يعترف الإسلام بهذا النبي الذي ورد اسمه مرتين في القرآن، وتعتبر رؤى النبي “حزقيال” أو “ذو الكفل”، كما ورد في القرآن الكريم، واحدة من أهم المجلدات في العهد القديم. وقد رُمّم موقع ضريح النبي التوراتي “حزقيال”، الذي لطالما أظهر التنوع الديني والتعايش في #العراق.


ففي زمنٍ مضى، كان هذا الموقع أهم مركز للحج اليهودي في العراق، حيث اعتاد الحجيج على التجمع حول ضريح النبي “حزقيال”، بشكلٍ رئيسي بين رأس السنة اليهودية الجديدة (روش هاشانا) ويوم كيبور (عيد الغفران، بالعبرية).


بالمقابل، يعتبر المسيحيون هذا الضريح مقدساً وكانوا يزورونه بانتظام، في حين يعتقد الحجاج الشيعة، الذين يأمّون المكان، أن (الإمام علي) قد ذهب إلى هناك مرات عدة قبل وفاته عام  661هـ.


عاش النبي التوراتي “حزقيال” في #القدس قبل أن يتم ترحيله من قبل (نبوخذ نصر الثاني) إلى الكلدية. وتوفي عام 569 قبل الميلاد في #الكفل، بالقرب من #النجف، حيث يقول التقليد أنه دُفن هناك.


لكن لم يتم بناء ضريحه إلا بعد عدة قرون، برجٌ مُذهل على شكل مخروط بارتفاع 20 متراً، مزين بالمقرنصات ورسوم زخرفية من العمارة الإسلامية، تسمى كذلك أقراص العسل، ستستضيف جثمانه في القرن السابع.


وفي الداخل، فوق باب الغرفة التي تحتوي على القبر، نقش بالعبرية يقول: «هذا هو قبر سيدنا “حزقيال”».


السجاد الأخضر يبطن الأرضية، وتحت القبة، ضريح يبلغ من العمر 2600 عاماً ملفوف بقطعة قماش خضراء مع نقش باللغة العربية يقول: «السلام على حزقيال (ذو الكفل)».


الجدران الحجرية المكشوفة مغطاةٌ بنقوشٍ زهرية وبلاط من الفيروز على شكل نجمة وتتخللها رسومات من الشموع الثلاثة المتفرعة والشمعدان.


هذا الأخير له فروع سبعة متفرعة من العبرانيين، والتي تم تحديد مخططها في سفر الخروج، ليصبح واحداً من طقوس وعاء خبز القربان، وبعد ذلك من معبد القدس. إنها أقدم رمز لليهودية، ولكنها أيضاً الأهم قبل (نجمة داود) بوقت طويل، والتي ظهرت متأخرة.


إلى جانب برج النبي تقف مئذنة


تضم القبة ثلاث غرفٍ أخرى. الأولى هي عبارة عن كنيس قديم مع جدران مطلية بأماكن مع صلوات مأخوذة من #التوراة.


والثانية، التي زينت جدرانها بزخارف نباتية، مخصصة للنصب التذكاري، وهو نصب جنائزي أقيم على شرف النبي حزقيال، وقيل أن الإمام علي، صهر النبي محمد وابن عمه، كان يجلس أمامه متأملاً.


وتحتوي الغرفة الأخيرة على أربعة مقابر مغطاة بأغطية خضراء، حيث يرقد تلاميذ النبي “حزقيال” المسجونين معه عام 597 ق. م، بعد الخروج الثاني. وقد تم بناء الضريح في موقع سجنهم، وفقاً لبعض المؤرخين.


قبر النبي “حزقيال” هو جزء من مجمع يضم مسجد النخيلة ومئذنته المزخرفة بالطوب المنحوت بالخط الكوفي. وقد تم بنائهم في عام 1316 في عهد السلطان الخاني أولجايتو (1304-1317)، أحد أحفاد #جنكيز_خان و#هولاغو، وهي سلالة حكمت العراق و#القوقاز وأجزاء من آسيا الصغرى وكل #إيران.


وتم تغطية الشمعدان والنقوش العبرية بطبقات من الجير خلال عهد الرئيس العراقي الأسبق #صدام_حسين. ولكن تم ترميمها منذ ذلك الحين وتبقى الجدران مزينة بالنصوص العبرية بشكل واسع.


بعد أكثر من 2000 عام من العيش المشترك، لم يعد هناك يهود في العراق. ففي منتصف القرن العشرين، كانت البلاد  تضم حوالي 150 ألف يهودي. لكن حصلت موجات كبيرة من الهجرة في أوائل الخمسينيات، ثم في السبعينيات، بعد الحروب العربية الإسرائيلية المتوالية.


ويقول “زفي يهودا”، مدير معهد أبحاث التراث اليهودي البابلي الذي تم إنشاؤه عام 1973 لحماية هذا التراث: «منذ الدخول الأميركي العراق عام 2003 وسقوط نظام صدام حسين […]، تعهدت #السلطات_العراقية بإعادة تطوير الجزء القديم من (الكفل) والمجمع الجنائزي الذي كان في حالة تفكك واندثار».


ويدعم المجمع المذكور اليوم، العديد من جهود الحفاظ التي تمولها منظمات مختلفة، بما في ذلك مكتب الأوقاف الشيعي العراقي ومحافظة #بابل وإدارة الشؤون الفنية.


ومع ذلك، يقول مسؤولو الموقع أنهم بحاجة إلى أموال إضافية – بملايين الدولارات – لمواصلة إعادة التأهيل والترميم والتوسع.


وبحسب “هيثم الخفاجي”، حارس وخادم الحرم الشريف، فإن «الأموال العامة ليست كافية لتعبيد الطريق المؤدي إلى المجمع أو تحسين المرافق السياحية لجعله مركز جذب حقيقي لليهود والمسيحيين والمسلمين من كل أنحاء العالم».

ترجمه موقع الحل نت عن صحيفة L’Orient-Le Jour اللبنانية الناطقة بالفرنسية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة