مع استمرار العمليات العسكرية والنزوح من قرى وبلدات ريفي إدلب الجنوبي والغربي، ازداد الضغط على المخيمات التي اكتظّت بالنازحين، وباتت هذه المخيّمات غير قادرة على استيعاب أعدادٍ إضافية من النازحين.

هذا الواقع، خلق ظاهرةً جديدة داخل #المخيّمات هي بيع الخيام للنازحين القادمين الجدد إلى المخيّمات، إمّا عن طريق نازحين أقدم منهم حصلوا على خيامٍ إضافية أو عن طريق محال تجارية متخصّصة بذلك، تقوم بشراء الخيام الفائضة من نازحين قديمين وتبيعها لنازحين جدد.

أكثر من مليون ونصف نازح منذ توقيع اتفاق سوتشي

منذ اتفاق سوتشي بين الرئيسين الروسي (فلاديمير بوتين) والتركي (رجب طيب أردوغان) في أواخر سبتمبر/ أيلول من عام 2018، الذي ينص على وقف العمليات العسكرية وإنشاء منطقة منزوعة السلاح في الشمال السوري، وصل عدد النازحين السوريين إلى 1.6 مليون نازح من ريفي #حماة وإدلب نحو القرى والمخيّمات الحدودية، وذلك وفقًا لتقرير نشره فريق “منسّقو الاستجابة” يوم الجمعة 31 يناير/ كانون الثاني.

وذكر الفريق في تقريره أن “الحملة العسكرية الأولى على الشمال السوري في أكتوبر/ تشرين الثاني 2018 أسفرت عن نزوح 37 ألف مدني، في حين أدّت الحملة في مطلع 2019 إلى نزوح 988 ألفًا، فيما أسفرت الحملة الثالثة في شباط 2019 عن نزوح 382 ألف مدني، بينما أدّت الحملة الخامسة والجارية حالياً إلى نزوح نحو 120 ألف مدني.

وحتّى الآن، ما زال مدنيون من ريف #إدلب الجنوبي والشرقي يستمرّون بالنزوح، على وقع استمرار الغارات الجوية والقصف واتساع رقعة #المعارك، حيث من المرجّح أن يرتفع هذا الرقم أكثر.

الخيمة بـ 120 دولار… تجار خيم في مناطق النزوح

يقول (أبو فراس)، وهو نازح من بلدة عطشان في ريف حماة لموقع (الحل نت) “أعيش مع أسرتي منذ أربع سنوات في القاطع الشمالي لمخيّم أطمة، وفي كل فترة تأتي منظمات وتعلن فتح التسجيل على خيم جديدة تريد توزيعها على النازحين”.

وأضاف (أبو فراس)، أن خيمته اهترأت مع الزمن، وفي كل مرة يحاول فيها الحصول على خيمة لا يتم الموافقة على طلبه، في حين يُمنح نازحون آخرون خيماً جديدة رغم أنّهم ليسوا بحاجتها، ليقوموا بعد ذلك ببيعها لنازحين جدد، على حد قوله.

وأضاف (أبو فراس)، أنه خلال فترة إقامته في المخيم، لاحظ أن بعض النازحين يقومون بتفريغ خيمتهم والخروج منها عندما تأتي المنظمات لعمل إحصاء، من أجل منحهم خيمة جديدة.

قبل أسابيع، وخلال اشتداد القصف على مدينة معرّة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، نزح (رياض زيدان) مع زوجته من المعرّة واتجه نحو أحد المخيّمات على الحدود التركية، ولكن إدارة المخيّم أخبرته بأنّ المخيّم لا يوجد فيه أي شاغر لاستقباله.

قال زيدان لموقع (الحل نت) “لم أكن أملك أموالاً لاستئجار منزلٍ، ولم أجد مكاناً للبقاء فيه مع زوجتي، فعرض عليَّ أحد النازحين التوجّه إلى محلٍ تجاري يبيع الخيم في محيط المخيم، وهناك اشتريت خيمة بمبلغ 120 #دولار أمريكي، وشيّدتها داخل المخيّم لأتمكّن بعدها من الحصول على مأوى مع زوجتي.

وفي هذا السياق، اتهم نازح (رفض الكشف عن اسمه)، بعض #المنظّمات بإعادة شراء الخيام مرة أخرى بعد توزيعها على النازحين، الذين يقومون ببيعها إلى تجار خيام انتشروا مؤخّراً في مناطق المخيّمات.

أراضي خيم النازحين لها ثمن أيضاً!

وإذا كان (رياض زيدان) حصل على مأوى بمجرّد شرائه للخيمة، فإن غيره من النازحين، اضطروا إلى شراء الخيمة، وشراء الأرض، التي سوف يشيّدون خيمتهم عليها داخل المخيّم.

(أبو أحمد) 43 سنةً، نزح من ريف إدلب إلى مخيّم قرب بلدة حارم في ريف إدلب، هناك اضطر إلى شراء خيمة وأرض لوضع الخيمة عليها.

قال (أبو أحمد) لموقع (الحل نت) “حتّى بعد شرائي للخيمة بـ 100 دولار أمريكي، ولكن خلال محاولتي تشييدها، عرفت أنّه لا يوجد مكان للخيمة، فاضطررت لشراء المكان من أحد النازحين بمبلغ 60 دولار.

وأوضح أن سبب رغبته بتشييد الخيمة داخل المخيم، هو من أجل الاعتراف به كنازح في هذا المخيم وتسجيله والحصول على المساعدات والعلاج لاحقاً.

واقترح (أبو أحمد) أن تتم مكافحة المحال #التجارية، التي تبيع الخيام للنازحين وكل من يتاجر بها، لأنّها ضرورة أساسية لجميع النازحين، بحسب تعبيره.

إيواء نازحين في مغارات أثرية ومساجد

وبسبب زيادة عدد النازحين من جهة، وعدم وجود ما يكفي من الخيام والشواغر داخل المخيّمات من جهةٍ أخرى، اتجه عدد من النازحين، الذين لا يملكون الأموال لاستئجار منازل، أو شراء الخيام، إلى الإقامة في المغارات الأثرية، بينما اتجه البعض الآخر للبحث عن مراكز إيواء أو المكوث داخل المساجد أو الصالات الرياضية بحثاً عن مأوى يقيهم برد الشتاء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.