علي الحياني

إلى شمال #العراق، حيثُ مدينة #كركوك، ذات التنوع الديني والقومي والمذهبي، التي تُعرف بـ “العراق المُصَّغر” ستكون وُجهتُنا، “كركوك” مدينَةٌ يجتمع فيها “العربُ والكُرد والتركمانُ، والآشورييون”، يمارسون حياتهم اليومية بمحبةٍ، بعيداً عن المشاكل والخلافات السياسية بين أحزابهم.

في كركوك، سوقٌ اسمُه #القيصرية، هذا السوق يُعدُّ من المعالمِ التاريخيةِ في المُحافظة، يعيشُ فيه الناسُ حياتهم دون ضجيج السياسة، يضحكون ويمرحون، يمارسون تجارتهم فيه ببيع الملابسِ والخياطةِ وهُم مُرتاحون.

استمرّوا، واستمرّ السوق هكذا، حتى جاءت ليلة الـ (26 من تشرين الثاني، 2018) لتُغيّر كل شيء، كانت ليلة حزينة في تاريخ أهالي كركوك، حيث تعرَّض السوق لحريقٍ كبيرٍ أسفر عن حرق /220/ محلاً.

معلمٌ تاريخي

الناشط والإعلامي، “إتيلا الأغا”، قال، إنَّ «أي مدينة في أي دولة كانت تفخر بإرثها ومعالمها التاريخية، ونحن في كركوك نفخر بالعديد من المعالم، من بينها “سوق القيصرية” الذي يُعدُّ من أبرز المعالم التي ظلت شاخصة، رغم الظروف التي مرَّت بها المدينة».

مبيناً في حديثه مع “الحل العراق“، أنَّ «القيصرية ظلَّت تستقبلُ التجّارَ والمواطنين طوال السنوات الماضية، وهي ذات تصميم رائع تضم في محتواها /12/ شُقّة، تدل على أشهر السنة، و /4/ أبوابٍ تدل على الفصول الأربعة، و /24/ ممراً على عدد ساعات اليوم الواحد، وأشياء أخرى تقي من الحرارة والبرودة مع تقلب فصول السنة».

وأضاف، أنَّ «هذه “القيصرية” بُنيَتْ في عهد الحكم العثماني سنة 1855، وتمَّ إعادة إعمارها سنة 1978، وبقيت شاخصة وتستقبل الزوار كأسواق تراثية، لكن الحريق الذي نشب بها في عام 2018، دمّّر السوق، وكانت ليلةً مرعبة في كركوك، لأنَّها أحرَقتْ ذكرياتهم».

وأشار إلى أنَّ «رغم كل ذلك، فإن السوق صمد أمام الحريق الهائل، نتيجة البناء الصحيح والمواد المستخدمة في بنائه، وبعدها تدخلت منظماتٌ معنيةٌ بالثقافة والأماكن التاريخية وتم إعادة إعماره بشكله الطبيعي، وسيجري افتتاحه خلال الأسابيع المقبلة».

سوق القيصرية – عدسة “الحل العراق”

تعايشٌ وتَزاوُج

الكاتب والمؤرخ “نجاة كوثر”، أكدَّ أنَّ «هذا السوقَ (روحُ) مدينةِ كركوكَ ومتنفسها، ويحمل في طياتهِ ذاكرة جميلة لسكان مدينة كركوك في جميع مكوناتهم».

مضيفاً في اتصال مع “الحل العراق“، أن «السوق يحمل قيمة معمارية كبيرة جداً، وتراث لمدينة كركوك وأهلها، الذين يحمل غالبيتهم ذكرى جميلة لوالدهِ أو جدَّه في هذا السوق».

وأوضح، أنَّ «سوق القيصرية ظلَّ حاضراً في ذاكرة جميع سكان كركوك، وليس التركمان فقط، واجتمع فيه التجار والباعة من جميع المكونات، “التركمان والكرد والعرب والآشوريين”،  إذ يرتدي كلُّ واحدٍ منهم الزي الخاص به، ويتكلم لغته الأُمِّ»

لافتاً إلى، أنًَ «أصحاب المحلات في سوق القيصرية لم يتأثروا بالخلافات السياسية بين أحزابهم، وكانوا  مَثلاً للتعايش السلمي والاجتماعي، ولا يُلقون بالاً لما يجري من حديث السياسة في وسائل الإعلام، وظلوا متحابين فيما بينهم، وحدثت زواجات عديدة بين أبناء التجّار وبناتهم، بخاصة بين أبناء التركمان والكرد».

“القيصرية” اثناء ترميمه – عدسة “الحل العراق”

4 لغات

في “سوق قيصرية كركوك”، ثمّة مواطنون عبَّروا عن فرحهم الغامر بعودة حملة الإعمار، على إثر الحريق الذي نشب في محلاته، والذي سبب وجعاً كبيراً لدى الأهالي.

المواطن “عامر علي” قال، إنَّ «جماليةَ “سوق القيصرية”، تكمُن عندما تدخل إليه وتجد الناس  فيه يمارسون حياتهم بصورة عفوية، وبكلِّ حُبٍ ووِد، حيث لا خلافات توجد بينهم».

لافتاً خلال حديثه مع “الحل العراق“، أنَّه «عندما تدخل للسوق وترى ما مكتوب على بواباته بجميع لغات مكونات كركوك، ستعلم كميّة التعايش والمحبة الموجودة بين جميع القوميات التي تسكن المدينة».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة