السماسرة يلعبون على خيط الأمل عند أهالي المعتقلين

السماسرة يلعبون على خيط الأمل عند أهالي المعتقلين

مع انقطاع أخبار غالبية المعتقلين في سجون الحكومة السورية، يبقى ذووهم الفئة الأكثر تضرراً، فالترقب والخوف باتا ملازمان لهؤلاء.يبحثون بشتى الطرق للوصول إلى خبر عن أبنائهم #المغيبين، سواء عبر التواصل مع معتقلين سابقين أفرج عنهم، أو طرق أبواب مختلف فروع الأمنية، مروراً بالسماسرة الذين يبتزونهم بمبالغ مالية كبيرة مقابل الحصول على معلومات صغيرة _مضللة غالباً_عن #المعتقل، فيما إذا كان على قيد الحياة أم لا، أو عن مكان وجوده.


والدة أحد المعتقلين (فضلت عدم الكشف عن هويتها)، من حي العمال في مدينة #دير_الزور، تقول لموقع (الحل)، “منذ اختفاء ولدي على يد عناصر الأمن العسكري في نهاية 2012 على خلفية مشاركته بالمظاهرات السلمية آنذاك، كنا على تواصل معه حتى منتصف أواخر الـ 2013، لتنقطع الأخبار عنه بعد ذلك بشكل نهائي، حاول والده وشقيقه الأكبر السؤال عنه لمرات عدة  في #الأفرع_الأمنية بالمحافظة وخارجها، لكن دون جدوى، وفي كل مرة نقوم بدفع مبالغ مالية تصل أحياناً إلى 150 ألف ليرة سورية للسمسار الذي يقوم بمهمة التحري عنه”، وفق وصفها.

تضيف: “في تاريخ 21 ديسمبر 2018، تلقيناً اتصالاً هاتفياً من قبل شخص أدعى حينها، بأنه ضابط في #المخابرات الجوية، حيث سرد لنا جميع المعلومات عن ابننا من تاريخ ميلاده واسمه والحي الذي نقطنه واسم مدرسته وفرعه الجامعي، وكيف تم اعتقاله، وأخبرنا أنه بصحة جيدة ويمنكه إخراجه من السجن، لكن بمقابل مادي كبير، شريطة أن يتم الأمر بسرية تامة”.

حيث “طلب هذا الشخص مبلغ مليون ونصف ليرة سورية، لكي يسلمنا ولدننا القابع في #سجن_صيدنايا بدمشق، وفق زعمه، وأن يتم تحويل المبلغ إلى اسم قام بإرساله لنا مؤكداً على سرية الموضوع” وفق تعبيرها.

تتابع والدة المعتقل حديثها: “بعد جدال حاد وأخذ ورد، بين زوجي والمتصل، لم يصلا لنتيجة تثبت لنا، أن ولدنا سيخرج في حال سلّم المبلغ المطلوب بالكامل لذا ترددنا كثيراً في إرسال المبلغ، وحاول أصدقاء مقربون لنا وأفراد من عائلتنا منعنا من تحويل المال وحذرونا من أنها قد تكون عملية نصب، لكن لم يكن أمامنا سوى التعلق بهذا الأمل، إذ أرسلنا المبلغ المطلوب بعد أيام قليلة للمتصل، لنفقد الاتصال به، ونفقد الأمل الجديد في لقاء ابننا”.

وِأكدت السيدة أنهم قاموا بتقديم بلاغ إلى فرع الأمن الجنائي بالحادثة وتفاصيلها، إذ تبين أن الهوية التي تم تحويل #المبلغ لصاحبها، تعود لشخص متوفى منذ 2009، لكن شخص ما قام باستغلالها لعملية النصب. وفق قولها.

معتقل سابق
وتعقيباً على شهادة والدة المعتقل، يقول (صبحي الفلاح من مدينة #البوكمال) معتقل سابق في #سجن_صيدنايا، إن “عملية الاحتيال التي تعرضت لها عائلة أم حسن، ليست بالجديدة، كما أن هوية المتصل الذي عرف عن نفسه بأنه ضابط مخابرات، هو من المحتمل أن يكون عنصراً أو سمساراً لأحد الضباط، لأن المعلومات التي أوردها للعائلة تؤخذ من أي معتقل لحظة دخوله #السجن، وتوضع بملف خاص ضمن الأرشيف، إضافة لكافة أرقام وعناوين أقربائه أيضاً”، على حد قوله.

وتتشارك سيدة أخرى  من سكان حي الجورة بديرالزور (رفضت الكشف عن اسمها) التجربة التي تمر بها والدة المعتقل من حي العمال، تقول: “تم اعتقال ابني البكر في أواخر 2016  بمداهمة منزلنا وبعض منازل الحي الذي نسكن فيه، علما أن ابني كان طالباً في الجامعة آنذاك، ولم يشارك بأي نشاط سابق معارض للحكومة، دون أن نعرف عنه وعن مكان تواجده أي شيء”.

وتتابع: “لقد دفعنا الكثير من الأموال لمحامين وسماسرة يتعاملون مع مسؤولين في المحافظة وضباط مخابرات في دمشق من أجل إنقاذ ابني من السجن، ولمعرفة مكان تواجده، لكن دون جدوى، وما كان منهم إلا الكذب والخداع وسرقة الأموال، واختتمت قائلة فننتظر الفرج من الله لابني عمر”.

تحذيرات مسبقة ومتكررة
وحذر عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، أهالي وذوي المعتقلين في سجون السلطات السورية، من تعرضهم لعمليات نصب وابتزاز، يقوم بها الوسطاء ومنهم بعض #المحامين الذين يدعون معرفة مكان ومصير المعتقل في الأفرع الأمنية السورية مقابل مبالغ مالية كبيرة، وإن غالبية هؤلاء لديهم عدة حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بأسماء مزيفة تنتحل صفة معتقلين مفرج عنهم أو أقارب لناجين معتقلين.

وبحسب الناشطين وأصحاب التجارب الشخصية في هذا السياق، يقوم المبتزون بترصد عائلات المعتقلين، ليكونوا فريستهم السهلة.

وطالب #معتقلون سابقون وناشطون أيضاً، أهالي المعتقلين الحذر عند سرد أو ذكر  أي معلومة تخص ابنهم المعتقل في شبكات التواصل الاجتماعي، ويفضل عدم كتابة أي معلومات تزيد عن الاسم والمواليد وتاريخ الاعتقال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.