تكبّدت #تركيا خسائر لم يسبق لها مثيل في 27 شباط الماضي، مع مقتل وإصابة عشرات جنودها جراء هجمات #القوات_الحكومية. ولم تكن تلك الواقعة إلا واحدة من عدّة حوادث قاتلة بالنسبة للقوات التركية في #إدلب بعد توجّه الآلاف منهم إلى المحافظة الشمالية بسبب أزماتٍ صاعدة.


قامت تركيا بزيادة تعزيز مهمتها في إدلب في الوقت الذي اتجهت فيه إلى #الولايات_المتحدة و#حلف_الناتو للحصول على الدعم، وتوقعت من #روسيا أن تمارس ضغوطاتها على #الحكومة_السورية لإيقاف هجوم قواتها الذي دفع بمئات الآلاف من السوريين للنزوح مجدداً إلى الحدود التركية.


إذاً، كيف وصلت كل من تركيا وروسيا ودمشق إلى هذه المرحلة؟


بطريقةٍ ما، هذه ليست إلا مرحلةً جديدة من النزاع السوري، فما بدأ كاحتجاجات في العام 2011 وتحول فيما بعد إلى ثورةٍ مسلحة عام 2012 أصبح ساحة معركة للقوى العظمى على نحوٍ متزايد.


فقد دخلت الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم #داعش ودعم الثوار بشكلٍ سري، وأصبح البرنامج السابق ناجحاً وتمكنت #القوات_الأمريكية و#قوات_سوريا_الديمقراطية، من استعادة السيطرة على محافظة #الرقة عام 2017 ودحر التنظيم في جيبه الأخير في #الباغوز آذار 2019. وحينها حكمت #واشنطن على دعمها للثوار السوريين بالفشل وأنهته بعد أن تولى الرئيس #دونالد_ترامب منصبه في 2017.


كما دخلت روسيا إلى #سوريا في تغيير رئيسي عام 2015 وبحلول 2016 ساعدت القوات الحكومية على استعادة #حلب، وتبعتها انتصارات أخرى على تنظيم داعش في #تدمر و#ديرالزور على سبيل المثال.


واستعادت القوات الحكومية الجنوب بأكمله في صيف 2018 بعد وقف إطلاق النار هناك بالتنسيق مع الولايات المتحدة والأردن. وفي غضون ذلك، بدأت تركيا في السيطرة على مناطق في شمال سوريا من خلال دعم مقاتلي المعارضة السورية الذين اختاروا الانضمام إلى ما يسمى #الجيش_الوطني.


وتضمنت عملياتها #جرابلس، ومن ثم أنشأت مركزاً للمراقبة في إدلب عام 2017، ثم #عفرين في 2018 و#تل_أبيض عام 2019. واستخدمت تركيا «الجيش الوطني السوري» لمحاربة #وحدات_حماية_الشعب (YPG) ومن ثم حثّتهم على القتال في #ليبيا، وحيّدت بذلك القوى ذاتها التي ساهمت في إنشائها.


وفي خضم كل هذا، أصبحت #إيران أيضاً ذات شأن بشكلٍ متزايد منذ عام 2012. وقد منحها دورها في سوريا مقعداً على طاولة المفاوضات في #الأستانة المدعومة من قبل روسيا. وسبق ذلك أيضاً نشر ما يزيد عن ألف إيراني في سوريا كمستشارين ومنح كذلك دوراً متزايداً لـ #قاسم_سليماني والميليشيات الشيعية المتمركزة في #العراق والقادمة من أماكن بعيدة مثل #باكستان و#أفغانستان، والتي جنّدها #الحرس_الثوري الإيراني.


كانت التوترات بين تركيا ودمشق وروسيا قد بدأت وتمددت ببطء منذ 2015 إلى عام 2016. كما أسقطت تركيا أيضاً طائرة حربية روسية في عام 2015. والحوادث من هذا النوع تعتبر مهمة لأنها قادرة على تغيير مجريات اللعبة عندما تسقط الطائرات أو تدخل التقنيات الجديدة إلى النزاع السوري.


على سبيل المثال، الطائرة الروسية التي أسقطتها تركيا لم تكن الوحيدة. فقد أُسقِطت طائرة روسية أخرى عن طريق الخطأ من قبل القوات الحكومية عام 2018 خلال غارة جوية إسرائيلية على الأراضي السورية.


كما خسرت سوريا أيضاً طائراتها من قبل نيران الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل خلال العامين 2017 و 2018. وكانت العديد من القوى ومنذ بداية الحرب متحفظة على توفير منظومات الدفاع الجوية المحمولة إلى الثوار. وقد تم إسقاط مروحيتين عسكريتين في سوريا في 14 شباط الماضي.


ودفعت روسيا للمحادثات في أستانا مع كل من إيران وتركيا لتدير النزاع وتقلل من فرص التصعيد بين القوى الرئيسة، واستمرت تلك المحادثات من 2017 وأحدثت تغييراً أساسياً في النزاع السوري، حيث مكّنت حكومة دمشق من استعادة سيطرتها بشكلٍ متزايد على أجزاء من البلاد.


وبينما تمحورت تركيا حول روسيا، من خلال صفقة s-400 التي استمرت من عام 2017 حتى 2020 ومن خلال صفقة الطاقة (ترك ستريم) والمناقشات حول ليبيا في كانون الأول من العام الماضي، وافقت كل منهما على اتفاقية #سوتشي المتعلقة بإدلب في أيلول 2018، واتفقتا كذلك على تسيير الدوريات المشتركة بعد الاجتياح التركي لـ #تل_أبيض والانسحاب الأميركي.


ومن الواضح أن كل من روسيا وتركيا وإيران متفقين على أن الدور الأميركي في شرق سوريا غير مرغوبٍ به، حيث اتهمت تركيا الولايات المتحدة بتدريب «الإرهابيين». وكان ذلك السياق الذي وجدت فيه تركيا نفسها في إدلب بدون الدعم الذي طلبته لاحقاً من الولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوربي.


لم تكن تركيا تتوقع أن تكون الحكومة السورية موفقةً في هجوم قواتها على إدلب أواخر شهر كانون الثاني كما أصبح اليوم. فقد تمكن الجيش النظامي من استعادة السيطرة على #معرّة_النعمان نهاية كانون الثاني بدعمٍ من الطيران الروسي.


وفي الرابع من شهر شباط الماضي اقتحم الجيش النظامي السوري #سراقب على طول الطريق السريع M4. وفي السادس عشر من الشهر ذاته، استعاد السيطرة على العديد من القرى بالقرب من مدينة حلب. وقد أدى هذا التقدم السريع إلى فرار حوالي 900 ألف شخص.


وبينما تم اجتياح مراكز المراقبة التابعة لها، قامت تركيا بتعزيز قواتها في إدلب. وقُتل ثمانية جنود أتراك في الثالث من شهر شباط. وفي العاشر من الشهر ذاته قُتل خمسة جنود أتراك آخرين. وزعمت تركيا أنها انتقمت من الحكومة السورية، لكن بعض مزاعمها باستخدام F-16 لم تكن إلى تبجحاً.


وقُتل جنديان تركيان آخران في العشرين من شهر شباط. والواقعة الأسوأ كانت في السابع والعشرين من ذلك الشهر، حيث يعتقد أن حوالي 33 جندياً تركياً قتلوا بنيران الجيش الحكومي السوري.


تواصلت تركيا مع روسيا في مؤتمر #ميونخ الأمني حيث اجتمع وزراء الخارجية في الخامس عشر من شهر شباط الماضي. وأرسلت تركيا وفداً إلى موسكو في السابع عشر من الشهر ذاته، لكن لم يتمخض شيء عن تلك الزيارة.


كما اتصل ترامب مع #أردوغان هاتفياً في اليوم ذاته. وتحدث وزير الدفاع التركي مع نظيره الروسي في الثاني والعشرين من شباط، وكان بوتين وأردوغان قد تناقشا في الشأن الليبي في شهر كانون الأول وكان من المفترض أن يناقشا التوترات في إدلب.


لكن تركيا كانت تطلب المساعدة من الولايات المتحدة وحلف الناتو. وبعد حادثة القتل في السابع والعشرين من شهر شباط، قالت تركيا بأنها سوف تفتح حدودها أمام اللاجئين إلى #أوروبا، وذلك للضغط على #الاتحاد_الأوروبي لفعل شيء فيما يخص إدلب.


وأرسلت تركيا في هذه الأثناء الآلاف من قواتها والمركبات المدرعة إلى إدلب ودعمت المعارضة السورية، والتي تتكون في معظمها من قوات #هيئة_تحرير_الشام، لمهاجمة #النيرب و#سراقب في الفترة ما بين الرابع والعشرين والسادس والعشرين من شهر شباط.


