معدان تحت سيطرة الجيش السوري: خطف ومخدرات وانفلات أمني

معدان تحت سيطرة الجيش السوري: خطف ومخدرات وانفلات أمني

تشهد القرى والبلدات الواقعة على أطراف #ناحية معدان بريف #الرقة الشرقي، الخاضعة لسيطرة الجيش السوري والميليشيات التابعة له، انفلاتاً أمنياً واسعاً، تجلى بعدة عمليات قتل وسطو مسلح.

وتصاعدت حالة الفوضى مع اندلاع اشتباكات شبه يومية بين عناصر الجيش ومقاتلي الميليشيات،  بسبب الخلاف على المسروقات والأتاوات التي جُمعت من الأهالي، فضلاً عن صراعات على النفوذ بين الضباط وقادات الميليشيات متعددة الولاء، وغالباً ما يكون المدنيون وممتلكاتهم ضحايا هذا الصراع. وسط غياب تام للشرطة والأجهزة الأمنية. 

انعدام الأمن

علي الحسن، من سكان بلدة معدان، قال لموقع “الحل نت” إن “الأمن معدوم في البلدة وعلى أطرافها، ننهي أعمالنا ونعود لمنازلنا مبكراً، لتجنب الخطف والسطو أو حتى القتل، فالبلدة تحوي عدداً كبيراً من المسلحين، ينتشرون في الشوارع الفرعية، لا نعلم من هم، ولا أحد يتجرّاً على سؤالهم عن الجهة التي يتبعون لها”.

ويضيف الحسين: “مع حلول الظلام تبدأ الاشتباكات وعمليات السرقة،  التي تظهر نتائجها صباح اليوم التالي دماراً في ممتلكات المدنيين، وربما يسقط ضحايا. يفتش المسلحون المنازل ويعتقلون  أصحابها، يفرجون عن بعضهم أحياناً، وأحياناً أخرى يطلبون من ذويهم فدىً مالية مقابل إطلاق سراحهم”.

أتاوات عديدة

يفرض عناصر ميليشيا “جيش العشائر” أتاوات شهرية على المحلات التجارية في بلدة معدان. شبيهة بالأتاوات التي فرضها تنظيم #داعش في وقت سابق.

مسعد الحاج، وهو صاحب متجر بيع بالجملة في البلدة، قال لموقع “الحل نت” إنه “يُجبر على دفع مبلغ معين كل شهر، بحجة حماية ممتلكاته، وهو ما يُجبر عليه أيضاً كل أصحاب المحال التجارية في المنطقة. على الرغم من قيام عناصر المليشيات أنفسهم بسرقة المحلات ليلاً. ومن يمتنع عن الدفع يصادرون بضائعه، وتباع على البسطات بنصف السعر”.

كما يفرض عناصر من الفرقة الرابعة والمخابرات العسكرية، متمركزون على حواجز الطريق الدولي شنان – معدان، ضرائب عبور (دخول وخروج) تُقدر بثلاثمئة ليرة سورية على كل فرد، ورسوماً أخرى على الواردات للبلدة، مثل المازوت والمواد الغذائية والمواشي والآليات، يقدرها المسؤول على الحاجز.

تفشي المخدرات

أضافةً للفلتان الأمني، تنتشر المخدرات بشكل كبير في البلدة، وقد تضاعفت كمياتها بشدة عقب وصول الميليشيات الإيرانية إلى المنطقة، بحسب عبد السلام معداني، أحد وجهاء البلدة، الذي تحدث لموقع «الحل نت» قائلاً: “البلدة أصحبت مركزاً لتوزيع المواد المخدرة القادمة من إيران والعراق، وتصديرها لباقي المحافظات السورية. مروجو المخدرات والحشيش في البلدة أصبحوا يبيعون بضائعهم بشكل علني على البسطات المنتشرة في الأسواق العامة، والتي تعود ملكيتها، بشكل غير مباشر، لقيادات بارزة في الجيش والأمن، وشخصيات معروفة في “جيش العشائر” بقيادة تركي البوحمد“.

وأكد معداني أن «الحبوب الممنوعة (ترامادول وبالتان)، باتت تباع في الصيدليات دون وصفة طبية، ويعمد المروجون لاستهداف الطلاب في المدارس، وببيعهم المخدرات بأسعار منخفضة في البداية، كونهم حديثي التعاطي، ثم تزداد التسعيرة يوماً بعد يوم”.

ويشير المصدر إلى أن أعمار المتعاطين تتراوح بين ثمانية عشر إلى خمسين عاماً، ما ينذر بكارثة أدمان الشباب للمخدرات، حسب تعبيره.

النزوح ممنوع

يقول رأفت عليوي، من سكان ناحية دبسي عفنان، لموقع “الحل نت” إن “حواجز الجيش السوري، المتمركز على الطريق الدولي، تمنع الأهالي من الدخول لمناطق سيطرة #قوات_سوريا_الديمقراطية #قسد، وتهدد من يحاول الخروج من مناطقهم عن طريق التهريب بالقتل، وقد قتل عناصر أحد الحواجز مدنياً من سكان قرية #دلحة الشهر الماضي، أثناء محاولته العبور لمناطق قسد عبر نهر الفرات”.

وسبق أن سُجلت عدة حالات قتل وخطف بحق أهالي بلدة معدان، نتيجة للفلتان الأمني، كان آخرها “جريمة الغنّامة”، كما سماها الأهالي، والتي راح ضحيتها خمسة وعشرون شخصاً من سكان البلدة، أثناء رعايتهم للأغنام في البادية خلال الشهر الماضي، ومازال الفاعل مجهولاً حتى الآن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.