الحل العراق – محمد الأمير

لا يُخفى على أحَدٍ الدور الذي يلعبه رجل الدين #مقتدى_الصدر في السياسة العراقية منذ عراق ما بعد “صدّام حُسين”، وحتى الحين، فهو أول من شكّل قوات تتبع له خارج نطاق الدولة والقانون في ٢٠٠٤.

وهو أيضاً (عرّاب) السياسة في الحكومات الأربع المُتعاقبة منذ ٢٠٠٦، ولم يَمّرّ رئيس حكومة منذ ذاك حتى لحظتنا هذه دون أن تتم بمُباركته وبموافقته، فارضاً نفسه على المشهد السياسي بكل علانيّة.

لكن منذ أن اندلعَت الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر من العام الماضي، ونشاط “الصّدر” يزداد يوماً بعد يوم، وتغريداته تجيء الواحدة تلو الواحدَة بسُرعَة البرق، مُحاولاً فرض نفسه على #ثورة_تشرين كما تُعرف في البلاد.

حتى أثارَت سياسته وتغريداته تلك العديد من التساؤلات عن الطريقة التي بات يتحدث بها زعيم #التيار_الصدري مُباشرة، وبتهديدات علنية، وهي نفس الطريقة التي يتعامل بها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلاميّة الإيرانية #علي_خامنئي.

عن هذا الموضوع، قالَ الكاتب والمحلل السياسي “هلال العبيدي” إنه، «بعد مقتل قائد #فيلق_القدس الإيراني #قاسم_سليماني، ونائب رئيس هيئة #الحشد_الشعبي القيادي #أبو_مهدي_المهندس، فإن #إيران أعطت صلاحيات أكبر للصدر».

مبيناً في اتصال مع “الحل العراق” أن «إيران تريد جعل الصدر رجلها الأول في #العراق، كما هو الحال مع #حسن_نصرالله في #لبنان و “عبد الملك الحوثي” في #اليمن، لذلك فإن قوة التغريدة الأخيرة استمدها من الدعم اللا محدود الذي يتلقاه من #طهران».

كما أضاف، أن «اختفاء قادة الميليشيات عن الأنظار بعد مقتل سليماني، جعل إيران تُسلّم الملف العراقي كاملاً لمقتدى الصدر، كونه بعيداً عن الملاحقة الأميركية في الوقت الحالي».

من جهة أخرى، أشار المحلل السياسي “أحمد الدخيل” إلى أن «إيران أدركت بأن زعيم التيار الصدري، هو الوحيد القادر على إنهاء التظاهرات والسيطرة على الشارع».

وقال “الدخيل” مراسل “الحل العراق”، إن «النظام الإيراني جرّب قادة الميليشيات، ومن بينهم #هادي_العامري و #قيس_الخزعلي و #أكرم_الكعبي ولكنهم فشلوا في السيطرة على الشارع العراقي، لذلك ذهبَت إلى الصدر مؤخراً وأعطته دوراً كبيراً».

مُبيناً، أن «الصّدر يتصرف الآن وكأنه “الولي الفقيه” و “المرشد الأعلى”، متجاوزاً بذلك حتى #مرجعية_النجف، وهذا يدل على الثقة التي يمتلكها نتيجة الدعم الإيراني المطلق الممنوح له».

ولفتَ “الدخيل”، إلى أنه «بعد مقتل سليماني خشيَت إيران من فقدان السيطرة على العراق، لذلك حلّت خلافات الصّدر مع قادة الميليشيات، ونجحت في ذلك، وأعطته دوراً كبيراً ليمثل سياستها متجاوزاً قادة الأحزاب والحكومة العراقية».

وكان “الصّدر”، قد دعا في تغريدة له عبر “تويتر”، اليوم الأحد، إلى «ضرورة وجود تنسيقٍ بين أصحاب القبعات الزرق (وهم أنصار #سرايا_السلام) وبين القوات الأمنية لإنهاء الاحتجاجات في البلاد».

ويواصل المتظاهرون في بغداد، ومحافظات وسط وجنوب العراق، احتجاجاتهم للشهر الرابع على التتابُع، مُطالبين بحل البرلمان، ورحيل الطبقة السياسية الفاسدة على حَدّ قولهم، ومحاكمة المتورطين بقتل المتظاهرين، وإجراء انتخابات نيابيّة مُبكرة.

تحرير – ريان جلنار

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.