وكانت قوات المعارضة السورية ناجحة في الدفاع عن نفسها رغم بعض الخسائر في الحادي والعشرين من شباط. إلا أن الهجوم المضاد للجيش السوري النظامي في السابع والعشرين من الشهر ذاته، أدى إلى وقوع خسائر في صفوف القوات التركية.


من جانبها ادعت تركيا بأنها تصدت للهجوم ودمرت العشرات من دبابات الجيش السوري واستهدفت العديد من المواقع. الصورة العامة للوضع في سوريا مشوشة، ولكن بهذه الطريقة تطورت الأزمة.


التواريخ الرئيسية

  • آذار 2011، الاحتجاجات في درعا ومواجهتها بحملة قمع
  • تموز 2011، تأسيس الجيش السوري الحر
  • كانون الأول 2011، زيارة جامعة الدول العربية إلى حمص
  • حزيران 2012، محادثات جنيف الأولى
  • تشرين الثاني 2012، اختطاف الصحفي ستيفن فولي وآخرين على أيدي الإسلاميين في إدلب
  • كانون الأول 2012، إحراز المعارضة تقدماً في حلب
  • أيار 2013، تفجيرات السيارات المفخخة في مدينة ريحانلي التركية
  • أيار 2013، دخول حزب الله إلى سوريا لمساندة الحكومة السورية في معركة القُصير
  • تموز 2013، اشتباكات وحدات حماية الشعب الكردية ومسلحي المعارضة السورية في تل أبيض
  • أيلول 2013، بدأت الولايات المتحدة بتسليم السلاح للمعارضة (ضمن برنامج تدعمه وكالة الاستخبارات المركزية CIA بقيمة مليار دولار)
  • كانون الثاني 2014، سيطر تنظيم داعش على الرقة
  • أيلول 2014 – كانون الثاني 2015، معركة كوباني التي أظهرت دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب
  • شباط 2015، أول دخول تركي إلى سوريا لسحب القبر التاريخي
  • حزيران 2015، انتخابات في تركيا (الثانية كانت في تشرين الثاني من العام ذاته)
  • أيلول 2015، تدخ روسيا عسكرياً في سوريا
  • تشرين الأول 2015، تأسيس قوات سوريا الديمقراطية
  • تشرين الثاني 2015، إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا
  • تشرين الثاني 2015، انتهاء وقف إطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني  PKK وتركيا
  • تموز 2016، محاولة الانقلاب في تركيا
  • آب 2016، إطلاق تركيا عملية درع الفرات بالقرب من جرابلس
  • كانون الأول 2016 إلى آذار 2017، بدء محادثات أستانا
  • كانون الأول 2016، سقوط حلب بيد الجيش السوري النظامي
  • نيسان 2017، الاستفتاء العام الرئاسي في تركيا
  • حزيران 2017، تحرير الرقة
  • حزيران 2017، إسقاط الولايات المتحدة لطائرة تابعة للجيش السوري
  • تموز 2017، إنهاء الولايات المتحدة دعمها للمعارضة السورية
  • أيلول 2017، دخول تركيا إلى إدلب حيث أنشأت نقاط مراقبة
  • شباط 2018، إسقاط إسرائيل طائرة إيرانية بدون طيار بعد إقلاعها من مطار T-4
  • شباط 2018، هجوم قوات روسية وسورية على قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية بالقرب من خشام
  • آذار 2018، العملية العسكرية التركية ضد عفرين، عملية غصن الزيتون
  • تموز 2018، إسقاط إسرائيل طائرة تابعة للجيش السوري
  • تموز 2018، استعادة القوات الحكومية سيطرتها على المناطق القريبة من الجولان
  • أيلول 2018، اتفاقية سوتشي بين تركيا وروسيا فيما يخص إدلب
  • أيلول 2018، إسقاط الجيش السوري طائرة روسية عن طريق الخطأ أثناء قيامه بالتصدي للغارة الإسرائيلية
  • آذار 2019، فقدان تنظيم داعش آخر معاقله في الباغوز
  • تشرين الأول 2019، الانسحاب الأمريكي والاجتياح التركي لـ تل أبيض ورأس العين في عملية نبع السلام
  • تشرين الأول 2019، اتفاق روسيا وتركيا على تسيير دوريات مشتركة بعد الاجتياح التركي لشمال شرق سوريا
  • شباط 2020، فرار 900 ألف شخص من إدلب بسبب هجمات القوات الحكومية
  • شباط 2020، مقتل العشرات من القوات التركية وتصاعد التوتر بينها وبين روسيا.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة