ثمّة أزمة جديدة تحصل في #العراق هذه الأيام، نتيجة وباء #كورونا المستجد الذي اجتاح البلاد أواخر شباط/ فبراير المنصرم، عندما سُجّلت أول حالة في #النجف لشاب إيراني يدرس في #حوزة_النجف الدينية.

الأزمة تتمثّل، في حالة الوفيات جراء الفيروس، وبالضبط في إشكالية دفن جثامين المتوفّين، إذ تعاني كوادر #وزارة_الصحة العراقية من عدم وجود/ تخصيص أماكن لدفنهم.

منذ يومين، ذهبَت بعض كوادر الوزارة برفقة القوات الأمنية في محاولة منها لدفن الموتى في منطقة #النهراون، التي تقع شرقي العاصمة #بغداد، لكن أهاليها تظاهروا وقطعوا طرق المنطقة، وحرقوا الإطارات.

تراجعت الجهات المعنية وأعادت الجثث ولم تدفنهم حتى لحظتنا، فما أسباب رفض أهالي النهروان للتعاون؟ يقول “حسين علي” وهو شاب جامعي من سكنة المنطقة، «بكل بساطة؛ لأنهم يعتبرونا الحديقة الخلفيّة».

“علي” يوضّح لـ “الحل نت“، «الجهات الحكومية في العاصمة، دائماً ما تحاول في التخلص من كل أزمة عبر منطقتنا، فهي الاحتياط المنقذ لهم، بالأمس “الطمر الصحي” واليوم يريدون دفن الوفيات قرب سكننا».

مُكملاً: «نحن نخشى من تأثيرات مستقبليّة علينا كمنطقة، بخاصة إن مرضى “كورونا” مثلما سمعنا يبقى فيهم الفيروس حتى بعد مماتهم لعدة أيام، وهذا ما يُخيفنا، لذلك نرفض أن نكون الضحايا، ثمة أماكن مهجورة يمكنهم استخدامها».

مدير عام #صحّة_الرصافة، الدكتور “عبد الغني سعدون الساعدي“، انتقد عدم تعاون سكان العاصمة معهم، قائلاً: «كأن الإنسانية تلاشت وتجلّدت قلوبنا وتصحّرت الرحمة في قاموسنا، عندما تسمّرت تلك الجثث في ثلاجات الموت».

«الكثير من المحافظات تُعارض، وتركت مصير الأموات عالق في ثلاجات الموت، ما الحل؟ أَنترك تلك الجثث تتفسّخ دون أن نجد أرضاً تحتضن أجسادهم، مع أن العلم يؤكد شرعية الدفن وفق مواصفات وضوابط #منظمة_الصحة العالمية دون مخاطر مستقبلية».

«الغريب أن هناك صمتاً كبيراً من بعض الجهات المسؤولة، لا تجد حلول لهذه المأساة الإنسانية الكبيرة، ووزارة الصحة ودوائر الصحة لم تقصّر في إيضاح الضوابط العلمية للدفن»، يقول الساعدي فب تدوينته عبر حسابه في “فيسبوك”.

ويُكمل، «ثم هنا السؤال الذي يطرح نفسه، لِما دفنت #إيران و #الصين و #أميركا و #إيطاليا ضحاياها، لو كان هناك خطورة أو شك بانتقال الفيروس؟ ولكانَت هناك توصيات إضافية حول ذلك لكن موضوع الدفن طبيعي ولا يشكل خطورة نهائياً».

في السياق، تقول الطبيبَة في إحدى مستشفيات #الرصافة “سارة الحاتم” إن «الجثث ما تزال حتى الآن في الثلاجات، أكثر من /10/ أيام مرّت، والجثث ما زالت في مكانها، دون وجود مكان لدفنها».

وتُضيف “الحاتم” وهو (اسمً مستعار)، «إن لم تكن ثمّة حلول قريبة فالجثث ستتفسّخ، ولن يتحمّل ذلك غير الحكومة التي تقف في دور المتفرّج، دون أن تتحرّك لحل هذه الكارثة الإنسانية»، على حدّ وصفها.

وتلفت في حديثها مع “الحل نت“، «يجب أن يكون هناك تحرّك من الجميع لإنهاء هذا الموضوع الإنساني الذي أدمانا، لا يمكن إطلاقاً أن تبقى هذه الجثث في ثلاجات الموتى بدون حلول لدفنهم، هذا أمرٌ معيب جداً».

وارتفعَت حالات الوفيات إلى /36/ حالة وفاة جراء “كورونا” بعد تسجيل /7/ وفيات في اليوم الماضي بحسب وزارة الصحة العراقية، التي سجّلت /36/ إصالة جديدة إبّان الـ /24/ ساعة الماضية.

ووصل العدد الكلي للإصابات بفيروس “كورونا” إلى /382/ إصابة، بضمنها /100/ حالة في #إقليم_كردستان، وتتصدّر العاصمة بغداد قائمة الإصابات بـ /123/ حالة، تليها #السليمانية بـ /70/ حالة إصابة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة