في الموصل.. المصيبَة بمصيبَتَين: كورونا والفيضانات

في الموصل.. المصيبَة بمصيبَتَين: كورونا والفيضانات

رصد – الحل نت

نامَ الناس في #الموصل بعد أن حُظرَ التجوال فيها حُرصاً عليهم من تفشّي #كورونا، استيقظوا مع أولى خيوط الفجر من نومهم الذي أرادوه أن يطول قليلاً.

ليلَةٌ ليست كما كُل الليالي الماطرة في مدينة #الحدباء، فلم يتركوا نومهم من تلقاء أنفسهم، إنّما الكارثة التي لقوا أنفسهم فجأة فيها هي من جعلتهم يستيقظون مُكرهين على ذلك.

غرقت بيوتهم، الماء اجتاح غرف نومهم التي من المفترض أن تكون هي ملاذهم ومأمنهم في هذه المدينة التي لم تذق طعم الراحة مذ أن اجتاحها #داعش، وحتى بعد تحرّرها منه.

أطفالً وشيوخ، شبابٌ وبنات، كل منهم يبحث عن مأوى له من هذه الكارثة، #الدفاع_المدني تدخّل لإجلاء الغارقين لكن أينَ سيجلونهم في وقتٍ كان من المفترض ألاّ يغادر الناس بيوتهم تحسُّباً لـ “كورونا”.

كُسرَ التجوال وفق مبدأ “مُجبرٌ أخاكَ لا بطَل”، الزوارق ملأَت شوارع المدينة، التي باتت كأنها #دجلة من فرط المياه التي دخلَتها من كل صوب وحَدب، تكاتَفَ الناس والدفاع المدَني، علّهم يُخفّفون من هول المصيبَة.

مجموعة من الصفحات والحسابات التي تنقل أخبار #أم_الربيعين نشرَت صوراً وفيديوهات تظهر فيها مناسيب المياه المرتفعة في المدينة التي تعاني بنيتها التحتية، المتهالكة أصلا، من آثار الحرب المدمرة مع داعش.

قالَت صفحة “بنت الموصل”، التي تُعنى بأخبار المدينة: «شهدَت مدينة الموصل فيضانات وسيول لم تشهدها المدينة منذ أعوام، ما أدى إلى غرق المنازل والأحياء السكنية».

الصحفيًة والناشطة الموصليّة “جُمانة مُمتاز”، هي الأخرى تنشر مقطع توثيقي لحال المدينة وتكتب: «هذا هو حي الشرطة، ويفترض به من الأحياء الراقية في المدينة، ها قد غرقَ بالكامل».

إزاء ما حصل ما زالت الجهات الخدميّة في المحافظة تعمل منذ بكارة الصباح وحتى اللحظة لتجنيب الناس ممّا حلّ بهم على قدر ما تستطيع، وعلى قدر ما تملك من إمكانيّات.

استنفرت المحافظة كوادرها بالكامل لمواجهة الأزمة الحاصلة، بعدما كانت تستعدّ لتنفيذ تلك الإجراءات والخدمات لمواجهة خطورة فيروس “كورونا” المستجد في #العراق.

أهل الموصل أمام كارثتين، واحدَةٌ تتعلّق بكيفيّة مواجهة السيول التي أجهزَت على سكنَة المحافظة، وأُخرى تكمن في خطورة “كورونا” وهم الذين من المفترض بهم أن يكونوا آمنين في منازلهم، هذا ما تقوله الحقيقة المُرّة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.