تشهد القرى الواقعة على أطراف بلدة عين عيسى، والطريق الدولي (m4) بريف #الرقة الشمالي، الخاضعة لسيطرة #قوات_سوريا_الديمقراطية (#قسد)، قصفاً مستمراً من قبل مدفعية #الجيش_التركي، المتمركزة داخل الأراضي التركية، رغم وجود اتفاق هدنة بين “قسد” والجانب التركي، برعاية أمريكية وروسية.

وأدى القصف إلى سقوط أكثر من ثلاثين مدنياً، بينهم أطفال ونساء، أضافة لأربعين جريحاً، من سكان تلك القرى والمدنيين الذين نزحوا إليها من مدينة #تل_أبيض، بعد اجتياحها من الجيش التركي، وفصائل المعارضة المسلحة الموالية له.

قصف ممنهج

بلال السلوم، من سكان قرية الفاطسة، قال لموقع “الحل نت”: “القرية تشهد قصفاً غير مسبوق، غالباً ما يتركز في ساعات الليل المتأخرة، ويستهدف المنازل والمنشآت العامة، التي تأوي مئات النازحين من مدينة تل أبيض والقرى المجاورة لها”.

ويضيف السلوم: “وضعنا مأساوي للغاية. قذيفة واحده يمكن أن تخلّف عشرات الضحايا، نظراً لامتلاء القرية الصغيرة بالنازحين”. مبدياً دهشته من إصرار القوات التركية على قصف القرية، التي لا يتواجد فيها أي فصيل مسلح أو قوة عسكرية.

قرية “كوبرلك” تشهد بدورها قصفاً مستمراً منذ أكثر من أسبوع، أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، بحسب إبراهيم الحاج محمد، أحد سكان القرية.

وناشد الحاج محمد المنظمات الإنسانية والحقوقية بضرورة التدخل لإيقاف القصف. مضيفاً: “نحن لم ننزح من قريتنا عندما كانت تحت سيطرة تنظيم #داعش، ولا يوجد لنا أقارب في الرقة نلجأ إليهم، أما الوضع الصحي فيعد سيئاً للغاية، بسبب امتلاء المراكز الطبية بالجرحى”.

شح في الكوادر الطبية

عبد الجبار العلي، وهو ممرض في مستوصف قرية الخالدية، أكد لموقع “الحل نت” أن المستوصف الذي يعمل به صغير جداً، ولا يحتوي على معدات طبية حديثة.

ويشرح العلي المشاكل التي تواجهها الكوادر الطبية في المنطقة: “نواجه صعوبة في استقبال الحالات الحرجة، فنقوم بإرسالها إلى عين عيسى لتلقي العلاج في مستشفى البلدة.  بلغ عدد ضحايا القصف في القرية سبعة مدنيين، توفي أحدهم متأثراً بجراحه، والبقية وضعهم مستقر”.

بوادر كارثة إنسانية

عبد القادر الرشيد، وهو ناشط من بلدة عين عيسى، أكد لموقع “الحل نت” أن “قصف الجيش التركي لقرى المدنيين تكثّف بعد زيارة المبعوث الأميركي #جيمس_جيفري إلى الرقة، ولقائه مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، بهدف بحث التطورات في المنطقة، ومواصلة الحرب على تنظيم داعش”.

وأشار الرشيد إلى أن “أغلب القرى التي تتعرض للقصف لا يوجد فيها أي فصيل  عسكري، وتستقبل مئات النازحين، ما ينذر بكارثة إنسانية”، حسب تعبيره.

مساعٍ للإغاثة

يعمل مجلس الرقة المدني، بالتعاون مع منظمات إنسانية ناشطة في المحافظة، على مساعدة أهالي القرى التي تتعرض للقصف، والنازحين من مدينة تل ابيض، من خلال عدة إجراءات، تحدث عنها عصام الحسن، عضو لجنة المنظمات المدنية، لموقع “الحل نت”: “تدخلت عدة منظمات عالمية لمساعدة النازحين وأهالي القرى التي تتعرض للقصف. وبالتنسيق مع اللجنة خصصنا لكل عائلة حصة (سلة غذائية)، تحوي على سكر وزيت وبقوليات ومواد تنظيف، إضافةً لبطانيات وألبسة شتوية. وقد بلغ عدد المستفيدين ثمانمئة عائلة، متوزعة على ثلاثٍ وعشرين قرية بالريف الشمالي”.

على المستوى الصحي، أكد عباس الحمود، عضو لجنة الصحة، أن “المجلس خصص لكل قرية طبيباً، مع كادر إسعافي متخصص في التعامل مع الحالات الحرجة. وفي القرى الأكثر تعرضاً للقصف خصصنا سيارتين لنقل المصابين والضحايا”.

يُذكر أن #أنقرة أطلقت، في تشرين الأول من العام الماضي، عمليةً عسكرية تحت مسمى #نبع_السلام، بالتعاون مع فصائل سورية معارضة، بحجة تأمين حدودها وضمان سلامة الأراضي السورية. في حين أكدت منظمات حقوقية وإنسانية أن العملية التركية أدت لسقوط كثير من الضحايا المدنيين في المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.