نشرت صحيفة “أنفيستيغاتيف جورنال” تقريراً عن #المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم أنقرة وزجت بهم في الحرب الليبية. فعندما أعلن الرئيس التركي أردوغان أنه سيرسل رجالًا من ما يسمى بـ “الجيش الوطني السوري” والمعروف بالجيش الحر المدعوم من تركيا، إلى ليبيا للقتال لدعم حكومة الوفاق الوطني في #طرابلس، بدأت حرب الشائعات بين أوساط المعارضة السورية.

يقول أحد هؤلاء أحد قادة الجيش السوري الحر في عفرين: “لقد أخبروني بأنه سيتم دفع مبلغ 2000 دولار شهريًا للمقاتلين في #ليبيا. فما بين حوالي 100 دولار هنا في سوريا أو 2000 دولار هناك. إنه خيار سهل بالنسبة لهم “. حيث أكد أن جهود التجنيد كانت مركزة بشكل كبير على المناطق في مدينة  إدلب وحولها والتي انتزعتها مؤخرًا قوات النظام السوري وروسي امن المعارضة السورية المسلحة. ويصيف القائد المرتزق قائلاً: “إنهم بلا مأوى. يجذبهم أردوغان بهذا كوسيلة لإعادة بناء حياتهم وحياة عائلاتهم”.

ويذكر القائد المذكور بأن الجيش السوري الحر كان ولا يزال يقدم نوعًا من “مكافأة التوظيف” والتي تبلغ بضع مئات من الدولارات لأولئك الذين لا يريدون السفر إلى #ليبيا للقتال ولكنهم يعرفون شخصًا يريد القيام بذلك، فيتم تجنيده. حيث يقول موضحاً: “الموضوع ليس مجرد مقاتلين يتم إرسالهم! إنه يتعلق كذلك بمدنيين فقراء ومستعدين للذهاب. يجب عليهم جمع أعداد معينة في كل مرة يرسلون فيها طائرة “. وحتى تاريخ اليوم، تم إرسال ما يقدر بنحو 3000 عضو من الجيش السوري الحر إلى ليبيا.

وقد تمكنت “أنفيستيغاتيف جورنال” من مقابلة أحد #مرتزقة الجيش السوري الحر المتمركزين في معسكر في طرابلس. وتتحفظ الصحيفة على الكشف عن اسمه واسم فصيلته أو مكانه بالضبط ، لكنها سنطلق عليه اسم “أحمد”. حيث يقول أحمد، في إشارة إلى اللواء خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، القوة التي تقاتل جيش حكومة الوفاق الوطني: “لقد سمعنا “حفتر، حفتر، حفتر”، لكننا لا نعرف من هو ولم نروه قط  ولا حتى في الأخبار.. لقد ذكر الأتراك اسمه لنا في سوريا، وأخبرونا أن ذاهبون لمحاربته.  لكن لم يهتم أحد لما قالوه بما أنه كان هناك 2000 دولار في الشهر للذهاب إلى ليبيا”. فقبل وصوله إلى ليبيا، لم يسمع أحمد عن الجيش الوطني الليبي ولا عن جيش حكومة الوفاق الوطني. ويضيف قائلاً: “لم نلتق الليبيين هنا. الأتراك يأتون لتدريبنا، وهذا كل ما نراه”.

وقد ادعى الرئيس التركي أردوغان أنه لا يوجد جنود أتراك على الأرض في ليبيا، وأن القادة العسكريين والمستشارين الأتراك هم فقط ذهب إلى طرابلس. لكن أحمد يؤكد بأن هذا الكلام غير صحيح، وأن هناك جنود أتراك في ليبيا وليس فقط القادة. حيث يقول: “هناك الكثير من الجنود الأتراك، لكن ليس هناك الكثير من السوريين. إنهم يعيشون في مكان منفصل، حيث تتم معاملتهم بشكل أفضل منا نحن السوريون”.

قول أحمد إنه كان هناك الكثير من الحديث بين المقاتلين السوريين حول الفرار من المخيم وإيجاد مهرّب لنقلهم إلى إيطاليا، لكن هذا لم يحدث في منطقته بعد. وضيف: “جاء الأتراك ليحصوا أعدادنا والتأكد من عدم حدوث ذلك”. وقد أبلغ الجيش الوطني الليبي عن أسر العديد من المقاتلين السوريين الذين كانوا يحاولون القيام بالفرار، بما في ذلك عضو في تنظيم داعش، وقد أكد أن هناك أكثر من مائة آخرين قد قاموا بالفعل بدفع مبالغ لمحاولة تأمين مواقعهم على القوارب مع المهربين.

وبعد وقت قصير من وصوله إلى المخيم، يقول أحمد إنه كان جزءًا من مجموعة مكونة من 70 مقاتلا انقسموا بين القوات البرية والقناصة ومواقع أخرى. وضيف: “لقد كنت في العديد من المعسكرات، والفرق في هذا المعسكر هو أننا لا نتدرب على القتال كالمعتاد. إنهم يقومون بتدريبنا على حروب الشوارع وكذلك حرب العصابات … ربما للقتال في الشوارع فيما بعد. لكن بالكاد نمسك بالأسلحة في التدريبات. كما أنه لم يتم إطلاع المقاتلين السوريين على الأسلحة التي يمتلكها الجيش الوطني الليبي بعد أو حتى أسلوب قتالهم”.

هذا ولم تر مجموعة أحمد القتال حتى الآن، رغم أن عددًا من المرتزقة السوريين قد قتلوا بالفعل في المعركة. حيث يقول موضحاً: “نحن نأكل ونمارس الرياضة ونجلس في المخيم فقط، ونُمنع من مغادرة المخيم. لقد أحضروا لنا الطعام والسجائر.نحصل على 2000 دولار شهريًا لكي لا نقوم بأي شيء!”.

ويقول أحمد إنه لا يشعر بالندم على القدوم إلى ليبيا. ويضيف بكل صراحة: “لقد جئت للحصول على المال … بسبب الوضع في سوريا ولأن الدولار غاضب للغاية، في إشارة إلى الانهيار القريب لليرة السورية. بعضنا جاء من حلب، وبعضنا الآخر من الغوطة وحمص … وكلنا نازحين ولا نملك شيئاً. ليس لدينا منازل. لم يتبق لنا شيء. ليس لدينا حتى غصن شجرة في سوريا. ولا يزال لدي عائلة لأطعمها. انعتونا بالمرتزقة أو أي شيء آخر، لكن ماذا يفترض بنا أن نفعل؟ لم يعد هناك أحد يمتلك شيء في سوريا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.