رئم عادل

عبّرت احتجاجات العراقيين خلال الأشهر الماضية، وهي ما باتت تُعرف بـ”ثورة اكتوبر”، عن قهر دام لـ/16/ عاماً من سوء الخدمات وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وتراجعٍ في البنى التحتية، واستفحال ظاهرة الفساد المالي والإداري لدى #الأحزاب الحاكمة التي تتبنى العمل بطريقة “#المحاصصة” الطائفية والقومية.

ومع انطلاق شرارة انتفاضة الأول من أكتوبر 2019، ومواجهة المتحجين برصاص “#الطرف_الثالث”، وهي مجاميع مسلحة مجهولة، ترفض #الحكومة_العراقية الإفصاح عن هويتها، فضلاً استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، وتعالي الأصوات المُطالبة بتعديل الدستور وإجراء انتخابات، حرص طلبة المدارس والجامعات على التحشيد لتظاهرات طلابية مليونية.

ويستخدم الطلبة، #مواقع_التواصل الاجتماعي لدعواتهم المساندة للمحتجين، من خلال إطلاق وسم #الموج_الأبيض، والذي يمثل الزي الطلابي في البلاد، إضافة إلى رفع شعارات معارضة للنظام الحكام.

ويعتبر مراقبون أن #الإضراب عن الدوام، كان ضربة موفقة، مثلت ضغطاً شعبياً كبيراً على الطبقة السياسية التي أضعفت اقتصاد البلاد ومزقته اجتماعياً وأضرت بعلاقات العراق خارجياً وداخلياً.

وشهدت ساحات الاحتجاج أخيراً، توجهاً طلابياً رافضاً لاستمرار نهج القمع والعنف الذي واجهه المنتفضين، لا سيما بعد بيان زعيم التيار الصدري #مقتدى_الصدر الذي دعا إلى “تطهير الساحات” من المخربين والمندسين ومحاسبة من يغلق المدارس، وقد خرج الطلبة بتظاهراتٍ مليونية في أكثر من /7/ مدنٍ عراقية، بتنسيقٍ ذاتي.

فاضل البدراني ـ أرشيفية

الشعور بالأهمية

وعن محاولات الحكومة العراقية لإنهاء الإضراب، أشار فاضل البدراني، وهو أكاديمي وأستاذ بالجامعة العراقية في #بغداد، إلى أن «إنهاء الإضراب أمر صعب للغاية حالياً، لأن الحراك الشعبي ينظر إلى عددٍ القتلى وهم أكثر من /700/ شخص، والجرحى بحدود /25/ ألف، بينهم /5/ آلاف معاق، وجرّاء ذلك لا يقبل المتظاهرون بالتنازل عن حقوقهم، إضافة إلى تنامي الشعور بأهمية دور الطلبة بتغيير الواقع السياسي».

وأكد البدراني لـ”الحل العراق“، أن «الأسبوع الحالي شهد عودة الطلبة بحدود 30 بالمائة من مدارس العراق، ولكن التطورات الأخيرة وفي ضوء الهجوم الشرس على سوح الاعتصام والتظاهر بالنجف والناصرية وبغداد ستدفع الطلبة للعزوف مرة ثانية».

شرعيةٌ للثورة

وقال أشرف توفيق، وهو عضو تنسيقية اعتصامات طلبة الناصرية، أن «الحشود الطلابية خرجت إلى سوح التظاهر في مسيرات حاشدة لمساندة ساحات الاعتصام، وتمَّ نصب الخيام الطلابية وإعلان الإضراب عن الدوام تحت وسم “#ماكو_وطن_ماكو_دوام”، كما نظّم الطلبة فعاليات وكرنفالات ومهرجانات وبازارات من أجل جمع التبرعات للمحتجين، إضافة إلى تنظيم دورات للتوعية القانونية والسياسية والثقافية».

مؤكداً لـ”الحل العراق” أن «إضراب طلبة الجامعات والمدارس يُعطي شرعية إضافية للثورة من خلال تعطيل أهم وزارتين هما وزارة التعليم العالي ووزارة #التربية والتعليم».

الإضراب كان غائباً

أما الناشط مصطفى الصوفي، فقد رأى أن «الإضراب واحد من أهم وسائل وأدوات الاحتجاج، والطلبة هم عمود #الاحتجاجات، خصوصاً أن الحراك الطلابي لا يتحرك وفق  أجندة  سياسية بقدر التحرك وفق رؤية شعبية».

مبيناً لـ”الحل العراق“، أن «ظاهرة العزوف عن الدوام كورقة ضغط، كانت غائبة عن المشهد السياسي منذ ستينيات القرن الماضي، وقد أعادت احتجاجات تشرين هذه الظاهرة، وقد طالب الطلبة بوعيٍ لافت بتحسين الوضع العراقي من خلال مكافحة الفساد وفتح آفاق جديدة في الاقتصاد لتوفير فرص عمل».

رقية عبد ـ أرشيفية

حقٌ دستوري

وعقب حملات زج المتظاهرين والطلبة في السجون على أيدي #قوات_الأمن دون مذكرات اعتقال رسمية، أوضحت #رقية_عبد، وهي حقوقية عراقية أن «النصوص الدستورية والقانونية لم تحرم الاعتصام أو تمنعه أو تعاقب عليه بل أنها تعطيه الشرعية حسب القانون المدني العراقي».

مؤكدة لـ”الحل العراق“، أن «اشتراط الإجازة أو الرخصة لأجل الاعتصام أمر غير صحيح دستورياً، بحسب الدستور العراقي، الذي نصَّ على حرية الاجتماع والتظاهر السلمي وينظم ذلك بقانون، لكن #مجلس_النواب لم يقم إلى الآن بسن قانون ينظم حرية التظاهر».

أما بالنسبة إلى موقف الحكومة من الأحداث الأخيرة فقالت إن «ما يحدث من انتهاكات بحق المتظاهرين من الشباب والطلبة السلميين، يعد الخيار الأوحد بالنسبة للحكومة لإنهاء الاعتصام السلمي للطلاب الذي يشكل ضغطاً كبيراً عليها».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.