ما زال طالبو اللجوء من سوريا ودولٍ أخرى يحتشدون على الحدود التركية – اليونانية، منذ نحو أسبوعين، في محاولةٍ منهم للعبور نحو الدول الأوروبية عبر الأراضي اليونانية.


التجمّع نحو #الحدود، جاء عقب إعلان السلطات التركية يوم الجمعة 28 شباط الفائت، أنّها لن تعيق #اللاجئين الراغبين بقطع حدودها نحو #أوروبا، وفي الأيام الأولى للإعلان تجمّع عند الحدود اليونانية نحو 140 ألفاً بينهم أفغان وإيرانيين وسوريين وعراقيين ومن جنسياتٍ أخرى.


في المقابل رفضت #اليونان إدخال #اللاجئين إلى أراضيها، وشددت من الإجراءات على حدودها لمنع تسلل اللاجئين، الأمر الذي دفع معظم أولئك المتجمعين هناك إلى العودة من حيث أتوا، إي إلى الولايات التركية، التي قدموا منها.


وثمّة أبعاداً #اقتصادية لهذه التطوّرات، إذ خسر لاجئون فرص عملهم في #تركيا، بينهما تعرّض آخرون لاستغلال مالي، في حين يحاول آخرون الوصول إلى أوروبا، لكنّهم لا يملكون أية نقود.


صبيحة يوم الجمعة 28 شباط الفائت، سيّر ناشطون أتراك وبلديات تركية، حافلات ضخمة تُقِّل مهاجرين يرغبون في العبور إلى اليونان، من مدينة #اسطنبول التركية نحو مدينة أدرنة القريبة من الحدود اليونانية.


وتختلف تكلفة الرحلة حسب سائق الحافلة وحسب الموقع، ووصلت التكلفة من اسطنبول الأوروبية حتّى مدينة أدرنة إلى نحو 200 ليرة تركية، في حين تبلغ من أنقرة بين 450 – 500 ليرة تركية.


رحلة دون خطة اقتصادية


في ميدان أكسراي باسطنبول، تجمع خلال الأيام الأولى لإعلان تركيا فتح الحدود، المئات من المهاجرين، كلٌّ منهم يحمل على ظهره حقيبة صغيرة، فيها حاجيات أساسية وأولية، كالمياه وبدل من الألبسة وكمّامات طبية، إضافة إلى حذاءٍ إضافي، ووثائق، وبعض المياه للشرب.


ماذا تملك من المال؟ سؤالٌ طرحه موقع (الحل نت) على سوريين اتجهوا نحو الحدود، ليتّضح أن أغلبيتهم لا يملكون ما يكفي لرحلتهم، واتجهوا إلى الحدود دون خطة اقتصادية.


(وليد صبّاع)، ٢٦ سنة، شاب سوري كان يعمل في محل في منطقة السلطان أحمد في اسطنبول، وعندما علم بأن تركيا فتحت الحدود، استغني عن راتبه لشهر شباط، واتجه نحو الحدود اليونانية، حتّى أنّه لم يخبر مديره برغبته في الهجرة، وقال إنّه يحمل 350 دولار أمريكي فقط.


اعتبر (أحمد) شاب سوري، أنّه قام بتفضيل فرصةٍ عن أخرى، وحساب كمية الضرر الأقل، والمربح الأكثر، وبعد هذه الحسبة، اتجه إلى الحدود دون تردّد، بحسب تعبيره.


وقال “ربّما خسرت 100 أو 200 دولار وربّما خسرت عملي أيضاً، ولكنّني ربما أخسر أكثر لو بقيت، بخاصة إذا تم فتح الحدود والسماح لنا بالعبور إلى أوروبا، فإنّني سوف أكون تخلّصت من كل مصاعب الحياة في تركيا”، على حد تعبيره.


وبالمقابل هناك أشخاص “ليس لديهم ما يخسرونه”، إذ كانوا يعيشون في تركيا دون وثائق، ودون عمل أو دخل، لذلك كانوا أوّل المغادرين نحو الحدود دون تردّد.


الفئة الثالثة، كانوا ممّن تذرّعوا بأسباب مختلفة لدى أرباب عملهم، بأنّهم سوف يأخذون إجازة بدون راتب مدّتها أسبوعين، والغرض من ذلك هو محاولة العبور، فإن فشلوا يعودوا لعملهم دون أي مشاكل.


وتٌقدّر تكلفة العبور نحو أوروبا بنحو ستة آلاف يورو، تتوزّع بين الوصول إلى اليونان والخروج منها، والتهريب نحو صربيا ثم التهريب نحو هنغاريا، وبعدها الخروج من هنغاريا إلى النمسا، ولكن أغلبية الموجودين على الحدود لا يملكون من هذه المبالغ شيئاً.


انتعاش حركة أسواق أدرنة


تُعتبر مدينة أدرنة القريبة من الحدود اليونانية، وجهة جميع المهاجرين، ومنها ينطلقون سيراً على الأقدام نحو النقاط الحدودية، هذه المدينة انتعشت اقتصادياً بعد حركة الهجرة عن طريقها.


ولم يكن سوق “كاراجاس” في مدينة أدرنة، يشهد أي من أنواع الحركة والانتعاش الاقتصادي، لكنّه اليوم بات مكتظًّا بالمتسوّقين لمختلف البضائع.


يُعتبر هذا السوق هو الأقرب نحو نقطة الحدود “بازار كولي” التي تشهد اشتباكات مستمرّة بين المهاجرين الذين يحاولون العبور وحرس الحدود اليوناني.


وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن السوق شهد انتعاشاً بسبب اتجاه جميع المهاجرين نحوه لشراء حاجياتهم من مختلف السلع كالأطعمة والمشروبات، والألبسة، ومعدّات الهجرة، والحقائب والبطانيات الشتوية وغيرها، ما جعل السوق في حالة نشاط غير مسبوقة.


يذكر أن الطريق البحري بين تركيا واليونان شهد أيضاً في هذه الفترة موجة هجرة كبيرة، غير أن السلطات اليونانية منعت مهاجرين كثر من النزول على أراضيها، وانتشرت تسجيلات مصورة تظهر مواطنين يونانيين شكلوا حاجزاً بشرياً لمنع وصول المهاجرين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة