بدأ الجيش السوري معركة واسعة في الشمال السوري، بشنه هجمات متزامنة على أكثر من محور ضد فصائل المعارضة في ريفي حلب وإدلب، ذلك بعد أسابيع من حشد الجيش قوّاته لإطلاق معركة تحدث عنها الإعلام الرسمي بهدف السيطرة على الطرق الدولية والمناطق الإستراتيجية في المنطقة.


ومع احتدام المعارك وفتح العديد من محاور القتال في الشمال السوري، أعلن الأخير سيطرته على منطقة #جمعية_الصحفيين بريف حلب الغربي، كما بسط سيطرته على قرية #تلمنس الملاصقة لمدينة #معرة_النعمان بريف #إدلب الجنوبي، ما يعني أن #الجيش_السوري اختار فتح العديد من الجبهات في نفس الوقت للضغط على الفصائل.

سيطرة استراتيجية

وأعلنت السلطات السورية صراحةً عبر إعلامها الرسمي أن هدف المعارك التي يخوضها في المرحلة الراهنة، هي السيطرة على الطريق الدولي حلب – دمشق المعروف بـM5، حيث يسعى الجيش السوري، إلى إكمال سيطرته على الطريق لإعادة تشغيله من #دمشق في الجنوب إلى مدينة #حلب في الشمال.


ويرى المحلل العسكري «محمد العيسى» أن فتح «معركة حلب لم يكن أمراً مفاجئاً فالنظام السوري يعلم تماماً أهمية تأمين محيط المدينة، إضافة إلى سعيه لتأمين شريط حلب – دمشق، وهو الهدف ذاته الذي يسعى لإكمال تحقيقه من خلال تقدمه في ريف #إدلب الجنوبي، بعدما أكمل تأمين أجزاء الطريق الواقعة في محافظة حماة خلال العام الماضي».

وسيطرة الجيش السوري على #الطريق_الدولي تعني بالضرورة سيطرته أيضاً على العديد من مناطق الشمال السوري أبرزها مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي ومدينة سراقب شمالها، وهما من أهم المناطق الإستراتيجية الخاضعة لسيطرة المعارضة.

أهمية الطريق الدولي

وخلال الساعات القادمة تشير المعطيات العسكريّة إلى أن مجموعات الجيش السوري ستدخل فعلاً إلى مدينة معرة النعمان، ما يعني قطع شوطاً مهماً في هدف السيطرة على M5، إلا أن ذلك لن يتحقق إلا بمتابعة الجيش تقدمه وسيطرته على العديد من المناطق منها (بابيلا، خان السبل، ومعردبسة) وصولاً إلى مدينة #سراقب شمال إدلب لربطها مع ريف حلب الجنوبي وتحقيق الربط بين خطوط الطريق الواقعة ضمن سيطرة القوّات النظامية.

وبرأي العيسى أن «الجيش السوري، لن يتوقف بوصل خطوط الطريق بين حلب وريف #حماة الشمالي، فالجيش سيستمر في عملياته العسكريّة للسيطرة على جميع المناطق الممتدة على خط الطريق في جانبيه، وذلك منعاً لأي تهديد مستقبلي للطريق الدولي، ما يعني تأمينه بشكل كامل».


مقاومة ضعيفة

وعلى الجانب المقابل لا يبدو أن #فصائل_المعارضة المتمثلة بالجيش الوطني والجبهة الوطنيّة للتحرير، إضافة إلى هيئة تحرير الشام، تبدي مقاومة عسكريّة جديّة لإيقاف تقدم الجيش السوري في #حلب وإدلب، إذ أن طريق الجيش السوري بدا سهلاً للتقدم في ريف إدلب ووصوله إلى مدينة معرة النعمان، رغم استخدامه سياسة الأرض المحروقة وإمطار المنطقة بالقذائف والصواريخ خلال الأيام الماضية.

وتقول مصادر خاصة لموقع «الحل نت» إن #تركيا أخبرت فصائل #الشمال_السوري بأن مباحثات أنقرة مع موسكو فشلت جميعها بالتوصل لمذكرة تفاهم حقيقية بشأن الشمال السوري، جرى ذلك خلال اجتماع نظمته الاستخبارات التركيّة مع ممثلين من الفصائل في العاصمة التركيّة.


الحل العسكري

وبحسب المصادر، فإن تركيا وعدت الفصائل (الجيش الوطني والجبهة الوطنيّة) بزيادة الدعم العسكري خلال الفترة القادمة، وأكدت أن «الجيش السوري وبدعم من القوات الروسية ماض في الحل العسكري، وبالتالي يجب على الفصائل أن تواجه الجيش فيما إذا أرادت الدفاع عما تبقى من مناطق سيطرة لها في حلب وإدلب».

تجدر الإشارة إلى أن «لجيش السوري» اعتمد خلال السنوات الأخيرة استراتيجية خاصة بالسيطرة على الطرق الحيوية التي تربط بين المدن السوريّة، فخلال العامين الماضيين سعى إلى تأمين طريق حلب – دمشق عبر السيطرة على مناطق بريف حماة الشمالي، ومن ثم الانتقال إلى ريف إدلب الجنوبي عبر مراحل من المعركة دامت لأشهر عدّة، تخللها إعلان العديد من «الهدن» الوهميّة والاجتماعات السياسية، التي كان يستغلها السلطات السورية في التحضير لمعركة جديدة، لإكمال خطته، ذلك دون أي ردة فعل حقيقيّة من الفصائل على الجهة المقابلة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة