بدعم من السلطات السورية: سامر الدبس يستعيد أمجاد عائلته البرجوازية

بدعم من السلطات السورية: سامر الدبس يستعيد أمجاد عائلته البرجوازية

سامر الدبس أحد رجال الأعمال المقربين من السلطة في سوريا، وسليل عائلة برجوازية عريقة، سلبتها سياسات التأميم، في خمسينات وستينات القرن الماضي، ملكية أحد أهم شركات النسيج في البلاد.

 ومع السماح للقطاع الخاص بالعمل مجدداً في البلاد عام 1988، بدأ نجم #سامر_الدبس بالسطوع، من خلال الاستثمار في الصناعات الكيميائية. وتوسَّع نشاطه في السنوات الأخيرة ليشمل معظم المجالات الاقتصادية. تسلّم الدبس رئاسة “غرفة صناعة #دمشق وريفها” منذ عام 2014، وما زال يلعب دوراً مهمًا في إقناع الشركات الروسية والإيرانية بالاستثمار في سوريا، والمشاركة خاصةً في عملية “#إعادة_الإعمار” المرتقبة.

عائلة برجوازية عريقة

أسست عائلة الدبس عام 1954 ا”لشركة العربية المتحدة للصناعة” (شركة الدبس)، التي تمّ تأميمها جزئياً في تموز عام 1961، وأعيد تأميمها بالكامل في نيسان عام 1964. عمليتا التأميم جاءتا في إطار السياسة الاقتصادية التي اتبعها الرئيس المصري (جمال عبد الناصر)، في زمن الوحدة بين سوريا ومصر بين عامي 1958 و1961، وسياسة حزب “البعث”، الذي تسلم مقاليد الحكم في سوريا بعد 8 آذار عام 1963، وقد تم في تلك الفترة تأميم نحو 250 شركة، ما أدى لهروب رؤوس #الأموال من البلاد.

في عام 1988 أصدر وزير الصناعة أنطوان جبران، في حكومة محمود الزعبي الأولى، قراراً يسمح للقطاع الخاص بالاستثمار في القطاع #الصناعي، تلاه صدور قانون الاستثمار رقم 10 في عام 1991، ما سمح بعودة البرجوازية السورية للعب دور اقتصادي في البلاد، ومنها عائلة الدبس.

 يعتبر سامر الدبس (من مواليد 1962) وشقيقه حسان (توفي عام 2012) من أبرز الاسماء في العائلة، التي استأنفت نشاطها الاقتصادي عام 1988، من خلال افتتاح عديد من الشركات والمصانع، خاصة في مجال الصناعات الكيميائية.

شركات تبدأ في سوريا ولا تنتهي في اليابان

بدأت عائلة الدبس العمل في الصناعات الكيميائية، مثل صناعة الورق والكرتون والتغليف، إلا أن نشاطها الاقتصادي توسع ليشمل معظم المجالات الاقتصادية، الصناعية والتجارية والسياحية.

 تمتلك العائلة عديداً من الشركات، منها “شركة دبس بلاست” المتخصصة بصناعة البلاستيك، و”الشركة الأهلية للكرتون والتغليف”، و”شركة الشرق الأوسط لصناعة الورق”، و”شركة الصفا للمنتجات الصحية”، إضافةً إلى استثمارات في قطاع النسيج في نيجيريا واليابان.

كما تمتلك العائلة أسهماً في عديد من الشركات، منها “شركة الدبس والشيباني” المتخصصة في تنفيذ المشاريع الزراعية والسياحية، وتجارة المواد الغذائية والمنزلية والمنظفات، والأجهزة والأدوات الكهربائية، والتعهدات والمقاولات وغيرها. وكذلك “الشركة السورية للاستثمارات الغذائية”، و”شركة مولتا” المتخصصة في تملّك وإدارة المراكز التجارية والأسواق والمطاعم والمراكز الترفيهية للأطفال والمشاريع #السياحية. بالإضافة لـ”شركة الشام القابضة”، و”شركة نوركان” لإنتاج علب الألمنيوم لتعبئة المشروبات الغازية والعصائر الطبيعية، و”الشركة الصحية الحديثة” المتخصصة بتصنيع واستيراد وتصدير كل ما يتعلق بإنتاج المحارم والفوط وغيرها، و”شركة سيزام” العاملة  بالاستيراد والتصدير، وتعميم مفاهيم الجودة والتقانات الحديثة، وتفعيلها على مستوى الشركات والمؤسسات الصناعية والزراعية والخدمية والعلمية والتربوية.

