أثقلت أهوال الحرب كاهل معظم السوريين خلال السنوات التسع الأخيرة، وهاهم يرون في فيروس “كورونا” عبئاً جديداً سيزيد من قسوة الحياة عليهم ويحملهم فوق طاقتهم المادية والمعنوية، ويرى كثير منهم أن هناك “مبالغة إعلامية” تجاه مرض “يشبه الانفلونزا يُشفى أكثر من ثمانين بالمائة من #المصابين به دون الحاجة لرعاية طبية في المشافي، أما الـ 20 بالمائة، فيتم شفاء غالبيتهم بفضل الرعاية الطبية الجيدة”. أوليس هذا ما جاءت به الإحصاءات العالمية؟

“تستغرق إصابة سكان الكرة الأرضية_أكثر من سبع مليارات_ بفيروس كوفيد 19، 70 يوماً تقريباً”. أجرى هذه الحسبة البسيطة الدكتور “هادي يازجي” المختص بعلم الأمراض (Pathology)،  الذي يعمل على  معرفة خصائص وعلامات الأمراض في الولايات المتحدة الأميركية، شارحاً كيف أن عدم أخذ الاحتياطات للحد من انتشار فيروس “كورونا”، قد يتسبب_افتراضياً_بإصابة كافة سكان الكرة الأرضية، خلال فترة وجيزة.

شرح لنا الدكتور “يازجي” فكرته مفترضاً أن “كل شخص مصاب بالفيروس يُحتمل أن ينقل العدوى لشخصين أو ثلاثة فقط، وبناء على ذلك يمكن أن يبلغ عدد المصابين بحالات خطرة_بحاجة إلى #مشافي ومنفسات_ في مدينة يعيش فيها ثلاث ملايين إنسان، مثل دمشق، على سبيل المثال، ستمائة ألف مصاب، أي نسبة الـ 20 في المائة”.

فكيف ستتسع المشافي لمثل هذا العدد أو حتى نصفه وهي المكتظة أصلاً؟ وهل هناك ما يكفي من الأدوية وأجهزة التنفس؟ هل هناك ما يكفي من الكمامات والقفازات لحماية الأطباء والعاملين على رعاية #المرضى؟

لا تتوفر هذه الإمكانيات ليس في سوريا فحسب، بل في معظم دول العالم، لذلك فإن الحل الوحيد هو تكامل العمل من أجل الحد من انتشار هذا #الفيروس، برأي الدكتور “يازجي” الذي يرى بزيادة القوانين والتوجيهات سبيلاً للحد من انتشار الفيروس في سوريا، متمنياً أن يزداد وعي الناس وشعورهم بالمسؤولية والتزامهم بتعليمات الجهات الطبية المختصة من حيث العزل والتعقيم، والابتعاد عما يتم تداوله على صفحات الإنترنت من نصائح خاطئة وشائعات لا تفيد إلا في نشر الخوف وتعزيز الاستهتار.

في دراسة أجرتها جامعة “هارفارد” في آب 2019، تبين أن #النساء أفضل صحة من #الرجال بسبب عدة عوامل، منها ما هو بيولوجي ومنها ما يتعلق بالعادات والطباع السائدة بين الرجال، مثل ضغط العمل والطبيعة التنافسية وعدم تفريغ المشاعر.

لكن أحد الأمور الهامة والتي تشكل فارقاً على صعيد الحفاظ على الصحة، هو نزعة الرجال_بدون تعميم_ إلى الاستخفاف بدور المتابعة الطبية الجدية وتجاهل عوارض صحية قد تكون خطيرة، على عكس النساء فهن أكثر التزاماً بتعليمات الأطباء وأكثر التزاماً بقواعد العناية بالصحة.

الروائي السوري “خالد خليفة” الذي عاصر انتشار الكوليرا في سوريا، في سبعينيات القرن الماضي، كتب للشرق الأوسط: “كانت الكوليرا زائراً سنوياً، يحصد عشرات آلاف الأرواح، ويمضي كقاتل محترف… ذكرياته المرعبة ما زالت تقض مضاجعنا، وتعود من جديد مع أي وباء جديد…”

“أمي، لا تملك كما كل الأمهات، طريقة للحماية من الوباء الذي يتبختر في الشوارع، سوى نقعنا في المياه الساخنة، وفرك جلودنا بالصابون لطرد الوباء من جلودنا…”.

تعتبر النساء اليوم، الخط الأول لفرض النظافة الجدية والعزل، فمعظمهن تملن _بحكم التنشئة أو كخيار شخصي_ للنظافة، فكما تحرصن في الأيام العادية وبدون توصيات على النظافة الشخصية والمنزلية، يتضاعف اليوم إحساسهن بالمسؤولية ويتعاملن مع التعقيم واتباع الإرشادات بمسؤولية تامة.


هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.