تغيّر المواقع الإيرانية في ديرالزور: بداية حرب عصابات أم خطوة احترازية؟

تغيّر المواقع الإيرانية في ديرالزور: بداية حرب عصابات أم خطوة احترازية؟

قامت الميليشيات الإيرانية، والعناصر الموالية لها من جنسيات سورية وغير سورية، أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، بتغير أماكن توزعها في محافظة ديرالزور، ولاسيما تلك الواقعة على مقربة من الحدود السورية – العراقية، على وقع التصعيد الجاري بين #واشنطن و#طهران، إثر مقتل قاسم سليماني، قائد #فيلق_القدس، الجناح الخارجي ل «#الحرس_الثوري الإيراني»، وأبي مهدي المهندس، نائب رئيس «#الحشد_الشعبي» العراقي، في غارة جوية أميركية، بالقرب من مطار بغداد، في الثالث من كانون الثاني/ يناير الفائت.

ووفق مصادر خاصة لموقع «الحل نت»، بدأت هذه الميليشيات باتخاذ تدابير أمنية جديدة، تتمثل بنقل وتغيير أماكن مستودعات الأسلحة والذخائر ونقاط المراقبة والمحارس، تخوفاً من استهداف جوي جديد لها في المنطقة، بعد تكبدها خسائر فادحة بالأرواح والسلاح والذخائر، خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2019، عقب ضربتين جويتين منفصلتين، خلال خمسة أيام، قتل خلالها ما لا يقل عن 40 مقاتلاً من الميليشيات الإيرانية، والعناصر الموالية لها، أغلبيتهم من الجنسية العراقية.

«الميادين» الوجهة الجديدة

وتقوم تلك المليشيات عمداً بجعل مقارها الرئيسة، ومخازن أسلحتها الجديدة، ضمن أحياء مكتظة بالسكان، ما يعرّض المدنيين للخطر، وفقاً للمصادر نفسها.

أكد (و. س)، وهو متطوع في «#لواء_القدس» من مدينة الميادين، لموقع «الحل نت» أن «الحرس الثوري الإيراني عمل على إنشاء قواعد عسكرية جديدة  له بالقرب من الثانوية الصناعية القديمة، وعند دوار النادي، وبالقرب من قلعة الرحبة، وماكف الأغنام في  المدينة، بعد الاستيلاء على  كامل المنطقة، وتحويلها  إلى مقار عسكرية، بالرغم من تواجد مئات العوائل المدنية في المناطق المذكورة».

وأشار المصدر إلى أن «تجهيز المقرات العسكرية الجديدة جرى بدعم وإشراف من منظمتيّ «الجهاد والبناء، والحسين» الإيرانيتين، وهما مؤسستان ترعاهما إيران ولهما فروع في مدن دير الزور والميادين والبوكمال، وضمت تلك المقار أعداداً كبيرة من عناصر المليشيات على اختلاف مسمياتها «#زينبيون، #أحفاد_علي، #حزب_الله اللبناني».

دور المطار العسكري

ولفت المصدر إلى أن «المليشيات قامت بنقل أهم مكاتبها ومقارها الأمنية الحساسة من مدينة #البوكمال إلى مدينة الميادين منذ أواخر الشهر الفائت، لأن البوكمال عرضة للقصف الدائم، كون المدينة تقع تحت سيطرة هذه المليشيات بشكل كامل».

وأضاف، بأن «قسماً كبيراً من #لواء_فاطميون و#النجباء،ومركز الأمن العام التابع للحرس الثوري،  نقلوا إلى داخل #المطار_العسكري، إذ بات القسم المخصص للنقل المدني سابقاً في المطار تحت سلطة الميلشيات».

كما بات للحرس الثوري أيضاً ولواء القدس مركزان داخل كتيبة الرادار المتواجدة على سفح جبل يطل على مدينة ديرالزور، وفقاً المصدر ذاته.

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قد نقل عن مصادر خاصة، إن «الميليشيات الموالية لإيران أخلت مقارها في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور، لتنتشر في البساتين على ضفة نهر #الفرات وبعض القرى والبلدات المحيطة، بينما أبقت عناصر حراسة على مقارها».

الخطورة من المثلث الحدودي

بدورها أكدت مصادر محلية، في ريف دير الزور الشرقي، لموقع «الحل نت» أن «الميليشيات الإيرانية أخلت مواقعها في البوكمال، وتمركزت في منازل ضمن الأحياء السكنية، متجنبة الاجتماع مع بعضها البعض إلا في حالات الضرورة، بعد مقتل سليماني والمهندس».

ووفق مصدر خاص لموقع «الحل نت» ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) في ديرالزور، عززت القوات الأميركية المنتشرة في خط الجزيرة تدابيرها، فأقامت حواجز أمنية جديدة، وزادت من أعداد دورياتها.

ويرى مراقبون بأن سياسة تغير المواقع، التي تقوم بها ميليشيات إيران في المنطقة تندرج تحت سياق التأهب أو الاستعداد لردود فعل انتقامية على مقتل سليماني والمهندس، تستهدف #القوات_الأمريكية المتواجدة في الجزء المحاذي للحدود مع العراق، بالتزامن مع حملة التهديد والوعيد التي يشنها مسؤولون إيرانيون مؤخراً.

ويرجح أن تدفع إيران ميليشياتها اللبنانية والعراقية، والخلايا التابعة لها في المنطقة الشرقية، إلى شن حرب عصابات تستهدف القوات الأمريكية المنتشرة في محافظات دير الزور والحسكة والرقة، وأيضاً في منطقة التنف، عند المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني.

تهديدات محور «المقاومة»

وفي تصريح لـ«حسن نصر الله» الأمين العام لحزب الله اللبناني، قال إن «القصاص العادل لاغتيال سليماني هو من الوجود العسكري الأميركي في المنطقة: القواعد العسكرية، البوارج العسكرية، وكل جندي في المنطقة» و إن «الانتحاريين الذين أخرجوا أميركا من منطقتنا في السابق موجودون، وأكثر بكثير من السابق».

وأكد نصر الله أن «سليماني ليس شأناً إيرانياً بحتاً»، معتبراً أنه «يعني كل محور المقاومة»، في إشارة إلى الحلف الذي يضم ميليشيات عدّة وأنظمة في المنطقة، من بينها «حزب الله» اللبناني، ومجموعات شيعية في العراق واليمن، إضافة إلى «النظام السوري».

ومن المعروف أن «حزب الله» له قاعدة كبيرة في ديرالزور، لعبت دوراً مهماً، مع بقية الميليشيات الإيرانية الأخرى، في إدارة المعركة ضد «داعش» في عام 2017 .

وتأخذ الولايات المتحدة بعين الاعتبار إمكانية تعرض قواتها في شرق سوريا لهجمات مباغتة من تلك المليشيات، وهذا ما دفعها بعد ساعات من اغتيال سليماني، إلى إرسال قافلة عسكرية ضخمة إلى المنطقة، عبر #معبر_الوليد الحدودي بين شمال سوريا وإقليم #كردستان_العراق، وفق ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.