اتّهمت الحكومة الليبية المدعومة من #الأمم_المتحدة، شركة طيرانٍ سورية بتعريض البلد، الذي مزقته الحرب، إلى خطر تفشي فيروس #كورونا من خلال نقل ما أسمتهم بـ «المرتزقة» إلى مدينة #بنغازي الشرقية التي تخضع لسيطرة القائد العسكري الجنرال #خليفة_حفتر.  


وقالت حكومة #الوفاق الوطني في #طرابلس إن طائرات تعود لشركة #أجنحة_الشام السورية «أحضرت مقاتلين سوريين مرتبطين بشركة #فاغنر الخاصة الروسية، وأعضاء من #حزب_الله اللبناني و#الحرس_الثوري الإيراني، إلى شرقي ليبيا لمساندة الجنرال “حفتر”».


وقالت وزارة الداخلية في حكومة (الوفاق الوطني) إن «وجود المرتزقة السوريين في #ليبيا قد يتسبب بـ كارثة صحية، بسبب أنشطتهم في أجزاء أخرى من #الشرق_الأوسط مثل #إيران، حيث ينتشر فعلياً وباء فيروس كورونا».


ولا توجد حتى الآن أية إصابات مؤكدة رسمياً بفيروس كورونا في ليبيا، إلا أن الدول الغربية والعربية دعت الفصائل المتحاربة إلى وقف الأعمال القتالية لتتيح الفرصة للبلاد للتصدي للفيروس القاتل.


وكانت حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، قد بدأت بمحاربة الجنرال “حفتر” منذ أبريل نيسان 2019 لاستعادة السيطرة على البلاد، بعد أن حاصر الأخير، والمعروف بالرجل العسكري القوي، العاصمة طرابلس.


وتعدّ هذه المعركة من أكثر الصراعات العالمية تداولاً، ففي الوقت الذي تتلقى فيه حكومة الوفاق الوطني دعماً من #تركيا، يتلقى الجنرال “حفتر” دعماً عسكرياً من #روسيا والإمارات العربية المتحدة ومصر.


في غضون ذلك، يرى محللون أن اهتمام حكومة الوفاق الوطني بانتشار فيروس كورونا «يقدم مثالاً آخر عن كيفية توطيد تلك الروابط الدولية وتعميقها، لاسيما بعد الدور المتنامي للتحالف الجديد في المنطقة بين الرئيس السوري #بشار_الأسد و#موسكو والجنرال “حفتر”».


ومع ازدياد ارتباط النزاعين في كل من ليبيا وسوريا، وسعياً للتخلص من العزلة الدولية لحكومة #دمشق، سعى “بشار الأسد” وبدعمٍ روسي، إلى بناء علاقات مع الجنرال حفتر، وفق الفينانشيال تايمز.


حيث عمل الأخير على افتتاح سفارة ليبية في دمشق خلال شهر مارس آذار الجاري وافتتحت شركة أجنحة الشام للطيران مكتباً لها في بنغازي. وقد أظهرت بيانات تتبع الرحلات أن السفر بين سوريا وليبيا قد ازداد.


ووصفت شركة أجنحة الشام، التي كانت قد صنّفتها وزارة #الخزانة_الأميركية عام 2016 بأنها تساند “الأسد”، الادعاءات بنقلها مقاتلين بأنها «كاذبة».


وقالت الشركة المذكورة، التي تعود ملكيتها للقطاع الخاص، إنها «لم تنقل أي مسافر على صلة بالحرس الثوري الإيراني أو أي طرف مرتبط بالنزاع في ليبيا، وأن الشركة أعلنت  الأسبوع الماضي تعليق رحلاتها بسبب فيروس كورونا».


من جانبه، قال “جليل الحرشاوي” المتخصص بالشؤون الليبية وزميل في معهد كلينجندايل للأبحاث في #هولندا، إن «شركة فاغنر قد أرسلت حوالي 200 مقاتل روسي إلى ليبيا خلال هذا العام وأنها جنّدت 300 إلى 400 آخرين من المرتزقة  السوريين للقتال إلى جانب الجنرال حفتر».


وأوضح “الحرشاوي” أن #الإمارات_العربية المتحدة «زوّدت الجنرال “حفتر” بآلاف الأطنان من الأسلحة، إلا أنه يفتقر للمقاتلين، مما يعني أن هناك حاجة إلى مزيد من الرجال للالتحاق والموت على خط المواجهة».


وقد أصبح العيش كـ «مرتزق» دولي، فرصة مهنية جذابة للبعض في سوريا، حيث أدت الحرب الأهلية التي دامت لعشر سنوات إلى تدمير الاقتصاد.


وقال مقاتل سابق في ميليشيا من جنوب سوريا لـ (الفينانشيال تايمز) إنه «تم تجنيده للقتال في ليبيا ووعد بتلقي ألف دولار شهرياً لقاء قيامه بحماية المنشآت، مع زيادة تصل إلى ألف وخمسمائة دولار لقاء المهمات الخاصة».


وقد قيل لهذا المقاتل، البالغ من العمر 29 عاماً والذي يتلقى التدريبات حالياً، إنه «سيقاتل إلى جانب الجيش الليبي وأن شركة روسية سترعى المهمة دون الإشارة بالاسم إلى شركة فاغنر».


وأضاف المقاتل: «أنا لا أحب القتال، ولكن هذا ما فرضته علينا الحياة. ليس هناك فرصة عمل أفضل منها في سوريا».


وتتمتع شركة (فاغنر) في سوريا بحضورٍ واسع وتعرف بقتالها إلى جانب القوات الموالية للأسد لاستعادة السيطرة على حقول النفط من تنظيم #داعش.


وقد استخدمت الشركة خبرتها في سوريا للحصول على عقود في ليبيا ودول أخرى، حيث تعمل قواتها على دعم أهداف السياسة الخارجية الروسية.


المصدر- (الفينانشيال تايمز)

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.