رصد – الحل العراق

لم تمر ليلة #النجف الداميَة دون أن تُخلّفَ الكثير من القصص المؤلمة، كما قصص الهجومات الماضية على المتظاهرين في #بغداد، و #ساحة_الحبوبي في #الناصرية.

ليلَة النجف التي قمعَ فيها أمس الأربعاء، ميليشيا #القبعات_الزرق التابعة لـ #مقتدى_الصدر، المحتجّين في #ساحة_الصدرين وسطَ المدينة، وخَلّفوا وراء هجومهم /٨/ قتلى، و أكثر من /٧٥/ جريح، ما مرّت تلك الليلة دون أن تغصّ مواقع #التواصل_الاجتماعي بقُصّتين ملؤُهُما الحُزن والحسَرات.

القصة الأولى، بطلتها “فَتاةٌ” لم تتعرّض لقَمعٍ أو انتهاك، إنّما تعرّفَت على جثّة أخيها عبر صفحات “فيسبوك” صُدفَةً، لتَرُدّ على تلك الصفحات التي نشرَت صورته، من أجل معرفة أهل الضحيّة، بتعليقٍ كتبَت فيه بـ (اللهجَة الجنوبيّة) التي تغُصّ بالأنين، كما يقول أهل العراق: «وِلكُم هذا أخوية».

لتتحوّل تلكَ الجُملَة «وِلكُم هذا أخوية» إلى هاشتاغ انتشرَ كالنار في الهشيم عبر موقع “تويتر”، تداولَ فيه رواد ذلك الموقع، صورة للصفحة التي نشرت جثّة أخيها، ولتعليقها على تلك الصفحة، مُعلنين عن تضامنهم مع “حوراء”، في منشورات كتبوها على حسابها في “فيسبوك”.

أما القصة الثانية التي تناقلها ناشطون عراقيون، فهي لشاب جامعي اسمُه “مهنّد”، حيثُ طلب “إبراء ذمّته” قبل أن يقتل بساعات قليلة عندما توجّه لمركز الاحتجاجات في محافظة النجف بـ “ساحة الصدرَين”.

“مهنّد” الذي قتلته ميليشيا “القبّعات الزرق”، كتبَ في قصّةٍ (ستوري) له على حسابه في “إنستجرام” قالَ فيها باللهجة الدارجة: «رايح للساحة، إبرولي الذمة، ما أعرف شيصير»، وهذا ما اعتبره المغردون أنه وداع للأصدقاء قبل أن يلقى حتفه على يد الميليشيات.

قصة “مهند” هي الأخرى منذ الأمس وحتى اللحظة، تلاقي رَواجاً هائلاً، على مواقع “التواصل الاجتماعي”، حيثُ عبّر آلاف عن حزنهم الشديد لوفاة الطالب الجامعي على يد ميليشيات رجل الدين “الصدر”، مُعبّرين عن غضبهم من “الصّدر” وميليشياته، الذين يحاولون جر البلاد لاقتتال داخلي كما يقولون.

ومنذ الأول من فبراير الحالي، يتعرّض المحتجّون في #ساحة_التحرير ببغداد، و النجف، و #بابل، إلى الترهيب، والقمع المُفرط، على يد ميليشيا “القبّعات الزرق”، التابعة لـ “مقتدى الصدر”، دون أن تُحرّكَ القوات الأمنية ساكن.

فيما يواصل المتظاهرون في #بغداد، ومحافظات وسط وجنوب العراق، احتجاجاتهم للشهر الخامس على التتابُع، مُطالبين بحل البرلمان، ورحيل الطبقة السياسية (الفاسدة) على حَدّ قولهم، ومحاكمة المتورطين بقتل المتظاهرين، وإجراء انتخابات نيابيّة مُبكرة.

تحرير – ريان جلنار


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.