  تولى سامر أيضاً منصب رئاسة “مجلس رجال الأعمال السوري الأسترالي”، وعضوية “مجلس رجال الأعمال السوري الصيني”.

 أدوار اقتصادية مع إيران وروسيا

 بفضل دوره في رئاسة غرفة صناعة دمشق وريفها يعتبر سامر الدبس أحد رجال الأعمال المقربين من الدائرة الحاكمة، ومن أفراد الشبكة التي تعتمد عليها لتعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي، خاصةً في مرحلة “إعادة الإعمار”. ومن الاسماء المهمة في هذه الشبكة محمد حمشو، ووسيم قطان، وسامر فوز.

زار الدبس إيران أكثر من مرة، والتقى مع مسؤولين هناك بهدف تنشيط التبادل #التجاري بين البلدين. وأشار إلى حاجة سوريا، في مرحلة “إعادة الإعمار”، إلى الشركات الإيرانية، في مجالات عدة كالحديد والصلب والإسمنت والكهرباء.

كما دعا الدبس، في مناسبات أخرى، الشركات الروسية إلى إقامة مشاريع مشتركة في مجال البناء والإنشاءات، والصناعات الاستراتيجية والبتروكيميائية، والطاقة، والصناعات التحويلية والغذائية والهندسية، والاستثمار في تطوير البنى التحتية، وبخاصة ما يتعلق بالنقل الداخلي البري والسكك الحديدية. وطالب بفتح خط ائتماني بين البلدين للمساهمة في زيادة التبادل التجاري، وإقامة معارض متبادلة  للتعريف بالمنتجات والترويج لها.

 كان الدبس ضمن وفد رجال الإعمال السوريين، الذين زاروا #الإمارات في كانون الثاني 2019، لبحث آفاق التعاون، وإقامة شراكات استثمارية في مجالات الصناعة والتبادل التجاري والزراعة والسياحة، والتطوير العقاري والعمراني والطاقة البديلة، وقطاعات اقتصادية أخرى.

 تجميد حسابات وعقوبات أمريكية مزمعة

على الرغم من قرب الدبس من السلطات السورية، إلا أن “مصرف سوريا المركزي” اتخذ قراراً، في التاسع من تشرين الأول الماضي، بتجميد حساباته المصرفية، بالإضافة إلى سبعة رجال أعمال آخرين، بينهم طريف الأخرس.

ألغى المصرف المركزي قرار التجميد بعد عشرة أيام فقط، وقد اعتبر البعض ذلك محاولة للضغط على الأثرياء الكبار لإيداع مبالغ كبيرة بالدولار في المصرف لدعم الليرة، وفق “مبادرة رجال الأعمال” التي أقُرت في أيلول 2019، بحضور حيتان الاقتصاد السوري، واشراف مصرف سوريا المركزي.

كما تداول مجلس النواب الأمريكي في التاسع من  كانون الأول الماضي، أسماء مجموعة من رجال الأعمال السوريين، بينهم الدبس، لاستهدافهم بعقوبات قاسية جراء دعمهم الحكومة السورية.

 وقال جو ويلسون، عضو مجلس النواب الأمريكي، أمام أعضاء الكونغرس، إن “النظام السوري ما يزال يلاحق السوريين، ويصادر حقوقهم الأساسية”، مضيفاً أن “غاية النظام هي حماية سلطة ومصالح المسؤولين الفاسدين”.

وذكر ويلسون أسماء سامر الدبس، سمير حسن، مهران خوندة، طريف الأخرس، فارس الشهابي، وغيرهم، واصفاً إياهم بأنهم “شبكة من الفاسدين”، تدعم الأسد من خلف الستارة، بحسب تعبيره.

وشدد ويلسون على أنه “يتعين على الولايات المتحدة استهداف هؤلاء الأفراد، وفرض عقوبات قاسية عليهم، لما ألحقوه من فساد، وسرقتهم للشعب السوري”.

وعلى الرغم من أن فرض العقوبات #الأمريكية قد يكون قريباً، إلا أن هذا الأمر لم يمنع الدبس من الاستمرار بلعب أدوار اقتصادية مهمة وحيوية، أسوة برجال الأعمال السوريين الآخرين، الذين تعرضوا لعقوبات غربية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.