تصدّر اسم الطبيبة السورية #أماني_بلور مؤخراً، وسائل إعلام محلية وعالمية، بعد فوزها بجائزة رفيعة تقديراً لشجاعتها ومساهمتا في إنقاذ حياة عشرات المدنيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق بين 2012 و2018، إضافة إلى ترشح فيلم وثائقي يوثق مرحلة عملها في مستشفى كانت تتولى إدارته حينها، لجائزة الأوسكار العالمية.

من شاهد التقارير التي تناولت عمل الدكتورة أماني بلور أو الشريط التسويقي لفيلم (الكهف) الذي يتناول رحلة عملها في مشفى بالغوطة الشرقية يرزح تحت القذائف، يلاحظ هذه المرأة الصلبة والهادئة التي تؤدي عملها غير آبهة بالموت المحيط بها وبمن حولها. وللتعرف على شخصية أماني بلور عن قرب أجرى معها موقع (الحل نت) الحوار التالي:

ما الذي تعلمته الطبيبة أماني من خلال عملها في #مشفى (الكهف) بريف دمشق، ولم تتعلمه في كلية الطب التي تخرجت منها؟
تجيب بلور: كل ما تعلمته في سنوات دراستي بكلية الطب لايرقى إلى صعوبة الحالات التي صادفتني خلال عملي في المشفى بالغوطة الشرقية، حيث اضطررت لأن أتعامل مع مصابين استخدمت ضدهم كل أنواع الأسلحة. تضيف، الإصابات التي كانت تأتي للمشفى، خاصة الأطفال منها، لم يمر علينا مثلها في #كلية_الطب، فكيف لنا مثلاً أن نتعامل مع أشخاص مصابين بتسمم كيماوي نتيجة استنشاق غاز السارين؟

تعتبر الدكتورة أماني أن ما تعلمته في الغوطة ليس يمكن استثنائياً في المجال الطبي فحسب، إنما على المستوى الإنساني عموماً، لافتة إلى مستوى التضحية التي قدمها البعض للبقاء مع المحاصرين والمصابين ومساعدتهم.

حصلت على جائزة #راوول_وولنبيرغ العالمية بوصفك “الامرأة الشجاعة” ما تعريفك للشجاعة؟
الشجاعة هي الإنسانية، تقول الدكتورة أماني، الدافع الإنساني كفيل بتزويد الشخص بالشجاعة، هذا لايتطلب قدرات مستحيلة، أنا أؤمن بالإنسانية. تضيف: العمل في المشفى يحتاج لإظهار الكثير من المحبة والرحمة، إضافة للصبر، فالنظر في عيون طفل مصاب من شأنه أن يفقد الشخص أعصابه لكن بنفس الوقت يتوجب علينا غض النظر والمتابعة لإنقاذه.

وتستذكر الطبيبة أماني بلور عملها مع الكادر الطبي بالمشفى خلال فترة حصار #الغوطة_الشرقية، تقول: في تلك الفترة كنا جميعاً كفريق عمل نعاني تبعات الحصار كالجوع، إضافة لخطر الموت في أي لحظة نتيجة القصف المتواصل، كنا نفقد الأمل ونيأس في بعض الأحيان، لكن عندما كنا نجري عملية ناجحة أو نساعد في إنقاذ حياة مصاب أو مريض كانت سعادتنا لاتوصف.

عن دافعها لدراسة الطب تقول بلور إنها حين اختصت بطب الأطفال كان همها مساعدة الناس وخاصة الأطفال ولذا قررت أن تبقى في الغزطة الشرقية بعد التخرج لأن العمل الإنساني يأتي بالدرجة الأأولى بالنسبة لها.

في الشريط التسويقي لفيلم (#الكهف) الذي يرافق الطبيبة أماني خلال عملها كمديرة مشفى (الكهف) في الغوطة الشرقية، يعترض أحد الرجال على عمل المرأة وأنها لايجب أن تكون بمناصب إدارية، ما رأيك بماقاله؟
تجيب الطبيبة، في مجتمعنا وحتى في العالم بأسره لم تحصل #النساء على حقوقها كاملة بعد، نعم يحدنا المجتمع بأعمال معينة، فعلى سبيل المثال لقد تقبلني مجتمعي والعاملين معي كطبيبة ولكن لم يتقبل الجميع عملي كمديرة للمشفى وحاولوا مضايقتي، إلا أنني صممت على المضي بالعمل الذي أؤمن به.

وتشدد الدكتورة أماني بلور في ختام حديثها على أهمية دعم #المرأة وتمكينها ولهذا الغرض قامت بالتعاون مع منظمة (King Baudouin) البلجيكية  بإنشاء (#صندوق_الأمل) بهدف دعم وتمكين المرأة، ويتم العمل حالياً على إنشاء الموقع الإلكتروني الخاص بالموقع وجمع التبرعات لانطلاق بالمشروع.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.