في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني أن فيروس كورونا أصاب كل أقاليم بلاده، وقتل نحو مئة شخص، فيما تجاوزت أعداد الإصابات الآلاف، ما تزال الحدود الجوية والبرية مفتوحة لقدوم الإيرانيين إلى سوريا، مع نفي حكومة دمشق التام وجود أية إصابة، وإنما الاشتباه فقط بحالتين قادمتين من #إيران، تم عزلهما ومن ثم تخريجهما من المشفى بعد «تماثلهما للشفاء»، بحسب معاون مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة.

وفي إجراء احترازي، أصبح في الوقت نفسه مصدراً لسخرية البعض، أعلنت شركات الطيران السورية إيقاف رحلاتها إلى كافة المدن الإيرانية لمدة شهر كامل، للوقاية من تفشي فيروس #كورونا، دون أن يتضمن الإعلان وقف استقبال الطائرات الإيرانية في المطارات السورية، وإنما زيادة الإجراءات الوقائية داخل تلك المطارات فحسب.

الاجراءات على الحدود البرية بين سوريا والعراق ليست بوضع أفضل، فلم يصدر أي قرار من وزارة النقل بإيقاف حركة المسافرين على الحدود، الذين يأتي أغلبهم من إيران.

كورونا و لواء “فاطميون”

ومع إعلان منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المستجد بات مترسخاً في إيران، مع قلة التجهيزات الوقائية، ما يعقّد جهود احتوائه، أكدت مصادر متطابقة، خلال الأسبوع الماضي، وجود عدة حالات مصابة بالفيروس، أغلبها عناصر إيرانية من مليشيات “فاطميون”، التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري في أرياف حلب وإدلب، وكانت هذه العناصر قد دخلت عبر معبر البوكمال الحدودي بين سوريا والعراق،  الذي تسيطر عليه المليشيات الإيرانية بطبيعة الحال.

مصدر محلي في المعبر  (فضّل عدم ذكر اسمه) كشف بعض المعلومات الجديدة فيما يخص انتشار فيروس كورونا بين المليشيات الإيرانية، قائلاً: “هناك ثلاث حالات مؤكدة مصابة بالفيروس، تم الكشف عن إصابتهم في مقر يسمى “الغابة”، تستقر فيه مليشيا “فاطميون” الإيرانية، ومن المقر نفسه، تنطلق المؤازات إلى جبهات القتال في ريف حلب الغربي، ما يزيد من إمكانية انتقال الفيروس بين العناصر بشكل كبير، خصوصاً وأن الكشف عن الحالات يأتي متأخراً”.

وأضاف المصدر لموقع “الحل نت” أن “مليشيات “لواء القدس”، المسؤولة عن منطقة البوكمال أمنياً ولوجستياً، سارعت إلى وضع العناصر المصابة فيما يشبه الحجر الصحي، ومن ثم تواردت المعلومات عن نقلهم إلى نقطة طبية، أنشأتها لهذا الغرض المليشيات الإيرانية في بلدة (حصيبة) داخل الحدود العراقية. وهو ما يدل على أن هذه ليست أولى الإصابات بين العناصر التي تقاتل في سوريا والعراق”. 

وأكد المصدر أنه “إلى جانب المليشيات والمقاتلين، لا زالت محافظة دير الزور تستقبل إيرانيين بشكل دائم، من خلال البعثات التعليمية والمدرسين في جامعة الفرات، إضافة إلى مراكز “كشافة المهدي” للأطفال، ما يزيد حالات الإصابة بالفيروس، وانتشار العدوى بشكل واسع”.

ماذا عن عناصر حزب الله؟

وكشفت مصادر طبية لموقع “القوات اللبنانية” أن إيران “أرسلت فريقاً طبياً عسكرياً خاصاً إلى دمشق، من أجل متابعة ملف المصابين في الداخل السوري، من دون نقلهم إلى طهران لاعتبارات عدة، أهمها الخشية من ردود فعل ذوي العناصر، الذين بدأوا بمساءلة الحكومة الإيرانية عن مصير أبنائهم، بعد انقطاع التواصل بينهم على مدى أسبوعين”.

وأكدت المصادر أن “ما لا يقل عن عشر عناصر من حزب الله مصابون بفيروس كورونا المستجد في سوريا، جراء احتكاكهم وتنسيقهم المباشر مع الإيرانيين، وتم استحداث مستشفى ميداني خاص لعزل العناصر المصابة بعيداً عن مستشفيات دمشق، خشيةً من التسريبات الإعلامية”، على حد تعبيره.

بيئة مثالية للانتشار

تشبه أعراض فيروس كورونا (كوفيد-19) أعراض الإنفلونزا، مثل الحمّى والسعال وصعوبة التنفس، تسبقها فترة حضانة تتراوح بين يومين وأسبوعين، وتتفاوت شدّة المرض بين شخص وآخر.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن 80% من المرضى لا تبدو عليهم أعراض شديدة، ما يسمح لهم بممارسة حياتهم المعتادة، وبالتالي نقل العدوى لآخرين. وتشير الإحصائيات حتى الآن أن نسبة الوفيات بسبب هذا المرض تتراوح بين 1 و2%.

من جهته أكد محمد اليوسف، وهو موظف سابق في مديرية صحة دمشق، أن “الإجراءات الوقائية داخل سوريا، وعلى المنافذ الحدودية البرية والجوية، ضعيفة للغاية، وهو ما كان ظاهراً في مقاطع الفيديو التي تبثها وسائل الإعلام المحلية، فالاجراءات تقتصر على فحص درجة الحرارة فقط، لا يتعدى ثلاث ثوان، وهو أمر بالغ الخطورة، ففي حال انتشار الفيروس في سوريا ستكون النتائج كارثية، نظراً لضعف الخدمات الطبية، وانهيار المنظومة الصحية شبه الكامل خلال سنوات الحرب”.

وأضاف اليوسف لموقع “الحل نت” أن “دول الجوار، مثل لبنان والعراق، أعلنت وجود إصابات بفيروس كورونا، وبالتالي فإن احتمالية انتشار المرض في سوريا أصبحت مؤكدة، خصوصاً أن الحدود البرية غير منضبطة فيما يخصّ دخول عناصر من حزب الله اللبناني والمليشيات الإيرانية والعراقيةـ، لا تخضع لأي فحص طبي، وتتمتع بحرية التنقل والحركة”.

وختم حديثه بالقول إن الحكومة في دمشق “تتعامل مع الموضوع مثلما تعاملت إيران معه في البداية، فقد أنكرت وجود إصابات، ومن ثم بدأت الأخبار تتسرب شيئاً فشيئاً، إلى أن ضرب المرض كل المدن الإيرانية، وصار خارجاً عن السيطرة.  فاحتلت إيران المركز الثاني بعد الصين في عدد الضحايا”.

وكان بول هنتر، أستاذ الطب في جامعة “إيست أنجليا”، قد أكد في تصريحات لقناة “الحرة” الأمريكية أن “معدل الوفيات في إيران، البالغ 17%، مرتفع جداً، وتعتبر إيران والشرق الأوسط مكاناً مثالياً لتفشّى الفيروس، وربما كانت إيران لا تتستر على الفيروس، بل لا تملك الإمكانيات لتحديد الحالات والمجموعات المصابة بشكل دقيق، وهذا أكثر خطورة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة