ودّعت مدينة القامشلي عصر أمس السبت، الموسيقار سعيد يوسف، الملقب بـ«أمير البزق» عن عمر يناهز 73 عاماً، كانت مليئة بالعطاء الموسيقي والفني الذي أغنى المكتبة الموسيقية في الشرق الأوسط والعالم.  

وكان في استقبال الجثمان في مدينة #القامشلي، عشاقه ومحبيه إلى جانب حضورٍ من ممثلين عن فعاليات سياسية وثقافية وفنية، ووري جثمانه الثرى في مقبرة حي قدوربك، شرقي المدينة بعد إقامة موكب وداع حضره الآلاف، تكريما للفنان الذي قضى سنواته الأخيرة وهو يعاني من مرض عضال.

من هو سعيد يوسف؟
وفي وداع أمير البزق، وصف الأكاديمي والموسيقي #كاميران_إبراهيم رحيل الفنان #سعيد_يوسف بـ«الخسارة الكبيرة للكرد ولسوريا، وبشكل خاص للمكتبة الفنية والفلكلورية الكردية،  لما كان يتمتع به من نظرة عميقة للمجتمع الكردي»، بحسب تعبيره.

واعتبر «إبراهيم» أن الراحل هو رائد «الأغنية الكردية الحديثة في #سوريا من حيث اللحن والكلمات، فقد أطلق أغنياته منذ بدايات عام 1964».

ولفت «إبراهيم» إلى أن الراحل تأثر بالحراك السياسي والثقافي الكردي خلال فترة الخمسينات، وظهور مجلات كردية نشرت الأشعار والقصائد كمجلة «هوار»، ما وفّر مواد شعرية للتلحين، كما تأثر بالفنان «محمد عارف جزراوي»، والفنان الشعبي «مرادي كني»، إلى جانب أمير البزق السوري محمد عبد الكريم.



رصيد يتجاوز ألف أغنية
وقال إبراهيم: «ما عدا تأليفه للأغاني التي تجاوزت الألف أغنية، للراحل تسجيلات لعزف الملاحم الكردية في أربع كاسيتات، كما سجل لإذاعتيّ بيروت ودمشق أربع ساعات عزف في المقامات الشرقية».

وأضاف: «إلى جانب هذا الكم الكبير من الأغاني استطاع تأليف (الآلي)؛ وهي مقطوعات موسيقية كـ(اللونغات والسماعيات) التي عزفتها الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية في دار الأوبرا».

وأشار «كاميران» الذي يعتبر أحد تلامذة «يوسف» إلى أن الراحل هو أول من أوصل الأغنية الكردية إلى الجماهير العربية، من خلال فرقة #نوروز الفلكلورية في #لبنان، التي قدمت حفلات عديدة في #بيروت بسينما «فيرولي»، وكانت تعبر في أعمالها الفنية عن القضايا الكردية.


تكريم دولي
وذكر كاميران_إبراهيم أنه أثناء وجود الفقيد في بيروت خلال سبعينيات القرن الماضي، تمّ دعوته من قسم الفن التابع لمنظمة #اليونسكو للتربية والثقافة التابعة للأمم المتحدة في #باريس، وتم تسجيل معزوفات للراحل على أسطوانة ذهبية، تضمنت معزوفات عن الملاحم الكردية أيضاً.

وكان «يوسف» قد حقق حضوراً منذ بداية العام 1966 في الأوساط الفنية اللبنانية، خاصة بعد تأسيس فرقة #نوروز الفلكلورية الكردية العام 1973، والتي كانت تضم نحو 54 عضواً، كما تمت دعوته سنة 1968 من القسم الكردي في راديو #بغداد ليقوم بتسجيل مجموعة أغاني.



أمير البزق
ولفت «إبراهيم» إلى أن لقب «أمير البزق» جاء بعد لقاء أجرته مجلة «هنا دمشق» الصادرة عن التلفزيون السوري، ناقلة الوصف عن نقابة الفنانين السوريين، التي رأت فيه خليفة للفنان محمد عبدالكريم.

وأشار الأكاديمي الذي يُدرِّسُ حالياً في جامعة صلاح الدين بإقليم #كردستان_العراق، إلى أن للراحل ثمانية دواوين من الشعر الغنائي من مؤلفاته، إضافة إلى كتاب «بدائع تعليم آلة البزق» الذي يتضمن (نوتات) لألحان أغانيه إلى جانب ديوان لكلمات أغنيات، ومختارات كان قد غناها خلال مسيرته التي بدأت منذ عمر 18 عام.

تجدر الإشارة إلى أن الراحل من مواليد #القامشلي العام 1947، أنهى دراسته الابتدائية والإعدادية في حي العنترية بالقامشلي، ونال الشهادة الثانوية لاحقاً، ليلمع نجمه كعازف ماهر على آلة البزق منذ العام 1966، كما غنى باللغة العربية إلى جانب غنائه الكردي، وتعتبر أغنية “Qamişlo bajarê evînê ” والتي تعني «قامشلو مدينة الحب» من أشهر الأغاني التي تترد على ألسنة محبيه وعشاقه، والتي أعطت للمدينة ذلك اللقب الذي تعرف به منذ أكثر من أربعة عقود.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.