفاق الممتدة إلى عمق البادية»، مبيناً أنّ «تلك الأنفاق تضم العشرات من عناصر التنظيم، والذين يتحركون فيها بمأمن من دوريات الجيش والطيران الحربي، ويستطيعون بين فترة وأخرى الخروج منها، وتنفيذ عمليات عنف، ينتج عنها قتل وأسر عشرات العناصر» وفق قوله.

وأشار إلى أنّ «قيادة الجيش في المنطقة لديها علم بوجود تلك الأنفاق، لكنها لم تستطع القضاء عليها، خصوصًا أنّ بعضها يمتد تحت الأحياء السكنية والمنازل غير المدمرة في مدن المحافظة الرئيسة كالميادين مثلاً»، مشيراً إلى أنّ «الطيران يقصف بين فترة وأخرى بعض المناطق التي تعد انطلاق لتلك #الخلايا في البادية (بالقرب من منطقة الكم النفطي و #السخنة و #الفيضة)، وفقًا للمعلومات التي تؤشر إلى تحركاتها والعمليات التي تقوم بتنفيذها بالقرب من هذه المناطق».

اقتحام وقتلى

واستدرك بأنّ «عمليات اقتحام الأنفاق المنتشرة في منطقة #جبال_التبني (غرب ديرالزور) تشكل خطراً على عناصر الجيش، لذا فإنّها تحجم عن اقتحامها، في هذا الوقت لوعورة المنطقة»، مبيناً أنّ «هناك خططًا عسكرية للقضاء عليها في الأيام القادمة، بانتظار الفرصة السانحة، والظرف المناسب» وفق تعبيره، لافتاً كذلك إلى أن «استخدام الدخان والغاز في فتحات تلك الأنفاق غير مجدٍ، بسبب وجود نظام تهوية فيها ابتكره #التنظيم عند تجهيزها» وفق قوله.

من جهة أخرى، انتقد أهالي القرى المحاذية للبادية غربي ديرالزور «عجز القوى المسيطرة، عن الانتهاء من ملف #أنفاق_داعش التي تعد انطلاقة خلايا التنظيم في تنفيذ أيّ هجوم على المنطقة»، وقال  ياسر الخليف من سكان بلدة #عياش، قتلت خلايا التنظيم ثلاثة من أقربائه أثناء رعيهم للأغنام في البادية، مطلع الشهر الجاري، في حديث لموقع «الحل نت» إنّ وجود تلك الأنفاق إلى الآن، يعد مصدر قوة لخلايا التنظيم، التي تمثل خطراً كبيراً على جميع أبناء المحافظة، سواء جنوب النهر أو شمال شرق النهر حيث تسيطر #قوات_سوريا_الديمقراطية (#قسد)، فقد وصل تعداد القتلى المدنيين على يد تلك الخلايا خلال الشهرين الماضيين فقط، 34 مدنياً في الريف الغربي والشرقي الواقع تحت سيطرة السلطة السورية عدا القتلى من عناصر الجيش والمليشيات الأخرى».

التهديد مستمرّ

وأكد أنّ «عناصر التنظيم المتواجدين في تلك الأنفاق، يستطيعون بين فترة وأخرى تنفيذ أعمال عنف ليس تجاه قوات الجيش والمليشيات الإيرانية التابعة له فحسب، وإنما في المناطق المأهولة بالسكان أيضاً، الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً يجب القضاء عليه»، مشيرًا إلى أنّ «استمرار تواجد هذه الخلايا، حتى وإن كانت بداخل الأنفاق، يعني بأن المحافظة ما تزال تحت خطرهم» وفق وصفه.

فيما قالت نازحة من مدينة #الميادين «فادية السليمان»،  تقيم حالياً في مدينة #الطبقة، لموقع «الحل نت»، إنّ «عدد من الأسر تخشى العودة إلى المدينة، بسبب خلايا التنظيم التي باتت تكثف من عملياتها مؤخراً، وخاصة في مناطق الريف الشرقي،بالرغم من الانتشار الكثيف للجيش والمليشيات الموالية لها في المنطقة، إلا أن  هذه الخلايا، قامت بعمليات قتل لمدنيين وعناصر في وضح النهار، كان آخرها مطلع الشهر الجاري، إذ قتلت أربعة مدنيين في بادية المدينة وسلبتهم سيارتهم وأموالهم، قبل أن تعود للاختباء في أنفاقها» وفق تعبيرها.

وفقد قسم كبير من أهالي ريف ديرالزور الشرقي الأمل بالعودة إلى مناطقهم السكنية، والتي ما تزال مدمرة، مؤكدين أنّ «وجود تلك الأنفاق ووجود خلايا التنظيم فيها، وعجز القوات النظامية والقوات الرديفة لها، من القضاء عليها، يجعل أمن واستقرار المنطقة مهدد باستمرار إلى الآن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.