ليس فقط في ريف ديرالزور.. “التنّور” حاضر في بيوت المدينة

ليس فقط في ريف ديرالزور.. “التنّور” حاضر في بيوت المدينة

“التنور” اسم معروف في بيوت الأهالي بريف #دير_الزور على العموم، فلا يمكن الاستغناء عنه على الرغم من تطور الحياة وتعدد وسائل صناعة الخبز في الوقت الراهن.

إذ لم يقتصر وجوده ضمن مناطق الريف فحسب، بل بات حاضراً في معظم بيوت المدينة أيضاً بالتزامن مع الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعيشها المحافظة.

تقول (أم حسان) من ريف ديرالزور الغربي، لموقع “الحل نت”، إن “صناعة التنانير تعد بمثابة العرف المتوارث في المنطقة منذ القديم، فهي مهنتي منذ أكثر من 20 عاماً ورثتها عن أمي وجدتي، وقبيل الأحداث، كان الطلب عليها أكثر مقارنة بالوضع الراهن” لافتة إلى أنها “كانت تصنع 9 تنانير في الأسبوع الواحد، أما الآن نقص العدد إلى النصف، لأن نسبة كبيرة من سكان القرى والبلدات ما زالوا نازحين عنها” وفق قولها.

وعن طريقة صنع التنور تقول: “أخرج  في الصباح أنا وأبنائي، نبحث عن أحجار هشة لطحنها، ثم نقوم بانتقاء الأحجار الصغيرة والكبيرة بواسطة الغربال، وبعدها أضع الماء فوقها، وأقوم ببنائه بشكل دائري بدءًا من قاعدة إسمنتية، وأدوره حسب التقدير بمساعدة ابني، وأتركه لمدة أربعة أيام ليصبح قاسيًا، حيث أضع أكياسًا كبيرة فوقه ثم أجهز الطين حتى يصبح قابلاً لوضعه عليه، كما أنه يوجد ثلاثة أنواع: الكبير والوسط والصغير وفق رغبة الزبون”.

إينما وجد الطين والماء وجدت التنانير
تتابع (أم حسان) حديثها، بأن نسبة كبيرة من أهالي الريف يمكنهم صناعة التنانير بنفسهم، حيث تجد النساء، وفي بعض الأحيان الرجال أيضا،ً يأخذون الطين (الحري) الممزوج بالتبن الناعم، ثم يعجنونه جيداً ويستخرجون منه الشوائب من أعواد صلبة وأعشاب وجذور غليظة، ويمد كل أفراد العائلة المتخصصة في صناعة التنور يد المساعدة، فتجد الصبية والصبايا الصغار يحملون ما يقدرون عليه من الطين لذويهم، أو ربما يقلدونهم بصناعة التنانير الصغيرة، على حد وصفها.

يعدُّ التنور بمنزلة الفرن الآلي في أيامنا هذه، وفق (سميرة السليمان) من سكان مدينة ديرالزور، وتضيف في حديثها لموقع “الحل نت”، أنه قبيل 2011 كان اعتماد سكان المدينة على الأفران الآلية المنتشرة بكثافة في غالبية الأحياء، إلا أن ظروف الحرب  وسنوات الحصار التي فرضها تنظيم #داعش على الأحياء المأهولة فيما مضى، دفع بعدد لا بأس به من العوائل لصناعة تنانير الخبز حيث كانت منقذ لهم آنذاك.

وأشارت إلى أن التنور الطيني انتشر بشكل كبير في حيي طب الجورة وهرابش، إلا أن بعض العوائل في حيي القصور والموظفين اعتمدوا على التنور المعدني بدلاً عنه، لأن نظام المنازل في تلك الأحياء يصعب وضع تنور طيني بداخلها أو على سحطها.

ولفتت (السليمان) إلى أن التنور في يومنا هذا، بات حاضرًا في منازل المدينة، سواء المعدني أو الطيني يرسم صورة تراثية واضحة، بخبزه ذو اللذة والنكهة الفريدة من نوعها، وهو ما دفع الأهالي على العموم  للتمسك به.

واختتم محمد العامري (من سكان مدينة #الميادين) قائلاً  إن “التنور الطيني يدوم فترة أطول من التنور المصنوع من المعدن والصفيح، ويبقى ما يُطهى في تنور الطين هو الأطيب والألذ سواء كان خبزاً أو كعكاً أو وجبات غذائية أخرى،  حتى أن شوي السمك، خصوصا في موسم الصيد لا يحلو إلا في تنور الطين”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.