نشرت صحيفة «لاكروا» الفرنسية، أمس الثلاثاء، مقالاً تحليلياً تناول الرسائل التي أرادت إيصالها الحكومة السوريّة، بإعلانها إعادة فتح مطار #حلب الدولي أمام الرحلات التجارية. 

فقد أعلنت وزارة النقل السورية، الإثنين الماضي عن استئناف الرحلات الجوية التجارية من وإلى #مطار_حلب_الدولي.  وبذلك تعطي الحكومة رسالة مزدوجة بإعادة فرض السيطرة، وكذلك الإشارة إلى الانتعاش الاقتصادي الإيجابي، طبعاً إذا ما استطاعت الحكومة حل صعوبات إمدادات الطاقة.

يأتي إعلان #السلطات_السورية، عن إعادة فتحه أمام الرحلات التجارية، في توقيت مناسب لبشار الأسد، في الوقت الذي تدين فيه الأمم المتحدة «المستوى المروّع» الذي وصل إليه النزاع في شمال غرب البلاد. إذ تسبب هجوم «النظام السوري» وحلفائه في محافظة #إدلب في فرار أكثر من 900 ألف شخص منذ شهر كانون الأول الماضي. ومدينة حلب هي المدينة الثانية في سوريا بعد #دمشق، إلا أنها أيضاً العاصمة الاقتصادية القديمة للبلد.

ومنذ الهجرات الريفية في الستينيات من القرن الماضي، تم تقسيم مدينة #حلب بين جزء غربي متمدن وجزء شرقي ريفي. وقد ازداد هذا الانقسام في بداية “الثورة السورية” التي اندلعت في شهر آذار من العام 2011، عندما تمرد شرق حلب ضد «النظام»، بينما فضل غرب المدينة البقاء تحت حماية «الجيش السوري»، بحسب فابريس بالانش، عالم الجغرافيا المحاضر في جامعة ليون الثانية والمختص بالشأن السوري. 

وفي شهر كانون الأول من العام 2016، تمكن «النظام السوري» من فرض سيطرته مجدداً على كامل مدينة حلب، بعد مرحلة طويلة من القصف المدمر. 

لكن المعارضة المسلحة، والتي يدعم معظم مقاتلوها الحركات «الجهادية»، واصلت السيطرة لمدة ثلاث سنوات على حزام من المناطق المحيطة بالمدينة.

وقد تم تتويج هجوم «النظام السوري»، الذي بدأ في شهر كانون الأول من العام 2019 بدعم روسي، يوم الأحد الماضي، باستعادة بشار الأسد لغالبية المنطقة، بما في ذلك جزء هام من الطريق السريع بين حلب ودمشق. «وفي نشوة النصر، هناك العديد من الإعلانات والإشارات»، يقول بالانش.  

ويضيف محللاً: «إن في إعادة فتح مطار حلب والطريق السريع المؤدي إلى العاصمة رمز اقتصادي، وهي إشارة مطمئنة يتم إرسالها إلى المستثمرين الدوليين». ووفقا لهذا المتخصص بالشأن السوري، فإن «النظام» يأمل  اليوم أن يأتي رجال الأعمال لجس النبض وتقصي مناخ الاستثمار في حلب، وبالتالي إعادة الاستثمار في المنطقة، حيث ما يزال مقاتلو المعارضة المسلحة على الجانب الآخر من الطريق الدائري الغربي للمدينة. ويضيف بالانش: «أن استعادة فرض النظام سيطرته على المنطقة هي علامة أخرى على نصر بشار الأسد عسكرياً وأنه لن يترك السلطة أبداً».

من جهة أخرى، تشير الصحيفة إلى مدى ما عاناه سكان مدينة حلب منذ العام 2012. فما يزال شرق المدينة مدمراً. كما انخفض عدد السكان من 2.5 مليون نسمة في عام 2011 إلى مليون شخص كحد أقصى اليوم. وإذا كان الغرض من إعادة فتح مطار حلب أن يكون مطمئناً على المستوى الأمني، مما يضمن عدم توقف المنطقة بعد الآن، فإن حلب ما تزال تعيش في حالة من انعدام الأمن ونقص شديد في الطاقة. حيث يقول بالانش: «أخبرني السكان المحليون أن هناك كهرباء في أفضل الأحوال لمدة ساعتين في اليوم، وأن الجميع يهرع حين ذلك لتسخين المياه وإعادة شحن الأجهزة. ويبدو أن الشتاء قاسي للغاية هذا العام». 

وينهي هذا الأكاديمي حديثه للصحيفة بالقول: «إن آبار النفط في شرق #سوريا يسيطر عليها اليوم الأمريكيّون والأكراد. وطالما لم يتمكن (النظام) من السيطرة على مصادر الطاقة، لا يبدو واضحاً كيف ينوي حل مشاكل إدارة وتزويد المطار!».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة