الوجه الآخر لـ«كورونا» مبادرات مدنية وفردية سورية تدعو إلى التكافل وإعالة الفقراء

الوجه الآخر لـ«كورونا» مبادرات مدنية وفردية سورية تدعو إلى التكافل وإعالة الفقراء

بالتزامن مع دخول مناطق الإدارة الذاتية حظر للتجوّل، وشلّ النشاط الاقتصادي وتوقف عمل الغالبية الساحقة من الأهالي، تداول عدد من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات وتسجيلات مصورة لمبادرات شخصية ومدنية تدعو إلى تقديم المساعدة للعائلات الفقيرة التي تضررت نتيجة الحظر وتشديد الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

وتداول مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي في مناطق #الإدارة_الذاتية، أمس الخميس، تحدياً عبر تسجيل مصور، يتكفل فيه صاحب التسجيل بإعالة عائلة فقيرة تأثرت بإجراءات الحظر في المنطقة مدة شهر، ومن ثم توجيه التحدي إلى ثلاثة آخرين من معارفه وأصدقاءه.

قبول التحديّ
وسرعان ما لاقت المبادرة تفاعلاً لافتاً، تناقل على إثرها العشرات التحدي عبر مقاطع مصورة عبروا فيها عن استعدادهم للتكفل بعائلات فقيرة في المنطقة، ليصل التحدي إلى العشرات خلال ساعات.

وبحسب «كاسر عبدو» وهو أحد المنضمين للمبادرة، فإن التحديّ بدأ أول أمس الأربعاء، من صفحة لاعب منتخب سوريا لكرة القدم «كاوى حسو»، بعد أن وجه فيه الدعوة كتحدي عبر موقع الـ«فيس بوك»، إلى عدد من أصدقاءه المقتدرين ماديا، للتكفل بتقديم المساعدة المادية لعائلة مدة شهر.

وأوضح «عبدو» وهو أحد نازحي مدينة #سري_كاينه (رأس العين) ويقيم حالياً في قرية التوينة بريف الحسكة، أن «التحدي انتقل إلى آخرين؛ بعضهم مقيم في الدول الأوربية، وآخرون مقيمون في إقليم كردستان العراق». لافتاً إلى أن «التحدي لم يتوقف عند من تم توجيه الدعوة لهم من قبل أصدقائهم، بل تعداه إلى آخرين بادروا من تلقاء أنفسهم إلى التفاعل والتكفل بإعالة عائلات فقيرة بحاجة إلى أبسط مساعدة في هذه الظروف الصعبة».

التضامن الإنساني
وكان من بين من تفاعل مع #المبادرة والتحدي كل من #جومرد_موسى لاعب المنتخب السوري سابقاً، وأيضاً اللاعب السابق في #نادي_الجهاد «يونس سليمان»، حيث أبدى الجميع دعمهم للمبادرة مشجعين آخرين للانضمام.

في غضون ذلك بادر عدد من أصحاب المحلات في مدينة #ديرك إلى إعفاء العشرات من المستأجرين في سوق المدينة، وذلك بعد أن شهدت بلدة كركي لكي (المعبدة) مبادرة مماثلة أعفى فيها أصحاب المحلات المستأجرين من آجار شهر نيسان/ إبريل القادم.

وفي مدينة ديرك (المالكية) بادر المواطن (أحمد سيد طاهر، ومجيد حاج عبدي)، وهما صاحبا مجمع تجاري وسط المدينة إلى إعفاء العشرات من المستأجرين في المجمع من آجار المحلات طيلة فترة الحظر المفروض على المنطقة.

وقال «سيد طاهر» لموقع «الحل نت» إنهما «كشريكين بادرا إلى إعفاء المستأجرين في المجمع التجاري الذي يملكانه وسط مدينة #ديرك، بعد أن عبر عدد من المستأجرين على صفحتهم في موقع (الفيس بوك) عن توقف عملهم وتكلفهم بدفع آجار محلاتهم»، مشيراً إلى أن «غالبية المستأجرين هم من الشباب ومحدوديّ الدخل، وأن من بينهم نساء أرامل يقمنّ بإعالة أطفالهنّ». مشيراً إلى أن المبادر تشمل إعفاء المستأجرين مدة شهر، ومؤكداً «استعدادهم لإعفائهم مجدداً في حال استمرت فترة الحظر مدة إضافية».

مشاركة المنظمات المدنية
وأكد صاحب المجمع أن الغاية من المبادرة، أن تكون محاولة ليحذوا آخرون بشكل مماثل، خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة التي يتم فيها تداول أخبار سلبية على مستوى العالم، ودعوة إلى نشر التراحم بين الناس كوجه آخر للأزمة التي يمر بها الناس عامة.

في سياق متصل، أفاد الصحفي مصطفى الخليل (مقيم في مدينة #الرقة) موقع «الحل نت» أن «عدد من المنظمات المدنية، تتجه غداً السبت، إلى إطلاق حملة في مدينة الرقة وريفها، تدعو إلى تحقيق نوع من التكافل الاجتماعي بين الأهالي». لافتاً إلى أن «الحملة كانت قد سبقتها دعوات مدنية من نشطاء إلى إعفاء المستأجرين في المنازل والمحلات ضمن المدينة، وذلك مراعاة للظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، بعد دخولها فترة حظر التجول وتوقف الغالبية من الأهالي عن العمل».

وكانت مبادرات مماثلة قد انتشرت على صفحات محلية، حتى لبعض القرى؛ كقرية «الكالطة» بريف الرقة الشمالي، دعا فيها النشطاء الأهالي إلى مساعدة الفقراء من أبناء القرية، وإعفاء المستأجرين نتيجة توقف أعمالهم.

تطويق المرض
في السياق ذاته، أطلقت إحدى المنظمات المدنية السورية (فريق ملهم التطوعي) حملة تبرعات تحت شعار «لنحمي بعض» شارك فيها ممثلون وشخصيات سورية تدعو عبر تسجيلات مصورة إلى تقديم تبرعات من أجل إعالة بعض العوائل النازحة في المخيمات داخل #سوريا وفي ت#ركيا ولبنان، وذلك على خلفية الظروف الصعبة التي تواجهها المنطقة.

إن كان احتواء آثار الحرب ومساعدة النازحين واللاجئين وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية لهم في مقدمة مهمات المنظمات المدنية والجمعيات الخيرية، فإن تهيئة سبل الحياة الحرة الكريمة للمحتاجين في زمن وباء الكورونا وحظر التجوّل لتمكينهم من العيش في سلام، من كبرى المهمات التي تقع على عاتقهم في الوقت الحالي، كي يتسنى لهم تجاوز هذه المرحلة الصعبة والاستثنائية، في ظل وجود عشرات الآلاف من العائلات التي كانت تعتمد على قوتها اليومي من خلال العمل الحر لرب الأسرة، والتي بدورها ستساعد في عمليات حظر التجوّل وتطويق المرض وعدم انتشاره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.