رصد – الحل العراق

على أرض الواقع، أثار اختيار #محمد_توفيق_علاوي، لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة، خلفاً للمستقيل #عادل_عبد_المهدي، موجة من الغضب لدى الشارع العراقي المُحتج منذ خمسة أشهر ضد ما يسمونه «فساد الحكومات».

غضب المتظاهرين في وسط وجنوب #العراق، كما #بغداد، هو ليس لشخص “علاوي”، قدر ما هو للطريقة التي جيئت به، إذ هي نفسها التي جاءت بسلفه، طريقة التفاهمات والتوافقات السياسية، فضلاً عن أنه من ضمن الطبقة السياسية التي خرجوا عليها، وليس ممن لم يتسنّموا أيما منصب بعد ٢٠٠٣، كما طالَبوا.

لكن أيضاً، وبحسب موقع “جادة إيران”، فإن طريقة تكليف “علاوي” جاءت بذات طريقة “عبد المهدي”، أي بضغط إيراني، عن طريق قائد #فيلق_القدس الإيراني السابق، #قاسم_سليماني، وهي ذاتها التي جاءت بعلاوي، بمعنى أن نهج “سليماني” عُمِلَ به، وبقي حاضراً عند أتباعه حتى بعد رحيله، بمعنى آخر، كان “سليماني” هو الحاضر الغائب في هذه المرّة.

حيث جاء اختيار وزير الاتصالات الأسبق، نتيجة توافقات بين قوى سياسية موالية لإيران، وذلك بعد فترة قصيرة من اجتماع في مدينة #قم الإيرانية ضم عدد من قادة الفصائل العراقية الموالية لـ #طهران مع قادة إيرانيين؛ لبحث إعادة التشكّل الجديد من أجل إخراج القوات الأميركية ومواجهة التظاهرات.

ووفقاً لـ “جادة إيران”، فإنه في ذلك الاجتماع، حدث تطور سريع في مواقف زعيم #التيار_الصدري #مقتدى_الصدر، حيث ظهر توافق كبير بينه وبين رئيس #تحالف_الفتح، #هادي_العامري. ورأى الصدر أن تكليف “علاوي” رئيسا للحكومة الجديدة يُشكل «خطوة جيدة».

إذ، وبحسب الموقع، فإن التكليف جاء في ظروف مشابهة بشكل كبير لتكليف “عبد المهدي”، حيث بذل في ذلك الوقت كلاً من أمين عام #حزب_الله اللبناني #حسن_نصر_الله وقائد فيلق القدس “قاسم سليماني” حينها جهوداً كبيرة لحل الخلاف بين كتلتي “الفتح” بقيادة “العامري” و “سائرون” بقيادة “الصدر”، وهما الكتلتان الأكبر برلمانياً.

وطِبقاً للموقع، فإن خيار “علاوي”، جرى تزكيته لكون الأخير منتمٍ لحزب علماني، وليس من حزب ديني مرفوض شعبياً وهو ما يفسح له مساحة في الملفات الإقليمية والدولية، خاصة مع #واشنطن والدول الغربية، لكن مع الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية بين #إيران و #بغداد، بالإضافة إلى الكتل السياسية المدعومة إيرانياً، وذلك للحفاظ على التطلعات الإيرانية في المنطقة.

ومما سلف، فإن ذلك يؤشر بحسب “جادة إيران”، إلى أن حكومة “علاوي”، تشكّل استكمالاً لجهود “سليماني” السابقة في تشكيل حكومة عبد المهدي، وما سبقها، حيث دأبَ وسعى لإخراج العراق من النطاق الأميركي، وتعزيز النفوذ الإيراني في العراق، وهو ما تحقّق بشكل كبير، عبر آتباعه من الميليشيات في بغداد.

تحرير – ريان جلنار


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة