بمشاريع صغيرة نساء سوريّات يواجهن الفقر والبطالة

بمشاريع صغيرة نساء سوريّات يواجهن الفقر والبطالة

بأدوات بسيطة وراس مال متواضع، طوّعت #نساء من شمالي شرقي سوريا قدراتهن لإنشاء #مشاريع_صغيرة خاصة بهن، مذللات بعضاً من العوائق الاجتماعية والاقتصادية التي فرضتها وتفرضها سنوات الحرب التسع.

في محافظة ديرالزور
بدأت “رقية الرشيد”_من مدينة #الميادين_ بعد عودتها إلى مدينتها من رحلة نزوح دامت أكثر من عامين، بمشروعها الخاص والذي حولت من خلاله منزلها، إلى معمل صغير لصناعة الحلويات، واستطاعت خلال فترة وجيزة، تطويره وخلق فرص عمل من خلاله لنساء أخريات.

“نجاح مشروع المعمل كان ثمرة تشجيع زوجي، انطلقت فكرته قبيل عودتنا إلى المدينة، حيث بدأنا بالتفكير بالمشروع والتحضير له بالتنسيق والاستفادة من خبرة أصحاب محلات لبيع الحلويات والمعجنات في المدينة، الذين أبدوا موافقتهم وتعاونهم، فزوجي كان من أمهر صناع الحلويات في عموم المنطقة قبل أن يفقد ذراعه في غارة جوية قبيل النزوح”، تقول رقية.

تتابع: “بدأت بصناعة الحلويات والمعجنات بإشراف من زوجي وتشجيع منه، وخلال مدة قصيرة اكتسبت الخبرة الكافية، وبدأ أصحاب المحال يطلبون كميات كبيرة منا، ومن هنا قررنا أن نقوم بتحويل المنزل إلى معمل صغير لنواكب حاجة السوق»، وفق قولها.

ساعات طويلة تقضيها “رقية” برفقة خمس نساء أخريات داخل المعمل، وجدن فرصة عمل فيه لإعداد أصناف الحلوى.

صعوبات عديدة تمكنت رقية من تجاوزها في بداية مشروعها كتأمين معداته ومستلزماته، مدفوعة بعزيمة أولها ودعم وتشجيع زوجها.

تقول “نور طعمة” إحدى العاملات مع “رقية” إن «عملها مكنها من إعالة أسرتها المكونة من أربعة أطفال، بعد وفاة زوجها، ما انعكس بشكل إيجابي على حياتها وحولها إلى إنسانة منتجة» وفق تعبيرها.

في محافظة الرقة
نجحت “أم سارة” وبناتها في كسب عشرات الزبائن من خلال مشروعهن الخاص بتزيين سيارات الأعراس والمناسبات وسط المدينة.

تقول ابنتها “سارة” لـ «الحل نت»: “افتتحت أمي هذا المشروع بعد خروج داعش من المدينة وساعدناها فيه وطورناه وكسبنا خبرة كبيرة”.

“الزبائن معجبون بعملنا من مختلف أنحاء المدينة والقرى المجاورة لها، لأننا   نبتكر في كل مرة زينة مختلفة تروق لأصحاب المناسبات الذين يتوقون للفرح”، وفق قولها.

من جانبها ترى “أم سارة” أن “عمل المرأة في أي مهنة، بات ضرورة، بدلاً من بقائها عاطلة عن العمل والمساهمة في تدهور وضعها بالدرجة الأولى وتدهور المجتمع من حولها”.

في ريف محافظة الحسكة
المعلمة “ياسمين الراوي”، عدد من صديقاتها في منطقة #الشدادي ابتكرن مشروعاً مختلفاً، فقد أنشأت كل واحدة منهن مدرسة مصغرة لتعليم الأطفال بالمنازل في ظل تراجع الاهتمام بالتعليم الحكومي، وقد لاقت الفكرة إقبالاً غير متوقع، بحسب حديث “الراوي” لموقع “الحل نت”، خصوصاً الأسر الحريصة على أن يتلقى أطفالها تعليماً جيداً.

و”الراوي” هي المعيلة الوحيدة لأسرتها، بعد عجز والداها نتيجة تعرضه لحادث سير، أفقده القدرة على المشي منذ أكثر من أربعة أعوام.

وحتى وقت متأخر من كل يوم تقضي “رفيدة اليونس”، من مدينة الحسكة، أكثر من سبع ساعات في تدريب النساء الراغبات في تعلم قيادة السيارات، وتستخدم سيارتها الخاصة التي كانت تفكر ببيعها نتيجة ظروف اقتصادية مرت بها، وتراجعت عن ذلك بعد أن خطرت لها فكرة تشجيع النساء على القيادة في المدينة، وفي نفس الوقت تعود عليها بدخل جيد، وفق حديثها لموقعنا.

كما أن المرأة  الريفية  في تلك المناطق ليست بمعزل عن كل هذا، لم تتوقف النساء في القرى والبلدات عن ممارسة الأعمال التقليدية كجمع الحطب والزراعة والاهتمام بالأرض، ورغم أنها تعمل دون مقابل مادي في معظم الأحيان، إلا أن العمل هو نمط حياة لديهن.

لم تعد تفكر النساء السوريات اليوم في إيجاد فرصة عمل فحسب، بل أصبحن يتخدن خطوات للاستدامة وتوسيع الأعمال أو إرساء مفاهيم جديدة في سوق العمل، كما أن خلق فرص عمل لنساء أخريات أو رجال، باتت هدفاً أساسياً في معظم المشاريع الصغيرة التي تطلقها النساء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.