بغداد – محمد الجبوري

في ظروف غامضة، تحصل لأول مرة في عمليات تشكيل الحكومات العراقية السابقة، أعلن رئيس الجمهورية #برهم_صالح، تكليف #محمد_توفيق_علاوي، بتشكيل الحكومة الجديدة، دون حضور رئيس البرلمان وقادة الكتل السياسية، هكذا تمّت عملية التكليف.

تكليف علاوي، يعد الأول الذي لم تنشر فيه وثيقة التكليف الصادرة من رئاسة الجمهورية، كما لم يتم نشر كتاب القوى السياسية، المسؤولة عن تكليف علاوي، والتي لابد من ترشحه عبر #الكتلة_الأكبر، وفق الدستور العراقي.

تكليف “علاوي”، لاقى رفضاً شعبياً كبيراً في ساحات التظاهرات في العاصمة #بغداد، وباقي المدن الجنوبية، فيما هدّد المحتجون بتصعيد أكبر وأقوى، احتجاجاً على تكليفه، كونه مرشح القوى السياسية، ولا تنطبق عليه المواصفات التي طالبوا بها منذ انطلاق ثورة أكتوبر.

كما نأت قوى عراقية بارزة بنفسها عن تكليف “علاوي” بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، على راسها #حزب_الدعوة، بزعامة #نوري_المالكي، و #ائتلاف_النصر، بزعامة #حيدر_العبادي، و #ائتلاف_الوطنية، بزعامة #إياد_علاوي، بشكل رسمي.

بينَما نفت قوى سياسية أخرى تدخلها بترشيح “علاوي”، من خلال تصريح نواب تابعين لها، منهم #كتلة_صادقون، التابعة لحركة #عصائب_أهل_الحق، و #تيار_الحكمة، بزعامة #عمار_الحكيم.

ما علاقة كوثراني؟

وكشفت مصادر سياسية لـ “الحل العراق”، أن «تكليف محمد توفيق علاوي، جاء بعد تدخل مباشر من قبل مسؤول الملف العراقي في #حزب_الله اللبناني، #محمد_كوثراني، الذي يعد بديل #قاسم_سليماني في العراق، كلاعبٍ اساسي ومؤثر في المشهد العراقي».

وبينت المصادر، أن «كوثراني، استطاع من أن يقنع زعيم #التيار_الصدري بترشيح علاوي، كما ضغط على زعيم #تحالف_الفتح، #هادي_العامري، الذي كان رافضاً لعلاّوي، منذ طرح اسمهِ خلال المفاوضات طيلة الأشهر الماضية».

وأكدت المصادر، أن «كوثراني، عقد أكثر من ثلاث اجتماعات مع علاوي، قبل تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، في #بيروت، اتفق خلالها على سياسة الحكومة المقبلة، وعلى رأسها استمرار #النفوذ_الإيراني، واستغلال علاقات علاوي مع #واشنطن من أجل مصالح #طهران والجماعات المسلحة الموالية إلى #إيران».

وأضافت، أن «الجهات المسؤولة عن تكليف “علاوي” لرئاسة الوزراء، هي “الصّدر والعامري” حصراً، بعد دفعه من قبل “كوثراني”، وليس لباقي الأطراف السياسية تدخلٌ بهذا الترشيح، و “صالح” وافق عليه، كونهُ قُدِّم من قادة أكبر كتلتين في البرلمان».

خيارٌ عراقي

إلى ذلك قال النائب عن “تحالف الفتح”، “حسين اليساري”، لـ “الحل العراق”، إن «قرار اختيار محمد علاوي، عراقي، بعيدٌ عن أي تدخلات خارجية من أيّ جهةٍ كانت، كما يحاول البعض الترويج لذلك، لأهداف سياسية».

وأضاف اليساري، أن «اختيار علاوي، جاء بعد (توافق واتفاق) بين “زعيم تحالف الفتح هادي العامري، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصّدر”، وبمشاورة أطراف سياسية أخرى من مختلف المكونات».

وأكد النائب العراقي، أن «رئيس الجمهورية “برهم صالح”، كان أيضاً موافقاً على ترشيحه، رغم أنه رفض مرشحين سابقين، بسبب رفضهم من قبل المتظاهرين»، مُستدركاً، «لكن هناك رسائل وصلت لصالح من جهات مؤثرة في التظاهرات، بأنهم مع هذا الترشيح».

تحالفٌ ثُلاثي

أما السياسي العراقي “مثال الآلوسي”، فقال لـ “الحل العراق”، إن «النفوذ الإيراني استطاع من جديد، فرض مرشح على القوى السياسية، من أجل استمرار هذا النفوذ بعلاوي الذي تعهّد بحماية هذا النفوذ، خلال توليه رئاسة الحكومة المقبلة».

وبين الآلوسي، أن «التحالف، الذي جاء بعبد المهدي، وهو (إيران، الصّدر، العامري)، هو نفسه جاء بمحمد علاوي، فهم اختاروا أكثر شخصية مقاربة لعبد المهدي، من ناحية الضعف، من أجل السيطرة عليه وعلى مفاصل الدولة العراقية، كما يحصل حالياً في الحكومة العراقية الحالية».

وأكد السياسي العراقي، أن «الولايات المتحدة الأميركية، ليس لها أي تدخل في ملف تشكيل الحكومة العراقية، ولم تتدخل بقضية اختيار علاوي أو رفضه، فهي تتعامل مع منهج الحكومة وليس مع الأشخاص، ولهذا هي رحّبت بهذا التكليف، ونتنظر ما يفعله علاوي، وكيف سيتعامل معها، وعلى هذا الأمر يكون لها موقفاً رسمياً من الحكومة العراقية المُقبلة».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.