بعد تزايد حالات الإصابة بفيروس “كورونا” في إقليم “كردستان العراق”، بالرغم من فرض السلطات الحكومة إجراءات حظر التجول وغلق الحدود البرية والجوية، حذّرت وزارة الصحة في الإقليم من احتمالية انهيار الوضع الصحي، وانتشار الفيروس بشكل كبير بين صفوف المواطنين، ما يصعّب السيطرة عليه.

وسجل الإقليم ارتفاعاً كبيراً بالإصابات خلال الأيام الماضية، وخاصة بمدينة “السليمانية”، الملاصقة حدودياً لإيران، فيما وجهت الجهات الصحية دعوة لجميع العائلات بالتزام منازلها، حفاظاً على حياتها ومنعاً لانتشار الفيروس.

بارزاني يوجه رسالة

“مسرور بارزاني”، رئيس حكومة إقليم كردستان، قال في رسالة وجهها إلى المواطنين في إقليم كردستان، إن «الوضع سيخرج عن السيطرة إذا لم يتعاون المواطنون في الإقليم مع الجهات الصحية، ويلتزموا الجلوس في منازلهم لتجاوز هذه الأزمة».

مبيناً أن «الإمكانيات الصحية في إقليم كردستان محدودة، ولن تستوعب جميع الإصابات، في حال انتشر فيروس “كورونا” بصورة كبيرة، بسبب تجاهل الناس خطورته وعدم التزامهم بالوقاية الطبية».

عشرة أيام حاسمة

“سامان برزنجي”، وزير الصحة في حكومة إقليم كردستان، أكد أن الإقليم أمام عشرة أيام خطيرة جداً، وهي المدة التي يمكن أن يكون الفيروس قد تفشى فيها بصورة كبيرة جداً بين المواطنين وفي الأحياء السكنية.

من مدية “أربيل”. خاص «الحل نت»

برزنجي قال في تصريح لـ«الحل نت» إن «هذه الأيام ستكون صعبة جداً وحساسة، وقد قمنا بمجوعة من الإجراءات الطبية، بينها حجر مناطق ومجمعات سكنية بالكامل، نتيجة لظهور حالات إصابة بالفيروس».

وأضاف أن «الأيام المقبلة تحتاج التزام المواطنين بشكل كبير، والبقاء فترة أطول داخل منازلهم، لأن العدوى إذا تفشت بينهم، سيصعب السيطرة على الحالات، وسيكون الجميع معرضين للإصابة».

منطقة كاملة تحت الحجر الصحي

“ناصح حسن”، قائم مقام قضاء “دربندخان”، التابع لمحافظة السليمانية، أشار إلى أن السلطات المحلية وضعت سكان القضاء بالكامل تحت الحجر الصحي.

لافتاً خلال حديثه لـ”الحل نت” أنه «وبعد تزايد حالات الإصابة في قضاء “دربندخان”، ونتيجة الشكوك بتفشي الوباء داخل القضاء، نتيجة امتناع عدد من المواطنين عن الذهاب للفحص، تم وضع القضاء بالكامل تحت الحجر، وفحص سكانه للتأكد من سلامتهم».

وبيّن أن «الفِرَق الصحية قامت بتعقيم الشوارع والأزقة والأحياء السكنية داخل القضاء بالكامل، للمساهمة بمكافحة الفيروس».

حقيقة ما يجري على الحدود الإيرانية

مصادر إعلامية أكدت وجود عمليات تهريب بشر، تقوم بها مجموعات مختلفة في عدة مناطق من محافظة السليمانية، لإدخال المواطنين من إيران إلى الإقليم، بعد قرار غلق الحدود بشكل كامل.

المصادر قالت إن «من يدخلون بشكل غير شرعي لا يخضعون للحجر الصحي، ويتنقلون بين مناطق الإقليم، وقد يكون بعضهم حاملين للفيروس، وبالتالي فأن أعداداً كبيرة من المواطنين قد يتعرضون للإصابة، نتيجة انتقاله المرض عبر الملامسة والاختلاط».

العميد “سامال عبد الرحمن”، مدير الجمارك في إقليم كردستان، أكد أن جميع المنافذ الحدودية مع إيران مغلقة، ولا يسمح لأي شخص بالدخول عبرها، وهي مفتوحة للبضائع التجارية فقط، التي تخضع للفحص الطبي، ويتم تبادل البضائع عبر شاحنات محلية، ولا يسمح لسائقيها من الإيرانيين بالدخول إلى الإقليم.

“عبد الرحمن” بيّن في حديثه لموقع «الحل نت» أن «جميع من دخلوا من إيران في الفترة السابقة على غلق الحدود خضعوا للحجر الصحي لمدة أربعة عشر يوماً، أما الذين دخلوا بصورة غير شرعية فتقوم الأجهزة الأمنية بملاحقتهم وملاحقة العصابات التي تقوم بتهريبهم، وهم مجموعات قليلة جداً، لأن الأجهزة الأمنية تفرض سيطرتها على الشريط الحدودي». حسب وصفه.

واتخذت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان مجموعة من القرارات لمواجهة تفشي فيروس كورونا، من بينها وضع الحواجز الكونكريتية في الشوارع الرئيسية بمدن الإقليم، ونشر المفارز الأمنية في الأحياء الفرعية، لمنع التجمعات، ومنع القادمين من المحافظات العراقية بالدخول إلى الإقليم، إلا بموافقة حصرية من وزير الداخلية، فيما قامت مديرية المرور بفرض الغرامات المالية على السيارات المخالفة، وحجز الآلاف منها نتيجة لتكرارها للمخالفات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.