(صائب نحاس) أحد حيتان الاقتصاد السوري، ومن أهم المقربين من السلطات السورية منذ سبعينيات القرن الماضي، وساهم ذلك بتعاظم نشاطه الاقتصادي، كما لعب دوراً سياسياً مهما في تحسين علاقات سوريا مع كل من إيران وألمانيا.

استمر دور نحاس الاقتصادي مع تسلم (#بشار_الأسد) للحكم عام 2000، على الرغم من بدء ظهور طبقة البرجوازيين الجدد، وساهم في تخفيف التوتر بين #سوريا وفرنسا بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق (رفيق الحريري).

صائب نحاس سليل أسرة اقتصادية

ينحدر (#صائب_نحاس) من عائلة اقتصادية عريقة، جده (رضا نحاس) كان من أفراد البرجوازية الدمشقية في بدايات القرن العشرين، تسلم إدارة املاك العائلة بدءاً من عام 1953 عندما كان في 17 من عمره.

وتعود علاقاته مع السلطات السورية إلى سبعينات القرن الماضي، مما سمح له بالتوسع في أعماله لتشمل معظم القطاعات #الاقتصادية، فضلاً عن دور سياسي لعبه في بناء علاقات بين السلطات وعدد من الدول، ومنها #إيران وألمانيا الغربية وغيرها وبقي قريبا من النظام الحاكم بعد تسلم (بشار الأسد).

اختارته مجلة “أربيان بزنس” في عام 2009 من أهم 50 رجل أعمال عربي، كما احتل في نفس التصنيف المرتبة الأولى كأغنى رجل أعمال سوريا، إذ قدرت ثروته آنذاك بـ 300 مليون #دولار.

شغل نحاس منصب القنصل العام الفخري لسوريا في المكسيك، ورئيس الجانب العربي، والنائب الأول لرئيس غرفة التجارة العربية #الفرنسية، ونائب رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية، ورئيس لجنة السياحة في مجلس الأعمال السوري الروسي، وعضو مجلس إدارة مركز الأعمال العربي ومجلس رجال الأعمال السوري اللبناني.

امبراطورية صائب نحاس المالية

تشكل “مجموعة نحاس” الامبراطورية المالية لـ (صائب نحاس)، تأسست عام 1953، وتعمل في معظم المجالات كالسفر، والسياحة، ومشاريع الطاقة والنفط والغاز والمياه، وتجارة السيارات والآلات والهندسة، والاستشارات والتشييد والمقاولات، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتعليم والتدريب، والصناعة والتأمين، والمصارف وغيرها.

يقع المكتب الرئيسي للمجموعة في #دمشق، مع الشركات التابعة، والمشروعات المشتركة، ومكاتب الاتصال الفرعية في الإمارات العربية المتحدة، لبنان، العراق، السودان، والأردن.

ويمتلك نحاس 33 شركة يعمل فيها قرابة 1500 شخص، وهذه الشركات هي شركة التقنية للإنشاءات، شركة ابن زهر للصناعات الدوائية، الشركة الصناعية المتحدة للمنتجات الغذائية، شركة النقل المبرد (كارينا)، شركة نحاس وعلم الدين، شركة المشرق العربي للتأمين (سوريا).

وتضم المجموعة كذلك شركة الصناعات الكيماوية، ترانستور، شركة السيدة زينب للسياحة، الشركة العربية السورية لتطوير المنتجات الزراعية (غدق)، نحاس للآليات والتجارة (آليات فولفو)، نحاس للسفريات (الخطوط الجوية النمساوية)، شركة الأليات الحديثة (منطقة حرة دمشق)، وكالة الآليات الثقيلة (هوندا)، مؤسسة التنفيذ للمركبات (وكالة فولفو وبيجو)، فرنسا بنك (سوريا).

كما تضم المجموعة معمل لصناعة ودرفلة الحديد في #السودان، وشركة الماجد للسفر في #دبي.

لعب (صائب نحاس) دوراً مهما في تنفيذ عقود #النفط مقابل الغذاء بين الأمم المتحدة والعراق، حيث كان أحد الموردين لوسائل نقل ومولدات كهربائية، ومواد غذائية وأدوية، بالإضافة إلى علاقاته #التجارية القوية مع إيران والأردن وعمان ولبنان.

أدوار سياسية واقتصادية داعمة للسلطات السورية

تمتَّع نحاس منذ عام 1972 بصلات قوية مع النظام السياسي في سوريا، وذلك بعد تعرفه على الرئيس السابق (حافظ الأسد) شخصياً، مما سمح له بإطلاق مشاريع اقتصادية ضخمة.

وترافق الدور الاقتصادي الذي لعبه نحاس، مع دور سياسي في العديد من الملفات في سبعينات وثمانينيات القرن الماضي، إذ ساهم نحاس في لعب دور بتحسين العلاقات بين الأسد وإيران بعد انتصار “الثورة الإسلامية” في إيران.

كما لعب (صائب نحاس) دوراً في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع #ألمانيا في ثمانينات القرن الماضي، حيث كانت العلاقات بين البلدين مقطوعة منذ نكسة حزيران عام 1967.

بعد تسلم الرئيس (بشار الأسد) الحكم في سوريا عام 2000، تعمق دور النحاس الاقتصادي وخاصة السياحة الدينية وغيرها، على الرغم من بدء تشكيل طبقة اقتصادية جديدة في البلاد (البرجوازيون الجدد)، ترافق مع أدوار سياسية بالغة الأهمية، كدوره في نزع التوتر بين فرنسا وسوريا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني عام 2005.

وبعد الانفتاح الغربي على سوريا، وزيارة الرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) لدمشق في أيلول عام 2008، وتحسن العلاقات بين البلدين، آلت لنحاس مهمة تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية الموقّعة بين البلدين، وقد تم تكليفه بناءً على اقتراح من ساركوزي بمهمة إنشاء نادي أعمال سوري- فرنسي، ليتابع علاقات القطاع الخاص بين سوريا وفرنسا بالتوازي مع هذه الاتفاقيات.

ويكليكس… نحاس والعلاقات مع واشنطن

سربت ويليكيس وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية في دمشق بعنوان “رجل أعمال يقدم خدماته كمحاور سياسي” بتاريخ 6 نيسان 2009.

وادعى نحاس خلال لقائه مسؤولين من السفارة الأمريكية في مكتبه أنه أحد أفراد “لجنة رباعية” تناقش الشؤون الدولية، تضم كل وزير الخارجية وليد المعلم، ومعاون نائب رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف، ورئيس شعبة المخابرات العماد آصف شوكت، واصفاً إياهم بأنهم من “الموالين للولايات المتحدة”.

واعتبر نحاس أن المشاعر المناهضة لأمريكا في سوريا تعود إلى علاقة سوريا بالاتحاد السوفيتي السابق، إذ أن الكثير من الوزراء والنواب تلقوا تعليماً في أوروبا الشرقية، وتعرضوا لعملية غسل دماغ.

ووصف نحاس العقوبات #الأمريكية على سوريا بأنها “كارثة علاقات عامة”، مشيراً إلى أن العقوبات ليس لها أي تأثير اقتصادي على سوريا، لكنها زودت متشددي السلطات السورية بحجة لاستخدامها ضد رغبة الأسد في علاقة أفضل مع واشنطن.

أدوار مستقبلية متوقعة لنحاس البعيد عن العقوبات

على الرغم من دعم نحاس للسلطات السورية، إلا أنه من رجال الأعمال القلائل الذين لم يتعرضوا لعقوبات غربية، فهو يمتلك شبكة علاقات واسعة مع تلك الدول، بالإضافة إلى علاقات مميزة مع إيران، وهذا ما قد يجعل مجموعته تلعب أدواراً اقتصادية مهمة في السنوات المقبلة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة