تركيا تتبرع لكركوك بآلاف الكمامات، أطماعٌ بالنفط أم مساعدات إنسانية؟

تركيا تتبرع لكركوك بآلاف الكمامات، أطماعٌ بالنفط أم مساعدات إنسانية؟


أفادت صحيفة سعودية، بأن تركيا باتت تُظهر “سخاءً” غير معهود و”تطوّعاً” استثنائياً لـ”مساعدة” أهالي محافظة #كركوك العراقية في أي ظرف طارئ يواجهونه، واضعة ذلك تحت عناوين من قبيل “حسن الجوار والتضامن الإنساني والأخوّة الدينية”.


وهو ما ينفيه أغلب العراقيين بمن في ذلك أبناء المحافظة نفسها معتبرين أنّ أطماع #أنقرة في محافظتهم الغنية بالنّفط وراء تركيزها الواضح عليها، بحسب صحيفة “العرب”.


وأعلنت #تركيا عن تقديمها بضعة آلاف من الكمامات لمديرية الصحة في كركوك العراقية “بمبادرة من سفيرها في #بغداد فاتح يلدز، ضمن إطار مساعيها الرامية لدعم العراق في مكافحته لفيروس “#كورونا”.


وترى الصيحفة أن تعيين يلدز نفسه سفيراً لتركيا في العراق جاء مؤخّراً في إطار تدشين أنقرة لمرحلة جديدة من العمل على مدّ النفوذ في البلد الجار المفتوح على التأثيرات الخارجية، بالاستناد إلى حالة الضعف التي تمرّ بها #إيران راهناً وربما تقود إلى تراجع نفوذها في البلد.


وعبّر يلدز عن ذلك بالقول إن «التوازنات السياسية التي تأسست في #العراق عام 2003 قد تغيّرت، وإن أنقرة تعمل على تحسين التعاون الثنائي التركي العراقي، وخاصة في مجالي الأمن والاقتصاد».


وكان السفير يشير بذلك إلى النظام القائم في العراق والذي ساهمت إيران في إنشائه وفي وضع مقاليد قيادته بين أيدي حلفائها من قادة #الأحزاب_الشيعية، لكنّه بدأ مؤخّراً يواجه صعوبات في التماسك وحماية نفسه من السقوط بفعل رفض الشارع له والمعبّر عنه في الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في أكتوبر الماضي، وأيضاً بفعل استشراء الخلافات بين أهمّ الأحزاب والشخصيات القائدة له، الأمر الذي انعكس في عدم تمكّنها من التوافق على رئيس حكومة جديد يسدّ الفراغ النّاتج عن استقالة حكومة #عادل_عبدالمهدي في نوفمبر الماضي.


وتكفّلت تركيا قبل أشهر، في إطار تركيزها الاستثنائي على كركوك، بتمويل عملية ترميم سوق قيصرية وسط المدينة والذي يعود إلى الحقبة العثمانية، بعد أن أتى عليه حريق هائل سنة 2018.


وكانت وكالة “الأناضول” التركية قد نقلت عن عضو اللجنة التنفيذية في الجبهة التركمانية العراقية علي مهدي، قوله إن «تركيا تبرّعت لمديرية الصحة في كركوك بـ18 ألف كمامة».


وأضاف مهدي أن «مدينة كركوك كانت بحاجة ماسة لهذه الكمامات، متقدما بالشكر إلى تركيا لوقوفها إلى جانب أبناء الشعب العراقي على الدوام».


ويرى متابعون للشأن العراقي أن «ما تحويه كركوك من ثروات نفطية كبيرة هو ما يدفع تركيا لدخول حلبة الصراع على المحافظة التي يطالب أكراد العراق بضمّها إلى إقليمهم، بينما تتمسّك الحكومة المركزية العراقية ببقائها خارجه».


وتؤكد الصحيفة أن «تركيا تعمل على التمكين لأبناء القومية التركمانية بهدف اتخاذهم جسراً ومدخلاً لاختراق المحافظة، في ظلّ ما يبديه قادة هذا المكوّن من ولاء لأنقرة يفوق في كثير من الأحيان ولاءهم للدولة العراقية بحدّ ذاتها».


ومنذ انسحاب قوات “#البيشمركة” الكردية من كركوك في أكتوبر عام 2017، لم تكفّ حكومة كردستان العراق عن المطالبة بإعادة تلك القوات إلى المحافظة ملوّحة في أغلب الأحيان بالورقة الأمنية وأهمية التنسيق والتعاون في مواجهة تنظيم “داعش”.


غير أن تركمان المحافظة يقولون إنّ «كركوك لن تعود إلى ما قبل 16 أكتوبر مرة أخرى»، مثلما ورد في وقت سابق على لسان أرشد الصالحي زعيم الجبهة التركمانية العراقية الذي لا يوفّر مناسبة لشكر تركيا لأنّها «لم تترك الشعب العراقي وتركمان العراق لوحدهم أبداً».


واختتمت الصحيفة تقريرها، بقول “دولت بهجلي”، وهو زعيم حزب الحركة القومية التركية إن «تركمان العراق لن يُتركوا لوحدهم، وإن هناك الآلاف من المتطوعين القوميين المستعدين وينتظرون الانضمام للقتال من أجل الوجود والوحدة والسلام في المدن التي يقطنها التركمان خاصة كركوك».


فيما يقول الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن «كركوك فيها الأكراد وفيها العرب أيضاً، إلا أن الهوية الأساسية لها أنها مدينة تركمانية».


ويوجد خط أنابيب يصل كركوك بميناء جيهان التركي تحرص أنقرة على ضمان تواصل تدفّق النفط عبره، حيث سبق أنّ خبرت الضرر الذي يلحق بها من وراء انقطاعه عندما توقّف ضخّ الخام عن طريقه لدى سيطرة تنظيم “#داعش” على أجزاء واسعة من الأراضي العراقية بدءاً من صيف سنة 2014 ما اضطر تركيا إلى شراء النفط المهرّب من العراق وسوريا من قبل التنظيم نفسه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.