سجلت أسعار الخضار والفواكه في أسواق “دمشق” ارتفاعاً بالأسعار، بعد إعلان الحكومة عن خطة خاصة بتفادي انتشار فيروس كورونا، ما أثار الهلع بين المواطنين ودفعهم نحو منافذ البيع بشكل عام، في محاولة لتخزين ما يستطيعون تخزينه خشية انقطاعٍ محتمل للبضائع أو احتمال منع الخروج من المنازل لاحقاً في حال تفشي الفيروس.


وقال مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، فضَّل عدم الكشف عن اسمه، لموقع (الحل نت)، إنه «عقب قرار مجلس الوزراء يوم الجمعة 14 آذار الحالي، بتعطيل الجامعات والمدارس وتخفيض عدد العاملين وساعات الدوام وباقي الإجراءات، أصاب الشارع #السوري نوع من الهلع، دفعهم للتوجه بشكل جنوني نحو المولات والمحلات وصالات السورية للتجارة، وهذه الأخيرة أصيبت بالعجز عن تغطية الطلب».


وعقب صدور القرار الحكومي، ارتفع سعر كيلو #البندورة من 350 ليرة سورية في سوق الهال القديم بالمفرق، إلى 450 ليرة، والخيار عاود الارتفاع إلى 700 ليرة.


وسجل البصل 800 – 1000 ليرة للكيلو، والثوم 3800 ليرة حتى 4000 ليرة، والكوسا بين 600 – 800، والبطاطا بين 500 و600 بعدما كانت بين 400 و450 ليرة.


وأكد عضو لجنة أسواق الهال “رفيق محمح” مؤخراً لموقع (الاقتصادي)، أن «أسعار البصل ستنخفض لنحو 70% عن سعرها الحالي خلال 10 أيام».


وشهدت أسعار الخضار بشكل عام قفزة في أسعارها خلال أقل من شهر، حيث كانت الأسعار منتصف كانون الثاني تساوي أقل من نصف أو نصف سعرها تقريباً اليوم، وكان سعر كيلو البندورة نحو 150 ليرة، والبطاطا نحو 325 ليرة، والخيار 425 ليرة، والبصل نحو 300 ليرة.


وشهد سوق #الهال بدمشق، اقبالاً كثيفاً على #الحمضيات، التي كانت أسعارها منخفضة نسبياً منذ بداية العام، لكن الإقبال عليها رفع سعرها أكثر ليصل كيلو البرتقال إلى 400 – 500 ليرة، والليمون إلى 1000 ليرة، وذلك لسببين بحسب المصدر الحكومي، الأول إقبال الناس عليها لغناها بفيتامين (C) الذي يرفع المناعة، والثاني نقص المعروض نتيجة تصدير الحكومة له علماً أن السوق بحاجة ماسة لهذه المنتجات حالياً.


وكانت سعر كيلو البرتقال بـ 200 ليرة، والليمون بـ 325 ليرة فقط منتصف كانون الثاني الماضي، أما باقي الفواكه، فكان كيلو الموز بـ 500 ليرة، ليسجل اليوم نحو 850 ليرة، وكيلو التفاح بـ 450 ليرة أما اليوم بـ 800 ليرة.


مبررات حكومية لارتفاع الأسعار


وبرر المصدر تبدلات الأسعار بأنها موسمية وقد تحدث كل عام باستثناء الوضع الراهن الخاص بالإقبال الكثيف بسبب الخوف من #كورونا، حيث يتم طرح المنتجات البلاستيكية في كل عام بمثل هذا التوقيت، وهي تحتاج إلى نفقات كبيرة ما يؤدي لارتفاع سعرها، إضافة إلى ارتفاع أسعار السماد، عدا عن موجات الصقيع، والأعاصير، التي ضربت المحاصيل وسببت خسائراً للفلاحين.


وشهدت جلسة مجلس محافظة دمشق الأسبوع الماضي، شكاوى من الأعضاء على ارتفاع الأسعار وخاصة الخضار، إضافة لعدم معاقبة كبار التجار والمولات والاكتفاء بملاحقة صغار البائعين على حد تعبير الأعضاء المشتكين، وفقاً لمصادر خاصة بموقع (الحل نت).


بدائل اقتصادية على الموائد


وساهم ارتفاع أسعار الخضار والفواكه، بإجبار الأسر على التقنين في الاستهلاك، فمنهم من استعاض عن الليمون بحمض الليمون الناعم، وآخرون باتوا يشترون الفواكه والخضار بقطع على عدد أفراد الأسرة، في حين ألغى كثيرون طبق السلطة من موائدهم لارتفاع تكاليفه، واتجهوا إلى تناول قطع الخضار بشكل مقنن، إضافة إلى إلغاء عادة تقديم الفواكه كطبق ضيافة للضيوف.


حتى أن بعض الأسر التي التقاها (الحل نت)، بدأت تبتعد عن طهي الأطباق التي تحتاج الكثير من البطاطا أو الباذنجان والكوسا، كما ابتعدوا سابقاً عن اللحوم، فباتت أغلب موائد السوريين تعتمد بشكل أساسي على الرز القصير من أرخص نوع، مع اللبن أو مرق البندورة، إضافة إلى أطباق مثل المعكرونة والمجدرة، والسبانخ الرخيصة التي سجل سعر الكيس، الذي يحوي 25 جرزة إلى 500 ليرة سورية، وهو سعر منطقي ومناسب للأسر التي باتت تنتقي أطباقها بحسب الخضار الموسمية الرخيصة كما هو الحال اليوم بالملفوف والسلق والزهرة.


يشار إلى أن السوريين يعانون من ارتفاع أسعار متتالي يطال كل السلع تقريباً، دون أي ضبط من الجهات الرقابية العاجزة عن فرض هيمنتها على التجار، رغم إعلانها بين الحين والآخر عن ضبوط بحق المتلاعبين، إلا أنها ليست رادعة، ولم تضبط السوق مطلقاً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.