السليمانية – محمد الأمير

منذ سنوات طويلة والطيران التركي يشن غارات مستمرة تستهدف مناطق وقرى داخل #إقليم_كردستان العراق، ومناطق أخرى في محافظة #نينوى وتحديداً بالقرب من قضاء #سنجار.

السلطات التركية تبرر ذلك القصف، لأجل ملاحقة عناصر #حزب_العمال الكردستاني، إذ تقول #أنقرة إنهم يشكلون خطراً عليها، ويتخذون من “جبل قنديل” القريب من السليمانية ومناطق أخرى في محافظة #دهوك، بالإضافة لقضاء سنجار، وينطلقون من تلك المناطق لاستهداف الأراضي التركية.

وفي ظل الحديث عن قرارات ستصدر من #الحكومة_العراقية بإخراج #القوات_الأميركية من #العراق، ثمة سؤال يطرح من قبل العديد من المراقبين والمتابعين للشأن العراقي، ماذا بشأن القواعد التركية والأعداد الكبيرة من الجيش التركي الذين يتواجدون في عدة قواعد داخل إقليم كردستان؟.

/١٩/ قاعدة

عضو تنظيمات #الاتحاد_الوطني الكردستاني في دهوك “علي ورهان”، أكد، أن عدد القواعد التركية الرسمية داخل إقليم كردستان هي /١٩/ قاعدة.

مبيناً في اتصال مع “الحل العراق”، أن «أكبر القواعد هي تلك التي تقع في منطقة كوني ماسي بمحافظة دهوك، وهي معسكر هجومي ويضم حوالي /1500/ عنصر من القوات التركية المدرعة».

وأضاف، أن «القواعد التركية التي تضم القوات التركية تتواجد بعمق /40/ كم داخل الإقليم، وفيها قواعد كاملة للمخابرات وعناصر الأمن التركي، وهؤلاء يمارسون أعمال التجسس والمراقبة داخل كردستان العراق».

وأشار إلى أن «وجود القوات التركية يتركز بمناطق “شيلادزي والعمادية وبامرني وسنكي وسيري وكومري وسري زير”، وأغلب المناطق تقع داخل محافظة دهوك، هذا بالإضافة لوجود قواعد تركية مؤقتة وهؤلاء يدخلون بشكل يومي ويخرجون داخل حدود الإقليم بحوالي /20/ كم».

ماذا عن قاعدة بعشيقة؟

مسؤول إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى “غياث سورجي” أشار إلى أن «القوات التركية تتواجد فوق جبل #بعشيقة بسهل نينوى منذ أكثر من خمس سنوات»

“سورجي” قال لمراسل “الحل العراق”، إن «عدد القوات التركية المتواجدة في قاعدة بعشيقة هم حوالي /600/ عنصر من الجيش والمخابرات، وهم عبارة عن قوة مدرعة تصلهم الإمدادات العسكرية والغذائية عن طريق الطائرات التي تهبط داخل القاعدة التي تحتوي على مدرّجٍ عسكري».

وبين، أن «القوات التركية تخترق الحدود العراقية بواقع /400/ كم، في منطقة لا وجود فيها لعناصر حزب العمال الكردستاني إطلاقاً، ولكن هي منطقة استراتيجية مهمة وتسيطر من خلالها #تركيا على محافظتي نينوى و #أربيل، كونها تتواجد على قمة جبلية مرتفعة تقع بين المحافظتين المذكورتين».

أعداد القوات التركية؟

الباحث في الشأن الأمني “هاوكار الجاف”، أكد، أن «القواعد التركية المتواجدة في العراق وتحديداً في إقليم كردستان هي قوات محتلة ويجب طردها من قبل الحكومة والبرلمان العراقي».

“الجاف” قال لـ “لحل العراق” إن «هنالك اتفاقية سابقة بين نظام “صدّام” وتركيا تسمح للأخيرة بعبور الحدود العراقية بعمق /10/ كم فقط، من أجل ملاحقة العناصر المسلحة وتحديداً من حزب العمال».

ولفت إلى، أن «ما يحدث حالياً هو أن تلك القوات تتواجد بمراكز المدن و بمسافات تصل إلى مئات الكيلو مترات، وهذا يعتبر مخالفة كبيرة للاتفاقية المنصوص عليها سابقاً، والتي لم تتحدث إطلاقاً عن السماح لتركيا بإنشاء القواعد والمطارات العسكرية داخل الإقليم».

وأوضح، أن «أعداد القوات التركية الموجودة في العراق تعتبر من أكبر القوات الأجنبية في البلاد، والتي يصل عددها لحوالي /10/ آلاف مقاتل، وساهمت بعمليات قتل وقصف وتهجير لمئات المواطنين من مناطقهم».

لا تتحمل المسؤولية

عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، “ريبين سلام”، ذكر أن «الاتفاقية السابقة التي وقعها العراق، مع تركيا لم تلغَ بعد، وبالتالي فإن أنقرة تستخدمها كورقة لإثبات شرعية تواجدها داخل إقليم كردستان».

لافتاً خلال حديثه لمراسل “الحل العراق” أنه «وفقاً للدستور العراقي فإن سيادة الأراضي تخضع للسلطة الاتحادية، وهذا يحمل الحكومة و البرلمان العراقي مسؤولية العمل على إخراج القوات الأجنبية بما فيها التركية من العراق، إذا رأت عدم وجود ضرورة لتواجد تلك القوات».

وتابع، أن «وجود قوات حزب العمال الكردستاني داخل أراضي الإقليم واستخدامه تلك الأراضي لشن الهجمات العسكرية ضد تركيا، يعطي الحجة لأنقرة لإبقاء قواعدها العسكرية وقواتها داخل كردستان».

وأشار إلى أنه «في أكثر من مرة وعلى لسان رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني #مسعود_بارزاني وقيادة الإقليم طلبوا من عناصر حزب العمال الانسحاب، وترك مواقعهم، لكنهم يصرون على إعطاء الحجة لتركيا وجعل الإقليم ساحة لنشاطاتهم التي تسببت بتهجير ونزوح المئات من المواطنين ووقوع الأضرار الكبيرة على الإقليم».

مبيناً أن «الاتهامات التي توجه للحزب الديمقراطي الكردستاني بأنه هو من سمح للقوات التركية بإنشاء تلك القواعد غير صحيحة إطلاقاً، لأننا في أكثر من مرة طلبنا من القادة الأتراك الانسحاب ولكنهم قالوا لنا بالنص: هل ستتمكون من إيقاف هجمات حزب العمال الكردستاني ضد الأراضي التركية».

البرلمان العراقي

عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية “بدر الصائغ”، أشار إلى أن «قرار البرلمان العراقي يلزم الحكومة العراقية بالعمل على إخراج القوات الأجنبية كافة ولا يستثني أي قوة عسكرية تتواجد على أراضي البلاد».

وأوضح في حديثه لـ “الحل العراق”، أن «العراق قد تعافى بشكل كبير ولم تعد التنظيمات المتطرفة تشكل تهديداً كما كانت في السابق، والقوات الأمنية قادرة على التعامل مع التهديدات الأمنية، لذلك فإن من أهم واجبات الحكومة المقبلة هو إخراج جميع القوات الأجنبية، بما فيها القوات التركية».

تحرير- ريان جلنار


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.